الفنان مظهر احمد خزين من المهارات الغرافيكية، وحاضر بقوة أختامه

حاوره في السويدناصر مؤنس:أزاميل خياله ابتكرت العديد من التقنيات، وبين يديه تلمع بالعافية لوائح المعدن، وتلمع الصفائح والألواح. في أعماله لا نبحث عن الإنسان بل عن تجريده، لا عن الخطوط بل عن أنواعها، لا عن التعبير بل عن الإيحاء، ولا عن اللون بل عن ذهوله الأسود. وهو لا يؤمن بأن اللون quot; عافية الرسم quot; لهذا نراه زاهداً بالألوان ينثر الحبر على بياض الورق، فتشرق الألوان بطاعة من الكمال، أما عن أشكاله المحفورة كممرات إلى الخيال فهو يرسمها بخطوط وعلامات تذكر بعلوم البدء.
هذا هو الفنان مظهر أحمد، الخارج من مذاهب الحفر على المعادن ليستعيد خيال المسكوكات، فعندما تشاهد اللوح المعدني الذي يعمل عليه الفنان لا تملك إلا أن تهتف:- يا الهي، أي لوح كرامات هذا؟. ولو تأملت طبعاته الممهورة بإبهام التأويل، لبعثرت الدهشة حجر الأسئلة:- أي فضاء في التوزيع؟ وأية مهارة في التنفيذ؟. أي إبداع في التركيب؟ وأية كثافة في الخطوط؟. وأخيرا، أي أسلوب جديد في طباعة الليثوغراف؟.
فهو منذ أن أقام مشغله أو ورشته للغرافيك في مدينة { فالون}في السويد ودوَّن عليها بالنقش الغائر ألقاب الحبر وهو يدون نقوش خياله على ألواح المعدن ويجلو عن المحفورات صدأ الطبعات البائدة والسائدة، وكأنه يبتكر تأريخا أخر للغرافيك ويؤسس لأساليب أخرى في الطباعة { أساليب حية في تكويناتها ولا تشبه تلك المسودات الميتة وليدة الصياغات المسبقة } فمرة يمزج بين تقنيات quot; الغرفة المظلمة quot; للمصور الفوتوغرافي وبين آلات الضغط. ومرة يبتكر طريقة جديدة باستخدام لوائح الأوفسيت كبديل للطباعة بالحجر، ومرة يستخدم قفا الصفائح، وأخرى يأخذ آلات قديمة ويجعل من تأثيراتها رسوماً، وهكذا تتنوع أساليبه.
لهذا سرعان ما استنسخت أعماله من قبل بعض الفنانين ndash; من العراقيين والعرب- ممن أشْكلت عليهم الطبعات، وانصرف عنهم الخيال، وفارقتهم مدارك التذوق الفني. وبين ورشته وبيته في مدينة quot;فالون quot; كان لنا معه هذا الحوار الذي يحاول أن يكشف بعض مكاشفات المعدن والمعنى.

- أعراف الشوق
- يمكن حصر الأمر بالأصالة في العمل الفني، ويمكن استبدال كلمة الأصالة بكلمة الصدق في عالم الفن، ولا أبالغ إذا قلت، أحياناً، يدخل الأمر في مجال التصوف، فأنا مثلاً، أكثر تصوفاً من أي رجل دين، حين دخلت إلى معهد الفنون الجميلة، دخلت إلى غرف الحجب والتورية، والغرف قادتني إلى غرف أخرى فيها من خواص الخيال ما هو ظاهر وما هو خفي، لهذا أنا دائم السعادة، فكل شيء في هذا الكون يمكن قياسه على أعراف الشوق، ويمكن البحث فيه ويمكن اكتشافه. لكن من جانب آخر، لا يمكن فصل الفن ndash; بالنسبة لي ndash; عن طبيعة الإنسان نفسه، وعن علاقة الرجل بالمرأة، باختصار المسألة الجنسية، كيف يكون الخزن وكيف يكون الإفراز، وكيف حين تنتهي عملية القذف تبدأ عملية الحلم، وكأنك تنصرف بخيالك إلى البداية، بداية المرة القادمة، أي تشعر بإغراء الرحابة من خلال النظر والجمال، وبين ممارسة وأخرى تطلق نداءك الساحر لبلوغ الجنة. هذا ما يمهد لحالة الرسم عندي، وعندما أبدأ عملية الرسم، أكون مثل الطفل الذي يلهو أو يلعب بالكرة، ففي هذا الوقت لا يمكن أن تطلب منه أن يأكل مثلا. أنا أتمتع بالرسم واخترت أن أكون فقيراً، الغني يضطر أحيانا لدفع الكثير من النقود من أجل الحصول على هذه المتعة، وأنا أتمتع.

