حوار مع رجل الأعمال اليمني توفيق الخامري:

•بدأ العديد من الرساميل المحلية تغادر اليمن بحثاً عن الاستقرار
•سأستمر في مساعدة الجمعيات الخيرية واحمّل الحكومة مسؤولية الشيخ المؤيد
•ضريبة المبيعات مناسبة خصوصاً بعد قرار آلية أخذها في المنافذ الجمركية
•لا يوجد لديّ نفوذ ولا أحمل جميلاً لأحد في نجاحي والوقوف إلى جانبي
•نسير عكس العالم الذي يسعى للمساواة وإزالة الفوارق ونحن نؤصلها
•البيروقراطية والفوضى والفساد المنتشر عوامل مهمة لطرد الاستثمار من اليمن
•هناك بعض المسؤولين يعملون لتكريس المناطقية والفرز العنصري

محمد الخامري من صنعاء: اكد رجل الأعمال اليمني توفيق محمد علي سيف الخامري في هذا الحوار الخاص بـ"إيلاف" انه ينوي تقديم أوراقه للترشيح لرئاسة الجمهورية خلال الفترة القادمة كمرشح عن رجال الأعمال اليمنيين، مشيراً إلى انه سيعمل على التقدم ببرنامج اقتصادي هادف يلبي طموحات وأهداف القطاع الخاص باليمن ونظرته المستقبلية للأمور السياسية في اليمن. وتحدث نائب رئيس مجلس رجال الأعمال اليمنيين وأمين عام اتحاد الفنادق ورئيس مجلس إدارة المجموعة اليمنية للاستثمار والفنادق عن العديد من المحاور الخاصة والعامة، الاقتصادية والسياسية، كمعوقات الاستثمار، والركود السياحي، وتداخل السياسة بالاقتصاد، إضافة إلى ضريبة المبيعات وآلية تطبيقها ورأيه المؤيد لها.
كما تطرق الحوار إلى حياته الخاصة منذ نشأته ودراساته الابتدائية والإعدادية والجامعية مروراً بهوايته الكبيرة ودراسته في مجال الطيران التي تركها تحت رغبته الجامحة في مواصلة نجاحاته التجارية التي بدأها وهو طالب جامعي بإحدى الجامعات الاميركية بولاية فلورايدا، إلى قصة اعتقاله مؤخراً في الأمن القومي بتهمة قال أنها مقرفة ومقززة، مشيراً إلى تدخل رئيس الجمهورية في الموضوع والذي قال انه وعده بمعالجة آثارها ومسبباتها، إلى غيرها من المحاور الكثيرة التي تطرق لها في الحوار التالي:

* نرجو أن تعطونا نبذة عن بدايتكم التجارية؟
- أشكركم على الاهتمام بالقطاع الخاص والقطاع التجاري وأنا من المتابعين لـ"إيلاف" خصوصاً وأنها تتبع الصديق العزيز المبدع عثمان العمير، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأنا من مواليد نوفمبر 62 بمنطقة الأخمور محافظة تعز، وقد بدأنا حياة بسيطة جدا مع الوالد رحمه الله الذي عاش اغلب أيامه في المملكة العربية السعودية حيث كان يعمل في قطاع التجارة وكان مركز كثيراً على أن يكون له وجود في اليمن وخصوصاً في مدينة عدن التي انتقل إليها وعمل بالعمل التجاري حيث كان لدينا محلات تجارية منذ فترة طويلة هناك – ثم انتقلنا إلى عاصمة اليمن الشمال (آنذاك) صنعاء وبدأنا نؤسس بدايتنا في شارع علي عبد المغني وهو مقر الشركة الأم الآن (مجموعة أبوتوفيق للتجارة والتوكيلات العامة).
- درست الابتدائية في مدرسة نشوان الحميري بصنعاء القديمة وكنت امكث بقية اليوم بعد الدراسة في احد محلات الوالد مع بقية إخواني حتى نتعود على الحياة التجارية ونلتصق بها ونحبها كما كان هدف الوالد رحمه الله.
واصلت بعدها الاعداية ثم الثانوية والجامعية ثم ذهبت إلى أميركا لدراسة الأعمال التجارية ولدي العديد من الدورات الدراسية في نفس المجال من عدد من الجامعات الأوروبية والاميركية، حيث وكانت اليمن للأسف تفتقر إلى التخصص الأكاديمي في المجال التجاري لذلك ذهبت للخارج للتخصص الأكاديمي في المجال التجاري وإدارة الأعمال ثم عدت إلى هنا والحمد لله رب العالمين استطعنا أن نكوّن اسماً كبيراً في الوسط التجاري حيث أصبحنا من ملاك العقار في اليمن إضافة إلى النشاط التجاري المتنوع كالتوكيلات التجارية الذي استطعنا أن نحصل على العديد من الشركات العالمية التي أصبحنا نمثلها في اليمن سواء كوكلاء أو تمثيل تجاري، بالإضافة إلى العديد من المساهمات في بعض الشركات التجارية والاستثمارية في العديد من مجالات الاستثمار، وكان لنا شرف المساهمة في التنمية الاقتصادية في اليمن من خلال العديد من المجالات والمشروعات التجارية، إضافة إلى مساهماتنا في بناء التنمية الاجتماعية بإنشاء العديد من المشروعات الخيرية الخاصة في عدد من مناطق الجمهورية.

