حوار مع البروفيسور الإسرائيلي (العراقي الأصل)شموئيل موريه

حاوره سمير حاج من الجليل: البروفيسور شموئيل موريه (ولد في بغداد عام 1933)، محاضر في الجامعة العبرية-القدس، في موضوع اللغة العربية وآدابها. وباحث عريق في موضوع الأدب العربي. تشكل دراساته وأبحاثه مصادر أساسية في جامعات العالم . أشتهر بشكل خاص بأبحاثه في تطور أشكال الشعر العربي الحديث وموضوعاته وموسيقاه بتأثير الأدب الغربي، وبالذات تأثر الشعراء المهجريين، فيما استحدثوا من أشكال شعرية، بالتراتيل المسيحية البروتستانية المترجمة الى اللغة العربية.
كما تعتبر دراسته (المسرح الحي والأدب الدرامي في القرون الوسطى في البلاد العربية) سابقة أدبية، ورائدة في الأستنتاج بأن العرب عرفوا المسرح، حيث فند فيها رأي المستشرقين والباحثين العرب القائل بأن العرب لم يعرفوا المسرح البشري بل عرفوا خيال الظل. وقد اهتم بروفيسور موريه بأصدار وبحث الأنتاج الأدبي ليهود العراق باللغة العربية، و رأى فيه غصنا من شجرة الأدب العربي الحديث. وقد حصل في العام 1999 على جائزة إسرائيل، التي تعتبر أعلى جائزة يتسلمها باحث أو أديب أو كاتب في المجال الأجتماعي والعلمي.

*ماذا تركت في العراق وماذا ترك فيك العراق؟
- تركت في العراق طفولتي ومطلع شبابي وذكريات حلوة ومرة. تركت صداقات جميلة وجراحات عميقة خاصة بعد مذبحة الفرهود وتفاقم الكراهية والاضطهاد لليهود بسبب انتشار الآراء النازية واشتعالها من جديد بعد قيام دولة إسرائيل. فالشباب الذين عانوا من مذبحة الفرهود عن طريق قتل آبائهم وأمهاتهم قالوا لم يبق لنا عيش في العراق وفروا بالآلاف وهذا أجبر الحكومة العراقية على إصدار قانون التسقيط أي اسقاط الجنسية العراقية عن اليهود الذين يرغبون ترك العراق دون عودة.
ومن ناحية ثانية ترك في العراق شوقا الى مرابع الطفولة، الى شواطئ دجلة وذكريات عزيزة مع أصدقاء أعزاء. ما خفف الحنين بأننا أقتلعنا جميعنا من جذورنا. كل الأهل هنا، لم يبق ألا الحنين والذكريات.
وترك في العراق ثقافة عربية واسعة. كما أذكر تلك الحادثة الجميلة، وهي حصولي على الجائزة الأولى في مسابقة القصة في مدرسة شماس الثانوية، وقد منحني الجائزة الأستاذ حسين مروة وهي كتاب مرآة الضمير الحي ل طه حسين. لقد كان ذالك بين عامي 1948- 1949 وقد كان الأستاذ مروة يشجعنا على كتابة الأدب.
عندما جاء التسقيط رأيت أن لا مستقبل لي في العراق، وقد كنت في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة. كما أن تجميد الأموال نزل علينا كالصاعقة. لقد جمدت الأموال المنقولة وغير المنقولة. وفجأة أصبح أناس من عامة الشعب تجارا كبارا. وكان هؤلاء يأتون الى دور اليهود لشراء أملاكهم، وحين كان اليهود يطلبون السعر الحقيقي، كان هؤلاء التجار يهددونهم بتقديم شكوى للشرطة بتهمة بيع الأملاك المجمدة. بكلمات أخرى لقد ابتز التجار أملاك اليهود في العراق. كنت في العراق قد بدأت بنشر نتاجي الأدبي في الصحف المحلية مثل العراق اليوم والنبأ والكرخ.