- رهين اللون
- تلك النتاجات الوافرة هي غنائمي طيلة هذه السنوات من العمل والتجريب، أحيانا أسحب السعادة منها، وأحيانا ndash; عندما يكون هناك معرض ما ndash; أفتح هذه الخزائن وأعيد تصنيفها، لو قلت لي مثلاً هناك خمسة معارض فأنا مستعد لأن أملأها، ولا تنضب خزائني، وهذا راجع إلى أنني حين أعمل لا أفكر بالمشاريع بل بما يتصل بالجمرة الدفينة التي تقودني إلى طباعة 350 عملاً دون أن أعرف لمن. لهذا أضحك عندما أسمع ان هذا الفنان أو ذاك يهيئ نفسه لإقامة معرض ما، فأنا رهين هذا الخاطر، وأنا رهين اللون والورق، وعشت طوال عمري مع هذا النداء ولا حاجة لأن أهيئ نفسي من أجل معرض ما، ولهذا تجدني دائماً أعيش الوقت وأنا على أهبة طباعة شيء ما.

- ورشة بلا سموم
- الورشة الأولى كانت معهد الفنون الجميلة، ثم أكاديمية وارشو، ثم الورش التي زرتها في جميع الأماكن في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى كل المشاركات الفنية أو العلمية، والنتيجة عبارة عن أخذ كل ما هو متصل بمجال الغرافيك، من مواد أو طرق أو أساليب بناء الورش. لكن البداية الحقيقية، هي منذ عام 1974 وحتى 1993 عندما توفرت الظروف المناسبة لبناء ورشة متكاملة حديثة بطريقة إلغاء السموم والمواد الكيميائية، أي quot; الورشة الصحية quot; فوجدت في جعبتي من المعلومات والأحلام ما يجعلني قادراً على تنفيذ هذه المهمة.
وحين بدأت العمل في ورشة quot; فالون quot; كمدير لأدارتها ndash; وذلك طبعا بعد قرار بنائها وتكبيرها وترميمها ndash; حرصت على استخدام كل ما تعلمته من تجارب ومعرفة في مجال بناء الورش، ففي هذا المكان، بإمكانك أن تدخل بنقاهة صحية وهدوء رائق، واليوم تشاهد الورشة تعمل على أساس تقديم التسهيلات الكاملة لمتطلبات الفنان الغرافيكي في تنفيذ الأعمال، لا يعوزه شيء في استخدام الطرق الأربعة للغرافيك، بل وكل تقنيات هذه الطرق من طريقة الحفر البارز:- الخشب واللينو والمواد الأخرى، وطريقة الحفر الغائر من حفر quot; البليتquot; وبالطرق الأقل سموما أو الخالية من السموم تماماً. وطريقة الحفر المسطح مثل الليثوغراف أو الأوفست والمواد الأخرى، وطريقة السلك سكرين، إضافة إلى ذلك ففي هذه الورشة بإمكانك استخدام إمكانيات جهاز الكومبيوتر في تنفيذ كل ما تتطلبه الطرق السابقة من مساعدة أو خدمة. وأيضا كأسلوب جديد، ولا بأس به، أن يكون quot;الأسلوب الخامس quot; الحديث في تنفيذ الأعمال الغرافيكية. تستطيع القول، أن هذه الورشة التي أشرف عليها، هي مكان لكل من يريد أو يتمنى أن ينجز أعمالاً فنية خالصة، ولكل من يريد أن يتعرف أو يتعلم هذه الأساليب والتقنيات وهذا لا يعني الالتزام بالمواد الحديثة وترك المواد القديمة، ليس هذا هو المقصود، بل كيف تستفيد من الطرق الأولى والحديثة في عمل الصفائح والمواد المطلوبة لتنفيذ الطبعة الفنية.