طيار مع وقف التنفيذ
* سمعنا انك كنت تدرس الطيران، لماذا تركت هذا المجال؟
- كانت لديّ هواية في مجال الطيران وأخذت بعض الكورسات بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الاميركية لكنها كانت هواية خاصة تغلّب عليها الطموح التجاري وتركتها واتجهت للدراسة الأكاديمية في مجال إدارة الأعمال التجارية لأنها كانت تتعارض مع الأعمال التجارية خصوصاً وأنني بدأت عملي التجاري أثناء دراستي في أميركا حيث بدأت بعض الصفقات التجارية وأنا طالب في أميركا مع بعض الأصدقاء والتجار هناك.

* هل تقود طيارة؟
- تستطيع أن تواصل دراسة الطيران وتصبح طيار درجة أولى، لكنني فضلت الانسحاب منها لأني رأيت أنها ستأخذني من العمل التجاري الذي تربينا عليه بصفتنا عائلة تجارية ودراستي الأولى تمكنني من القيام ببعض مهام قائد الطائرة.

* كيف وصلت إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، هل هي انتخابات أم تعيين؟
- نحن بحكم العرف والقبيلة اليمنية نعيش كاسرة واحدة، والأسرة اليمنية بطبيعة الحال محافظة جدا على التقاليد والأعراف التي من أهمها احترام الأخ الكبير وإنزاله منزلة الأب وهذا هو الحاصل بيني وبين إخواني الثلاثة (عارف ونبيل وعبد الملك) الذين يتمتع كل واحد منهم بنهج وتخصص خاص به يعمل على تنميته من خلال الشركة التي يديرها والمنضوية بطبيعة الحال تحت المجموعة، ونحن في النهاية أسرة واحدة ولازال المال واحد ولازلنا مجموعة تجارية واحدة وأنا رئيس المجموعة ورئيس مجلس الإدارة بحكم أنني الكبير بعد وفاة الوالد رحمه الله.

الاقتصاد والسياسة
* هل لكم ميول سياسية؟
- الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحد وهما عنصران مكملان لبعضهما ولا يمكن أن تقوم تنمية في أي دولة من الدول أو نهضة سياسية دون الاقتصاد ولا نهضة اقتصادية دون سياسة حكيمة لذلك اعتبر أنهما مكملان لبعضهما في جميع المجالات ولايمكن لأي منهما أن يستقل عن الآخر، أما بالنسبة لي شخصياً فليس لديّ توجهٌ سياسي حزبي معين لكني معايش ومختلط كثيراً برجال السياسة واغلب جلساتي ومقائلي (جلسات القات) معهم وأتناقش معهم واطرح بعض الآراء السياسية لكن من منظور شخصي وطني بحت وليس لصالح حزب أو تيار أو تكتل معين، إضافة إلى سفرياتي الخارجية اغلبها تكون مع الأصدقاء السياسيين، وهناك نوع من الخلط عند بعض من لديهم الهاجس الأمني إذ يعتبرونك خارجا عن الخط أو اقتربت من الخطوط الحمراء في أي رأي سياسي تطرحه وأنا بالعكس لا اطرح أي رأي إلا من منطق وطني وحبي لليمن وحفاظا على مكتسباتها وثوابتها.