* هل كان الخروج حزينا . . . فيه خوف من المستقبل؟
- كنت قبل أيام من مغادرتي العراق أشتري ثيابا جديدة من شارع الرشيد وفجأة التقيت زميلي في الدراسة الابتدائية عبد الرحمن الجابي (كان والده صاحب صالونات الجابي في شارع الرشيد)، الذي بادرني بالسؤال: سامي سقّطت (الجنسية) ولا ما سقطت؟، حين أجبته بأني سقطت قال: يا للأسف ألا تعلم ما أصاب اليهود الذين وصلوا إسرائيل؟ لقد وضعوهم في خيام بلا طعام، ويعاملونهم باحتقار. أجبته لقد طاح الفاس بالراس، أتقول لي الآن!، لماذا لم تتصرفوا معنا كمواطنين متساوين؟.
وحين وصلت إسرائيل بدأت أعمل في البناء، وكان عملا شاقا، حيث أنتقلت فجأة من العز الى العمل الشاق لاستلال لقمة العيش. وجدت أني لست صالحا لهذا العمل، فذهبت للدراسة في القدس مع أخوي. كان ذالك عام 1951، كنا أكثر من 70 طالبا يدرسون اللغة العربية في الجامعة العبرية. وقد كان مستوى الطلاب العراقيين عاليا جدا. أثناء ذالك جندنا في الجيش. وفي هذه الفترة بدأت أنشر نتاجي الأدبي في الصحف العربية الصادرة في إسرائيل مثل اليوم وحقيقة الأمر وقد دهشت حين وصلتني حوالة مالية من الصحف، أجرة القصائد المنشورة. أي أستطعت الحصول على بعض المال أثناء تجنيدي، وقد كان في ذالك تناقض وهو جندي إسرائيلي يكتب شعرا بالعربية ويحصل على أجر مقابل ذلك. بعد ذالك عدت لأكمال الدراسة في الجامعة العبرية في القدس، وقد نجحت وحصلت على منح دراسية كثيرة، منها منحة لكتابة أطروحة الدكتوراة في جامعة لندن (معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية) في موضوع الشعر الحديث. وقد حصلت عليها من المجلس البريطاني وأصدقاء الجامعة العبرية.
قبيل الأمتحان الشفهي لأطروحة الدكتوراة ساورني خوف وقلق، لأن المشرف على أطروحتي كان الدكتور وليد عرفات، والممتحن الخارجي كان الدكتور محمد مصطفى بدوي، من جامعة أكسفورد. فمحاضران عربيان يمتحنان طالبا يهوديا إسرائيليا، أثبت في بحثه أن الثورة في الشعر العربي الحديث كانت عن طريق المسيحيين. وقد ذهبت قبل الامتحان الى رئيس القسم، وقد كان يهوديا، قال لي: لا تخف، نحن هنا موضوعيون. وفي الامتحان قال لي الممتحنان، نحن مسلمان، لا نصدق أن المسيحيين أصحاب الثورة في الشعر العربي، لكنك أتيت لنا ببراهين لا يمكن نكرانها، وقد أجتزت الأمتحان. بعد أربع سنوات عدت الى جامعة لندن، في أجازة لمدة عام، وقد قال لي بعض الأساتذة أن أطروحتي ما تزال (حتى يومها)، خير أطروحة قدمت الى المعهد.

* حدثنا عن عملك في حقل الأكاديميا؟
- بدأت التدريس في الجامعة العبرية عام 1966 موضوع اللغة العربية وآدابها. وقد أثبت في أبحاثي حول الشعر العربي الحديث أن بداية الثورة في الأسلوب والأشكال الشعرية تأتت من ترجمة التسابيح والمزامير والأناشيد الدينية المسيحية، وبالذات من الجالية المسيحية الأنجيلية التي طبعت منشوراتها في الجامعة الأمريكية.

* أي من أبحاثك أو دراساتك تعتز بها بشكل خاص؟
- أولا أطروحة الدكتوراة Modern Arabic Poetry 1800-1970 التي طبعت في كتاب عام 1976 في ليدن(هولندا). وقد قام الدكتوران المصريان شفيع السيد وسعد مصلوح بترجمته وأصداره عام 1986 عن دار الفكر العربي في القاهرة تحت عنوان الشعر العربي الحديث 1800-1970 تطور أشكاله وموضوعاته بتأثير الأدب الغربي. وقد صدر الكتاب في طبعة منقحة وجديدة عام 2004 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وقد راجعت الترجمة ونقحتها وقدمت للكتاب الباحثة لبنى صفدي-عباسي.
أن أهم مساهمة لهذا الكتاب هو الكشف عن مصادر تأثير الشعر الأوروبي في الشعر العربي الحديث والتنبيه الى أهمية تأثير ترجمة التوراة والأنجيل والترنيمات المسيحية على شعر المهجر الشمالي. فقد كنت وأنا طالب في السنة الثانية في الجامعة العبرية أشرف على فهرسة الكتب العربية فيها، وقد عثرت على كتاب مزامير وتسابيح وأغاني(هكذا) روحية(بيروت، المطبعة الأمريكية، 1876 ). وعند قراءتي لهذه الأغاني لاحظت التشابه الكبير بينها وبين الشعر المهجري في الأسلوب والمعاني والأشكال الشعرية، ثم قررت دراسة هذا التشابه في أطروحة الدكتوراة التي قدمتها الى جامعة لندن عام 1965.
لعل أول من انتبه الى هذا الكتاب الدكتور سعد مصلوح الذي ترجم مبحثين منه ظهرا في دورية معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية Studies Bulletin of The School of Oriental and African وهما الشعر المرسل Blank Verse في الأدب العربي الحديث (نشر 1966 )، والشعر الحر Free Verse في الأدب العربي الحديث: أبو شادي ومدرسته 1926- 1946 (نشر 1968). وقد اصدرهما الأستاذ سعد مصلوح في كتاب صدر عن عالم الكتب (القاهرة عام 1969) تحت عنوان quot;حركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديثquot;.