- الدورات
- ما أن بدأ الاهتمام بالغرافيك الخالي من السموم { Non Toxic } في بداية الثمانينات وما أن دخل حيز التنفيذ في السويد في بداية التسعينات حتى بدأ الاهتمام بالمواد الجديدة التي هي أقل ضرراً وبالطرق الجديدة أيضا، والتي هي أقل تكلفة وتأثيراً على الصحة والبيئة، وهذا الاهتمام في ازدياد حتى انه بدأ يشغل بال أغلب الفنانين العاملين في مجال الغرافيك والمدارس والورش، وعندما بدأنا ببناء هذه الورشة في quot; فالونquot; أدخلنا هذه المواد وزاد الطلب من قبل عدد كبير من الفنانين في السويد، فأخذنا بعمل دورات مكثفة لطرق استخدام تلك المواد والأساليب الجديدة في الغرافيك، وضمن سياسة الورشة الاتصال العالمي بين الورش والمدارس والفنانين، وجاءتنا طلبات من أماكن مختلفة أن نعمل دورات في تلك الأماكن { داخل السويد وخارجها } ومن الدورات خارج السويد مثلاً في quot; تسالي لونكي quot; اليونانية، quot; الإسكندريةquot; في مصر 2002 -2005، يوغسلافيا، النرويج، بولندا...، وهذه الدورات تكون مدعومة عادة من جهات رسمية سواء كانت حكومية أو أهلية.
إضافة إلى ذلك لم نتوقف عن الإشارة الدائمة في المحاضرات التي تقام بجانب بعض معارض الغرافيك العالمية، ومن خلال هذه الفعاليات ظهرت اهتمامات شخصية من قبل بعض الفنانين أو العاملين في هذا المجال، والكل بدأ يطلب المجيء إلى الورشة وأخذ المعلومات الجديدة من مواد وطرق وأساليب، وتم ذلك في أكثر من مناسبة وجاء عدد كبير من أسبانيا، ألمانيا، فلندا، ومن الدول العربية البحرين والعراق.

- لكنك قدمت خبراتك وتجاربك بسهولة لبعض الفنانين.
- أنا مكشوف، وأعطي المعلومة لمن يريد، هذا شجري، وليأخذوا من ثمره ما يريدون.

- تدوين البداية
- دائما اسأل نفسي لماذا دخلت معهد الفنون الجميلة ولم أدخل معهد الموسيقى؟. صحيح، أن دخولي المعهد جاء بشكل سلسٍ نتيجة اهتمام الفترة الأولى في المرحلة الابتدائية، كان المعلم فناناً، وزاد الاهتمام في مرحلة المتوسطة، فقد حالفني الحظ بوجود أستاذ يدرس اللغة العربية وهو أديب وفنان أيضا، الأستاذ quot; ناطق خلوصي quot; الذي وجه موهبتي بالكثير من الدعم والتشجيع، وحين أعود بذاكرتي إلى عام 1973 سنة دخولي المعهد، تزدحم في الذاكرة أشياء عميقة وربما غير منظمة، أتذكر كيف كان كل واحد من زملائي يريد أن يبرز عضلاته في الرسم، لكنني لم أنشغل بهذا التناحر، صحيح، أنني كنت أرسم أفضل من الطلبة الآخرين، وكانوا يقولون: مظهر يرسم المصارعة والملاكمة، لكنني كنت أرسم الحركات. كنت مبهوراً بكل شيء. مبهور بذلك الانتقال من جو المتوسطة إلى جو المعهد سعيداً بالاختلاط، بالقاعات، بالموسيقى، بروائح العالم الجديد، كان الأمر ndash; بالنسبة لي ndash; يشبه أن تنزل من باص بطابقين وتدخل إلى بناية خارج البيئة.
ولو ذهبت بعيداً في نزهات الذاكرة، سيوقفني، هذا الشيء الغريب: منذ الأيام الأولى في المعهد وبعد حفلات الاستقبال، كنت أشعر بعدم وجود الوقت الكافي، كنت أريد أن أتعلم بسرعة، حريصاً على حضور الدروس والعودة إلى البيت من أجل أن أمارس أكثر، تتزاحم في داخلي أشياء مثل الحب والرغبة والاندفاع، وهذا قادني إلى الاقتراب من طلبة هم منتجون أيضا، كنت أريد اقتحام كل شيء بسيل من الرسوم فدخلت المعهد الآخر، معهد الحياة العامة، الورشة الحقيقية لكل رسام، كانت عدتي الأوراق والأقلام وكنت أدون معايشة البيئة، ثم جاء تأثير الفنان شاكر حسن آل سعيد كما هو الحال مع أغلب الطلبة في تلك المرحلة.