* ما رأيك في الخلط الذي ظهر مؤخراً بين السياسة والاقتصاد؟
- أنا اعتقد أنّ الاقتصاد هو الذي يحكم عالم اليوم في جميع أنحاء العالم لكننا في اليمن وللأسف الشديد نحس بان السياسيين عايشين في كوكب آخر، إذ لا يحبون أن ينافسهم احد حتى في إبداء الرأي، وكانت اليمن إلى عهد قريب تتبع سياسة تطفيش القطاع الخاص من خلال العديد من القرارات التي أثرت على البلد سلبياً دون أي مبرر يذكر وهذه السياسة كانت سيئة لكنها الآن بدأت تعدل واستشعرت الدولة أن البلد تتجه إلى الهاية وبدؤوا يتجهوا لإنقاذ السفينة عبر القطاع الخاص وهو وقت متأخر جدا لكنها بادرة جيدة ولكن (يأتي متأخراً خير من ألا يأتي) كما يقال، وبدأت فعلا الحكومة باتخاذ بعض القرارات الايجابية بعد حوارها مع القطاع الخاص ورجال الأعمال، والمشاهد في العديد من دول العالم أن الحكومات تعتبر القطاع الخاص شريكاً أساسياً في التنمية بل وهناك من الدول من تحرص على إشراك القطاع التجاري في حكوماتها للاسترشاد بآرائهم والأخذ بخبراتهم التي لا يستهان بها في كل الأحوال.

زواج ونفوذ
* يقال أنكم طوعتم الحياة الاجتماعية من خلال زواجك من الأستاذ النعمان وزواج شقيقك من الشيخ الاحمر لتحقيق نفوذكم الكبير .. ما قولك؟
- أولاً أريد أن أوضح لك أمراً مُهماً وهو أنني أنا توفيق الخامري لديّ علاقات واسعة جدا داخل اليمن وخارجها، ونحن لا يوجد لدينا أي نفوذ كالذي يتم تصويره وتهويله في بعض المجالس، نحن قطاع خاص ورجال أعمال لنا علاقاتنا المتميزة مع الجميع، ولكني شخصياً لم اشعر في يوم من الأيام أن لديّ نفوذ كما تقول ولكن قد تحسب علاقاتي المتميزة برجال السياسة وقيادات الدولة بأنها نفوذ، ونحن نتعامل كرجال أعمال، بل بالعكس هناك العديد من المناقصات والفرص التجارية لم استطع الحصول عليها رغم أني مؤهل جداً بسبب أنني لا امتلك النفوذ الذي تتحدث عنه، وموضوع النفوذ طويل جداً كنت أحب ألا نتطرق إليه لأن تجار النفوذ معروفين من هم، وهذا شئ مخزي ومحزن جداً أن يكون هناك تجار يعتمدون على النفوذ في أعمالهم التجارية، أما نحن فقد كوّنا إمبراطوريتنا التجارية بما نمتلكه من علاقات متميزة في الداخل والخارج وبما نمتلكه من خبرة عملية في المجال التجاري، أولاً وأخيراً بدعم وسند ارحم الراحمين، وأريد أن أؤكد أنني لا احمل أي جمالة أو معروف لأي شخص سواء في الدولة أو خارجها بأنه وقف معنا في أي مرحلة من المراحل بل بالعكس عانينا من الصعوبات والتعثرات الكثيرة ولم نجد من يقف معنا.