وقد ترجم الأستاذ مصلوح المبحثين دون أن يعرف هويتي، وكما أشار في مقدمته للكتاب: quot;أما مؤلف هذا الكتاب فأني لم أستطع -في أول الأمر- أن أتعرف على هويته، فليس في أي من المبحثين تصريح بها. وقد ظننته مستشرقا فرنسيا يجيد الأنجليزية ويكتب بها، أو أنجليزيا من اصل فرنسي، وذالك ما أستوحيته من

موريهمع رئيس مجلس مدراء مركز التراث اليهودي البابلي

أسمهquot; موريهquot;. ثم وجدت المؤلف في المبحث الثاني يحيل الى بحث له عن lt;الشاعرة العراقية نازك الملائكة وحركة الشعر الحر في الأدب العربي الحديثgt;، كتبه باللغة العبرية في مجلة عبرية. ولما أستفتيت بعض الزملاء الذين قدموا حديثا من لندن ذكر لي أنه باحث يهودي وأنه محاضر بالجامعة العبرية، وقد كان يدرس في جامعة لندن، فدفعني هذا ألى محاولة التعرف على هوية المجلة التي نشر فيها هذاالبحث وهي مجلة quot;هاميزراح هيحداشquot; فعرفت أنها مجلة جمعية المستشرقين الإسرائيليين Israel Oriental Society . وقد ظن بعض الزملاء أن هذا ربما يحول بين الكتاب وبين النشر. ولكني قد أزددت أيمانا بضرورة تجنب هذا الموقف السلبي الذي يكتفي بالهروب، كما ازددت حرصا على أن يظهر هذا الكتاب، ليتاح للمشتغلين بالدراسات الأدبية في العالم العربي أن يطلعوا على نموذج من الدراسات التي يقوم بها الباحثون اليهود في مجال الثقافة العربية quot;.

ثانيا، حاولت أن أثبت أن المقامة لم تكن العامل الرئيسي في نشأة القصة أو الرواية العربية بل رسالة الغفران.

ثالثا، كتابي عن المسرح والدراما عند العرب، الذي صدر باللغة الأنجليزية العام 1992
Live Theatre and Dramatic Literature in the Medieval Arabic World, Edinburgh and New York, 1992. المسرح الحي والأدب الدرامي في القرون الوسطى في البلاد العربية. والذي فيه فندت رأي المستشرقين والباحثين العرب القائل بأن العرب لم يعرفوا المسرح البشري بل عرفوا خيال الظل، وأثبت أنه كان للعرب مسرح حي. أن المستشرقين لم يفهموا النصوص العربية في المسرح العربي، فمثلا لم يميزوا بين مصطلحين:
1. خرجوا في الخيال أثبت معناه: قام بتمثيلية قصيرة مرتديا ملابس تلك الفترة.
2. وضع خيال الظل: وجدت أن مصطلح خيال كان منذ العصر الأسلامي الأول يعني تمثيل أو ركوب quot;الكرجquot; أي الحصان الخشبي الذي كان الممثلون يقلدون فيه كر الفرسان وفرهم. حين جاء المسرح الظلي من الصين وأندونيسيا والهند، أضاف العرب الى كلمة خيال التي تعني تمثيل كلمة ظل، لظل الدمى التي كانت تنعكس على الستارة. وهكذا نحتوا هذا المصطلح أي quot;التمثيل الظليquot;، ولم يفهم العرب الباحثون ولا المستشرقون هذا المصطلح، لذا قمت بحل أحد ألغاز الحضارة العربية في القرون الوسطى.