- الصوت في العمل الفني
- في اللحظة التي اكتشفت فيها أن الفنان شاكر حسن يحب المقام العراقي والأغاني الريفية انعطفت رؤيتي صوب هذا النداء، وعندما سمعت آراءه التشكيلية والبصرية وتعرفت على أعماله عن قرب، وأصبحت أكثر قرباً لفهم مناخاته، عندها، بدأت أفكر بالتالي: كيف أوظف الأشياء السمعية في الأعمال البصرية، طبعا، ليس من مهمتي التنظير لهذا الأمر، لكن هناك استعارات وتأثيرات سمعية على البصري في أغلب نتاجي.
كنا نفهم الرسم، هو أن نرسم الأشياء البصرية على أنها محاكاة، مثلا أن ترسم شجرة أو طبيعة، لكني لم أرسم هذه الأشياء، رسمت الخط، رسمت السطح ورسمت الأشياء التي أرشدتني إلى العجين الذي يلمع في عروق الشكل، أعيد القول، أن الأشياء السمعية تلعب دوراً كبيراً في تنفيذ أعمالي، صحيح أن البصريات شيء لابد منه، فنحن نشاهدها يومياً، نقرأ، ننظر، نشاهد المعارض، باختصار، إنه الوقود لتحريك العناصر الأخرى.
والآن أسأل نفسي، لو كنت أطرش ولم أسمع زفير الأصوات وشهيقها، ماذا كان يحدث بالنسبة لنتاجي؟. ربما كنت أشعر بكارثة كبرى.
لكن هناك مسألة أخرى علينا أن لا ننسى عدة أسئلة، ما هي الأصوات؟.أي نوع من الأصوات؟. أنا انتبهت للأصوات التي ساعدتني على نصب خيام الشكل، طبعاً، هناك أصوات لا أعرفها ولا أجيد تقنياتها ولا أعرف خصائصها، لكنني أحس بها. لندع الصخب جانباً، ونأخذ ما يومض به الخيال عند سماعه، تلك الأصوات من المقام العراقي، أو تلك الجلبة المرفوعة إلى البرق، خذ الأسواق التي كنا نمشي بها، سوق quot; الهرجquot; يختلف عن quot;السرايquot;، سوق quot; الشورجةquot;يختلف عن quot;الصفافيرquot;، هذه أجمل عناصر تبلل أرواحنا بماء الرسم. وهي في النهاية لا تختلف عن أصوات المقامات التي كنت أذهب إلى المتحف البغدادي لسماعها، ومرة بلا استئذان، ذهبت إلى الصحراء لأسمع غناء البدو. لكن الصوت الوحيد الذي لا يمكن أن أنساه هو صوت جدتي عندما كانت
quot; تنعيquot; على قبر أبي الذي دفن في النجف، هذا الصوت الذي أشكر الله حين جعلني أسمعه، أي جمال أخاذ، حين تبكي وتغني، تغني وتبكي الآخرين، تلك الطاقة الموجودة في هذا الأداء وغيرها من التأثيرات الصوتية كان لها التأثير الكبير في تطوير عملي الفني.