تجار المناطقية
* هناك طبقة جديدة برزت مؤخرا في مجال التجارة أصبحت تنافسكم وبقوة .. ما تفسيرك لهذه الظاهرة؟
- للأسف الشديد الاتجاه هذه الأيام أصبح عند بعض رجال الدولة وأصحاب النفوذ أنهم يعتقدون بضرورة العمل لإيجاد تجار جدد غير رجال الأعمال الأساسيين الذين بنوا نهضة اليمن وعانوا منذ القدم ووقفوا جنبا إلى جنب في بناء الوطن، وهذا اعتقد انه شئ مخيف ومرعب ومحزن في نفس الوقت، واعتقد انه سيجر البلاد إلى هاوية.

* بماذا تفسر وجود هذا الاتجاه عند بعض رجال الدولة كما ذكرت؟
- سيدي العزيز أنا أتكلم بوضوح كامل وشفافية مطلقة وأنا اطرح هذا الموضوع دائماً وهو أن هناك توجهٌ عام لإلغاء القطاع التجاري القديم، القطاع التجاري القوي، القطاع التجاري الذي هو اصل التنمية في البلد، هناك اتجاه للأسف الشديد يعمل على ضرورة تبديل هؤلاء التجار الذين بنوا التنمية بتجار جدد وتجار نفوذ ليس لهم أي خبرة في التجارة، وخبرتهم تنحصر في القوة السياسية وقوة النفوذ فقط لا غير، وأنا احذر دائما من هذا الاتجاه.
عشت منذ طفولتي في صنعاء وما كنا نشعر بالاتجاه الجارف الذي برز مؤخراً والممثل بالتكتلات المناطقية والقبلية والطائفية التي أصبحت تمارس علناً، رغم الخطابات الجوفاء التي اعتبرها خطابات سياسية ليس لها أي قيمة، والواقع هو الشارع التي تمارس فيها كل أنواع الفرز المناطقي والقبلي والعنصري والشللي، أتمنى من المسؤولين أن يعو أننا كيمنيين من جميع المناطق والاتجاهات نعمل من اجل بناء هذا الوطن ورقيه وازدهاره .

* نستطيع أن نؤطر من خلال حديثك الآن أن الاتجاه مناطقي بحت؟
- نعم أنا اعتقد أن ظاهرة التجار الجدد هو اتجاه مناطقي 100% ويعطي مناطق معيّنة كل الفرص بينما مناطق أخرى محرومة جدا ولا تحصل على أي شئ، نحن في اليمن لنا وجهة خاصة ومخالفة للعالم كله الذي يسعى لاتجاه المساواة بين الناس وعدالة التوزيع ونحن نسير في اتجاه خطير جدا أتمنى أن ينتهي قريباً لأن المناطقية أصبحت تمارس بشكل كبير ويؤسفني جدا أن أقول مثل هذا الكلام لكنه الواقع، تصور أن هناك العديد من الممارسات التي نشاهدها يوميا في بعض المرافق الحكومية أو المناقصات التي تمشي عبر الاتصالات والمذكرات والتوصيات لأشخاص بعينهم لا نعرفهم ولا يوجد لهم اصل في مجال التجارة ولكنه النفوذ السياسي الذي يعمل في الاتجاه المناطقي البغيض.

الأمن القومي
* سمعنا أن الأمن القومي قام مؤخراً باعتقالك، هل ممكن نعرف ملابسات ذلك؟
- اعتقد أن هذا الموضوع قد انتهى والرئيس علي عبدالله صالح قد وعد بمعالجته حيث كان الموضوع عبارة عن موضوع شخصي لا يمت إلى السياسة بصلة، وتم تصعيد الموضوع من ناحيتي إلى الأخ الرئيس الذي وعدني بأنه سيحل الموضوع، وكانت خلفية الموضوع شخصية وكانت تعبر عن شئ محزن ومؤسف ومقرف أيضاً لذلك لا أريد أن أتحدث فيه طالما وهو بيد الأخ الرئيس الذي وعد بحله ومعالجته.

* لماذا كل شئ يتم حله عبر رئيس الجمهورية؟
- اعتقد أن البيروقراطية تتحكم فينا بشكل كبير وتقاطع المصالح ورجال السياسة والنفوذ وغيرها من الأشياء التي تحول دون تطبيق المفترض أن يكون، لذلك يكون الملجأ الأخير هو الأخ الرئيس باعتباره رئيس الدولة وراعي الجميع وكلمته الفصل.