- غواية الغرافيك
- في الصف الثالث من الدراسة في معهد الفنون يبدأ التخصص، لكن، في الصف الثاني كنا نهيئ أنفسنا للدخول في فرع ما، الرسم أو النحت أو الغرافيك، وعندما كنت في المرحلة الثانية كان أغلب أصدقائي من المتقدمين في المعهد أو الدراسة هم من فرع الغرافيك، وكنت مبهوراً بأعمالهم وطبعاتهم على الخشب، تعلمت أن أشتري الخشب أو أحصل على قطع من هذه الأخشاب ثم حصلت على آلات الحفر ونفذت أكثر من 50 قطعة وأنا في مرحلة الانتظار، وفي هذه الفترة كان الأستاذ والفنان رافع الناصري يدور في القاعات ويشاهد تخطيطات الطلبة، ومن يجد عنده الحس الغرافيكي يقترح عليه أن يتقدم إلى فرع الغرافيك، وهذا ما حدث معي، {وهنا لابد من الإشارة إلى الدور الكبير والمهم للأستاذ والفنان quot; رافع الناصريquot; في تثبيت فن الغرافيك في العراق }.وكانت فرحة بالنسبة لي لأن أدخل الفرع الذي هيأت نفسي للدخول فيه. هنا بدأت عندي اهتمامات شديدة النطق بحروف الحفر وكأنني وجدت الله لأعبده، ولم يتدخل أحد في شؤوني لأنني لا أخاف أن يدخل شخص ما ويقول لي لماذا تجلس في هذه القاعة، هذه كانت البداية، والآن أشعر كم كنت quot; يتيماًquot; لأنني لم أتعلم أشياء كثيرة مثلما تعلمت في المراحل المتأخرة، ربما، لأن الإمكانيات لم تكن متوفرة أو كافية مقارنة بما تعلمته في أكاديمية وارشو، أو ربما يرجع الأمر إلى طبيعة التدريس ونوعية المواد، أو إلى المسألة التجريبية، كانت معدومة تماماً، ولا يمكن أن يكون هناك تطور دون تجريب، والتجريب اقتراح، لكن هذا الاقتراح يصطدم بالواقع، والواقع تحكمه سكين التقاليد، تصور، كنت دائم السؤال عن سبب وجود تلك الماكينة غير المستخدمة والموجودة في القاعة، وطبعا، لا أحد يعرف الجواب، بعد سنوات اكتشفت، أنها كانت ماكينة الليثوغراف.
التقنيات التي تعلمناها في فرع الغرافيك في معهد الفنون كانت عبارة عن الحفر الغائر والبارز والقليل من السكرين، وكانت العملية مختصرة على الزنك مع حامض النتريك والأصباغ الزيتية والمكبس، وهذا راجع ndash; في اعتقادي ndash; إلى النقص الشديد في التربية الفنية، وطالما، نحن طلاب في مدرسة فنية، على هذه المدرسة أن توفر أساتذة يمتهنون خبرة العمل الفني، وللحقيقة والتأريخ، أقول لم أجد أستاذاً في معهد الفنون ساعدني في فهم بناء العمل الفني، ولم أسمع بموضوع الإنشاء التصويري كمادة أساسية، ربما، لأن الأساتذة أنفسهم تنقصهم الخبرة ولا توجد عندهم الأعمال التي يمكن دراستها أو الاستفادة منها في هذا المجال. تحليل العمل الفني أو البصري بشكل علمي يجب أن يكون من البداية، أي بداية دراسة الفن في المعهد أو الأكاديمية. بشكل عام، لا أتذكر، ولا أحد من زملائي يتذكر عمل أي تمرين في هذا المجال.

- هل تعني أن فكرة الإنشاء التصويري غير موجودة عند فناني تلك المرحلة؟
- موجودة، بالتأكيد، لكن عند بعض الفنانين القليلين جداً، وهؤلاء أما كانوا أغبياء ولا يستطيعون الإشارة أو تدريس هذه المادة، أو هم quot; بخلاءquot;، والبخيل لا يعطي.


الموقع الشخصي للفنان مظهر أحمد
www.modhirahmed.com

يتبع