الفساد يطرد الاستثمار
* قال تقرير أميركي صدر مؤخراً أن الاستثمار في اليمن محفوف بالمخاطر .. ما صحة ذلك؟
- اعتقد أن بيئة الاستثمار في اليمن من حيث البيئة الطبيعية فهي بكر وبيئة خام وجالبة للاستثمار بشكل كبير لكن الشق الثاني من البيئة التي قلت أنها طاردة والمتمثلة في البيروقراطية المقيتة والفوضى العارمة والفساد المنتشر في اغلب مرافق الدولة التي للأسف تنكر دائما عدم وجود الفساد رغم انه موجود ومعلوم للقاصي والداني، والأجانب الذين يتحدثون معنا يقولون انه لايمكن أن يغامروا بأموالهم في اليمن بسبب الفساد المستشري في موافق الدولة، والذي يعتبر العائق الأول أمام الاستثمار الأجنبي، مثلاً على سبيل المثال هناك تعدد الاختصاصات وكثرة المرافق المختصة بالاستثمار والمستثمرين وهذا ما يجعل المستثمر يتوه بين أكثر من جهة وكل جهة تريد أن تستأثر بنصيب الأسد من هذا القادم (المزلط)، وهذه الآلية بؤرة سوداء لايمكن أن يتطور مجال الاستثمار في بلادنا طالما وهي موجودة.

* معنى حديثك أن توافق التقرير وتؤكد أن الاستثمار هنا محفوف بالمخاطر؟
- أنا أوافق أي تقرير في العالم يقول أن على الحكومة اليمنية أن تنهج النهج الصحيح المستند إلى سياسة استثمارية واضحة، يجب أن تؤمّن الناس، يجب أن تطمّن المستثمرين على أموالهم، يجب أن تكون السياسة الاقتصادية واضحة جدا، يجب أن يعطى المستثمر صلاحيات ويُمنح الإغراءات من اجل أن يغامر بأمواله ويجلبها إلى اليمن، أما اليوم فالبديل موجود، مثلاً الأردن هذا البلد الصغير الذي بجوارنا تصور أن هناك مالا يقل عن 6 – 7 مليار دولار استثمارات خليجية تعمل فيه، اليمن لم يأتها أي استثمار جديد خلال الفترة الأخيرة، نحن بحاجة إلى قرار سياسي وعلاقات متميزة مع دول الجوار لجلب الاستثمارات الخليجية التي ستحدث قفزة اقتصادية هائلة باليمن.

* ماهي الحلول التي تعتقد أنها ستعيد الثقة للمستثمرين بالعودة إلى اليمن؟
- اعتقد أن الحل الوحيد هو المساواة بين الناس في كل شئ، في الفرص الاستثمارية، في المعاملات التجارية، في كل شئ، واهم من هذا وذاك أن نوجد الأمن والاستقرار، أيضاً يجب أن نعمل على إيجاد خطط وقرارات اقتصادية استثمارية مدروسة دراسة جدية، أما الحديث عن أن لدينا أفضل قوانين استثمارية فهذا غير صحيح، اغلب الدول التي بجوارنا تعرف كيف تعامل المستثمر من أول نزوله من الطائرة وكيفية الترحيب به، نحن نطالب الدولة بإزالة البيروقراطية وسوء الإدارة والفساد، يجب أن نعمل برنامج قوي للحد من الفساد وتشجيع الاستثمار من جميع النواحي وليس عيبا الاستعانة بخبرات دولية في هذا المجال، اليوم لدينا البطالة منتشرة بشكل كبير يجب أن نعالجها بالاستثمار الذي لن يأتي إلى اليمن إلا بتهيئة المناخ الملائم له، تصور انه حتى المستثمرين المحليين يصطدمون بالبيروقراطية والعراقيل الكثيرة التي تضعها الدولة أمامهم، والدولة لا تبالي ولا تساعد إلا أشخاص معينين فقط والبقية لا تعيرهم أي اهتمام.

المؤسسة العسكرية
* ماذا عن المؤسسة العسكرية وأين موقفها من هذا كله؟
- كثر الحديث عن المؤسسة العسكرية وسلبياتها في العديد من المجالات وخصوصاً المجال التجاري وقطاع الاستثمار، لكنني شخصيا اعرف بعض القادة العسكريين الذين اجزم بأنهم حريصين على الوطن وأنهم يعملون ما بوسعهم لخدمته، لكن الأمر لا يخلوا من سلبية هنا أو هناك وكما يقال فالحسنة تخص والسيئة تعم ومن هنا جاءت النظرة على المؤسسة العسكرية، أنا عندما أتحدث عن عوائق الاستثمار لا أتكلم عن مدني أو عسكري أنا أتكلم عن نظام قائم ومؤسسات موجودة تمارس عمليات تطفيش ضد المستثمرين، تصور أن اغلب المستثمرين يأتون إليّ في الخارج ويسألوني عن علاقاتي في اليمن وهل أستطيع أن احميهم واحمي استثماراتهم أم لا، يسألوني عن من تعرف من أصحاب النفوذ في اليمن، من الذي يحميك، عندهم تصور أننا في غابة وليس في دولة نظام وقانون، وهذا صحيح وموجود ويمارس من خلال أشخاص أمراض قلوب يسيئون لليمن بشكل عام.

* هل هناك أمثلة معينة على كلامك؟
- يا سيدي رجل الشارع يعرف هذا الشئ، اسأل أي واحد في الشارع عن الاستثمار يقلك إذا كان معاك ظهر يحميك بتشتغل وإذا كنت لحالك بياكلوك هذا المفهوم موجود عند العامة، والرأي بنظري أن يتم العمل وفق قرارات وقوانين صارمة تطبق استراتيجية استثمارية محددة ويتم توزيع الفرص الاستثمارية بالتساوي وبالعدالة بين المستثمرين وان يعطى كل مستثمر فرصته دون النظر إلى اسمه أو منطقته أو قبيلته.

الهروب إلى دبي
* على ضوء هذه الأوضاع .. هل فكرت بالرحيل ونقل استثماراتك إلى الخارج؟
- هذا الكلام مستبعد عندي شخصيا لأني يمني ومن اليمن ونشأت وكونت نفسي في اليمن، وأنا من النوع العنيد الذي مستعد أن أصارع وأتحمل من اجل إيجاد بيئة استثمارية قوية وصلبة، وأنا شخصيا احتل بعض المناصب في الكيانات التجارية حيث أني نائبا لمجلس رجال الأعمال وأمينا عاما للاتحاد العام للفنادق اليمنية، ودائما أواجه بعض العراقيل ولكني أتصدى لها، والشئ المحزن أن هناك العديد من الفاسدين الذين يستغفلون الناس ويتحدثون عن الفساد والفاسدين وهم أول من يمارس الفساد من خلال موقعه أو منصبه، وبالنسبة لهجرة الرساميل من اليمن فهي واضحة جدا وإذا ذهبت إلى دبي فانك ستفاجأ بكم كبير من لرساميل اليمنية تذهب إلى هناك حيث البيئة المستقرة والمواتية للاستثمار الآمن، ويأخذون معهم العملة الصعبة التي تهز اقتصاد اليمن وللأسف لم نجد أي إجراءات للحد من هذه الهجرة التي بدأت بالرساميل وربما تتطور إلى هجرة العقول التي بالفعل بدأت بالهجرة مؤخراً .

ضريبة المبيعات
* أثارت الغرف التجارية ضجة كبيرة حول ضريبة المبيعات .. ما رأيك أنت؟
- أنا رأيي الشخصي أن الدولة عملت إجراءات ممتازة جدا لأننا لو نظرنا إلى الدول المجاورة لنا لوجدنا أن ضريبة المبيعات لديهم أكثر من 8%، نحن كان الاتفاق على 5% وعندما قابلنا الأخ الرئيس مؤخراً كرجال الأعمال اتفقنا على أن تكون 8% ويتم أخذها من المنافذ الجمركية، حيث كان التخوف من الآلية حيث وصلنا إلى اتفاق مع مصلحة الضرائب التي يترأسها رجل متفهم جدا وأكن له كل التقدير والاحترام حيث قال سنعمل باقتراحاتكم وبما يضمن حقوقكم كرؤوس أموال وحقوق الدولة دون ابتزاز أو تعنت وفعلاً وصلنا إلى قناعات جيدة وإلغاء آلية اخذ الضريبة من التاجر داخل البلاد، وأصبح اخذ الضريبة في المنافذ الجمركية فقط .

* هناك شكاوى كثيرة من تهرب القطاع الخاص من الضرائب؟
- لا أستطيع أن أنكر أن هناك ضعاف نفوس في أوساط رجال الأعمال لكنها تبقى فردية ولا يجوز تعميمها عبر وسائل الإعلام وتضخيمها لتصبح اتهاما يهاجم القطاع التجاري باليمن ويوصمهم بالتهرب الضريبي، نحن كرجال أعمال مضحيين في خدمة هذه البلاد ولنا دور ملموس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفي جميع المجالات، نحن خسرنا ملايين الدولارات بانتظار تحسن الأوضاع وانتعاش البلد، تصور لديّ أنا شخصيا العديد من الشركات والوكالات التي لا تربح ومُبقي عليها لأني أفكر بالمستقبل وعندي أمل وتفاؤل كبير بأنه سيكون أفضل، وأنا اعتقد انه مع الإجراءات الأخيرة والقرارات التي اتخذتها مصلحة الضرائب ستختفي هذه السلبية إن وجدت في بعض رجال الأعمال لأنهم كانوا يرون أن هناك العديد من البنود المدرجة في نظام الضرائب أو الجمارك لا تخدم البلاد بقدر ماهي ابتزاز للتاجر وراس المال.

فعل الخير والإرهاب
* ما رأيك في الاتهامات الاميركية لعدد من التجار اليمنيين بتمويل الإرهاب؟
- حكاية الإرهاب أصبحت شماعة كبيرة تمارسها أميركا للتدخل والقرصنة على الدول الصغيرة، أنا ضد التدخل الأميركي أو غيره في الشؤون الداخلية للدول والشعوب، وكحالتنا في اليمن فنحن بلد مستقل ذات سيادة مستقلة ولدينا نيابات وقضاء وشرطة وامن ونستطيع أن نعرف بأجهزتنا الأمنية ما إذا كان هناك شخص يدعم الإرهاب أم لا وفي حالة وجوده فانه يحال إلى القضاء ويحاكم، وأنا استبعد جدا أن يكون هناك رجل أعمال أو قطاع خاص يمول الإرهاب سواء في اليمن أو في غير اليمن، كلنا كنا ولازلنا ندعم الجمعيات الخيرية والبر والإحسان ونعطف على الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين ونساهم في إنشاء المشاريع الخيرية ونعتبر هذه أفعال خير وليست إرهاب، أنا قناعاتي أنني كنت ولازلت وسأستمر في التبرع للأيتام والمساكين والأرامل والفقراء وأعطيهم من مال الله إلى آخر لحظة ولا تستطيع أي دولة لا أميركا ولا بريطانيا أن تملي عليّ شروطها أو معاييرها لمن أعطي ومن احرم، هذا كلام غير صحيح إلى حد الآن لم تستطع أميركا أن تثبت أو تقدم دليلا واحدا عن أي مؤسسة تجارية من التي تتهمها بتمويل الإرهاب أنها فعلت ذلك، ثانيا أنا أريد أن أسأل ماهو الإرهاب؟، هل هناك تعريف محدد للإرهاب نستطيع من خلاله أن نستدل على الإرهابيين، هل الإسلام هو الإرهاب؟، بالطبع لا فالإسلام دين الفضيلة والتسامح، للأسف الشديد أحزنني جدا الحكم الذي صدر بحق العالم الجليل الشيخ محمد المؤيد والذي أصدرته دولة عظمى كالولايات المتحدة، لا لذنب اقترفه، وإنما تم إصدار الحكم سياسياً وأنا اعتبره نوع من القرصنة، واحمل الحكومة اليمنية مسؤولية متابعة هذا الموضوع لأن المؤيد مواطن يمني.

السياحة صناعة المستقبل
* بصفتك أمين عام الاتحاد اليمني للسياحة والفنادق، كيف تنظر لحال السياحة؟
- بلادنا مهيأة من جميع الاتجاهات للسياحة، هناك السياحة الصيفية والسياحة الشتوية والسياحة الأثرية والبيئية والرمال والأمكنة والأزمنة وكل شئ، ولكن للأسف الشديد الدولة لا تعير السياحة أي اهتمام إلا من خلال الخطابات السياسية التي لا تقدم ولا تؤخر، صحيح أن لدينا وزير احترمه جدا وهو رجل مثقف وواعي لكن الإمكانيات المتاحة لوزارته لا تفي بالغرض المطلوب منه، لو نظرت إلى الدول الأخرى التي حولنا ستجد أن السياحة تتمتع باهتمام كبير من قبل القيادات السياسية والاقتصادية كالتمويلات والتسهيلات المالية بدون أرباح للنهوض بهذا القطاع الحيوي الهام الذي لا ينضب، ونحن هنا في اليمن نسير عكس العالم، يومياً تفرض علينا جبايات وضرائب وأشياء أخرى نحاول في اتحاد الفنادق أن ندرسها ونقدم معالجاتها للحكومة ولكن نفاجأ بعدم التجاوب نهائيا، أريد أن أقول أن اليمن إلى الآن عليها علامة سوداء من قبل المستثمرين الأجانب ويجب على الدولة أن تعمل جاهدة في سبيل إزالة هذه العلامة وذلك بالعمل الصحيح وإتاحة الفرصة لوزارة السياحة أن تمارس دورها ودعمها الدعم الكافي لتعود بالفائدة والنفع على المواطن والشعب والخزينة العامة للدولة التي أؤكد أنها ستجني من السياحة مالم تجنيه من النفط ومن أي مورد آخر لأنها الصناعة التي لا تنضب أبدا بعكس الموارد الأخرى.

* ماهي الأسباب التي أدت إلى الركود السياحي بنظرك؟
- اعتقد أن الركود السياحي هذه الأيام ركود عام في العالم بشكل عام بسبب الأوضاع التي حصلت مؤخراً والتغييرات التي بدأت منذ أحداث سبتمبر 2001م وما تلاها من أحداث، واليمن تأثرت بشكل كبير منها، لكني أتحدث من موقعي كأمين عام لاتحاد الفنادق وهو أننا لم نلمس أي توجه جاد من قبل الدولة لإصلاح الاختلالات الموجودة في القطاع السياحي ودعم البنية السياحية بتشجيع رؤوس الأموال المحلية والأجنبية للاستثمار في مجال السياحة كبناء الفنادق والشاليهات وتجهيز المناطق الأثرية والأودية والمتنزهات بمقومات السياحة المختلفة.

الترشيح للرئاسة
* سمعنا أنكم تفكرون في الترشيح لرئاسة الجمهورية بعد الإعلان الأخير للرئيس؟
- فكرت كثيراً في هذا الموضوع وسأعمل على تهيئة أوضاعي لتقديم ترشيحي إلى رئاسة الجمهورية خلال الفترة المحددة لذلك كمرشح عن رجال الأعمال الذين ساطرح عليهم هذه الفكرة خلال الفترة القادمة، وقد فكّرت كثيراً قبل اتخاذ هذا القرار الذي اعتبره قراراً مصيرياً، لكني متمسك بحقي الدستوري في الترشح لرئاسة الجمهورية لأني أتمتع بالشروط القانونية والدستورية المنصوص عليها فيمن يرشح نفسه لهذا المنصب، وطالما ان الرئيس علي عبدالله صالح الذي اعتبره شخصياً صمام أمان اليمن قد أعلن قراره التاريخي بعدم الترشيح للفترة القادمة فيجب علينا أن نحترم هذه الرغبة.

* ماهي الخطوط العريضة لبرنامج السياسي الذي ستتقدم به؟
- البرنامج السياسي الخاص بي سيتم صياغته وفق مقتضيات القطاع الخاص وأهدافه المستقبلية للنهوض باليمن وفق رؤية رأسمالية جديدة وغير مسبوقة.