*ما هي الدوافع التي جعلتك تصدر دراسة عن المسرح؟
- أردت أن أفحص وأبحث ما قاله المستشرقون بأنه لم يكن للعرب مسرح بشري-وهذا ما ردده الباحثون العرب كالببغاوات- أي مسرح ممثلين بل كان لهم خيال الظل. فكيف يمكن أن يكون للعرب مسرح خيال الظل دون مسرح بشري؟!وهل يعقل أن يكون للعرب فقط مسرح خيال الظل بينما كان مسرح بشري للشعوب الشرقية الأخرى التي أندمجت في الحضارة العربية ! هذه النقطة اردت أن أبحثها وأن أبحث ما قاله المستشرقون العنصريون في أوروبا بأن العرب ساميون ومحدودو العقلية وبدو ولم يكن لهم مسرح.
بدأت دراستي ليعقوب صنوع فوجدت أنه يذكر المحبظين أو الممثلين الشعبيين، وفي أبحاثي عن الجبرتي وجدت أنه يذكر المحبظين الذين قاموا بتمثيليات في القرن السابع عشر. فقلت أن كان قد ذكرهم الجبرتي ويعقوب صنوع ولين في كتابه Moderns amp; Customs in Modern Egyptian كأصحاب مهن تعود الى المهن التي كان لها شيخ ndash; فهذا يؤكد وجودهم. أخذت أبحث عن هذه الجذور، فوجدت أنها ترجع الى ما قبل الأسلام، وأن في سوريا وفلسطين والأردن وغيرها وجدت مسارح. حتى يومنا هذا نجد هناك مسارح مدرجة من زمن اليونان. لقد وجدت الحكاية بمعنى المحاكاة، و الخيال بمعنى التمثيل بحيث يجعلك تخيل أي تعيد الى مخيلتك ما كان في الماضي، وكذالك لعبة بمعنى تمثيلية والمستشرقون لم يفهموا هذه المصطلحات العلمية.
بعد عشر سنوات من البحث المتواصل في مكتبات أوروبا وأمريكا وإسرائيل استطعت أن أتوصل الى نتيجة بأنه كان للعرب مسرح بشري. لقد كتب الدكتور عطية العقاد تقييما رائعا لدراستي عن المسرح، وأعجبت بقوله: quot;إن موريه كشف ببحثه هذا عورات العرب النقدية واستهتار العرب بفهم المصطلحات والأسلوب القديم والنصوص القديمة التي استطاع التوصل اليها بسبب مثابرتهquot;.

* وماذا عن أبحاثك في تحقيق تسجيل وقائع المؤرخ المصري الجبرتي للأشهر الأولى من الاحتلال الفرنسي لمصر العام 1798؟
- بدأ حبي للجبرتي أثناء دراستي في الجامعة العبرية عند البروفيسور المرحوم دافيد أيالون، حيث كان الجبرتي موضوع رسالتي في الماجستير. وقد تابعت القواعد الأساسية التي تعلمتها في البحث العلمي وهي أن لا ألخص ما كتبه الآخرون، بل علي أن أدرس النصوص وأمحصها وأستنتج ما يجب استنتاجه، فطلبت من أستاذي المرحوم بروفيسور أيالون أن أحصل على جميع مخطوطات الجبرتي ضمن دراستي، وأن كانت باهظة الثمن، فوافق. وعندما طلبت المخطوطات المنسوبة الى الجبرتي، وجدت هناك مخطوطة جديدة لم تكن معروفة، وهي تتناول تاريخ الجبرتي في الأشهر الستة الأولى من أحتلال نابليون لمصر. وقد حققت هذه المخطوطة وأثبت بأنها المسودة الأولى لباقي المخطوطات، قارنتها بمخطوطات أخرى ثم نشرتها في مقال، أعجب به المستشرقون والباحثون المصريون. ثم قمت بنشر هذا العمل في مطبعة Brill في Leiden . ثم قررت أن أحقق المخطوطة الأم لكتابه الكبير عجائب الآثار في أربعة أجزاء (حوالي 2600صفحة)، مع طبعة بولاق المعروفة من 1879. فوجدت أن هذه الطبعة تعتمد على نسخ نسخت بعد وفاة الجبرتي، وبعد أن نسيت أو تنوسيت لغة الجبرتي، حيث غيروا النص مرات عديدة، مثلا حرفوا كلمة الربويين الى الأوروبيين. ، أي غيروا من النقيض الى النقيض. لقد قمت بأضافة فهرس عام للأعلام والمراتب والكتب والمصطلحات الحربية والأدارية والدينية والأجتماعية والجغرافية، ووضع قاموس خاص بها، لأن كثيرا من الكلمات لم يعد يفهمها العرب.

* ما رأيك بكتّاب يهود عراقيين كتبوا باللغة العربية في البداية ثم انتقلوا للكتابة باللغة العبرية؟
- هذا أمر طبيعي، من قام بهذه الخطوة له نظرة بعيدة للمستقبل مثل الكاتب سامي ميخائيل والبروفيسور شمعون بلاص. فقد رأوا أن الجمهور الذي يستطيع أن يشتري كتبهم ويقرأها هم قراء العبرية. أما القراء العرب، أغلبهم من القرى ولهم آمال واتجاهات وطنية قومية تختلف عن اتجاهات اليهود القادمين من الدول العربية.

* كيف تفسر نجاح أو سيطرة المحاضرين والباحثين اليهود العراقيين على أقسام الشرق الأوسط واللغة العربية في الجامعات الإسرائيلية؟
- نحن لم نسيطر، جئنا مثل باقي الطلاب ونجحنا، وأكثر هؤلاء الطلاب ndash; قبل دراسة اللغة العربية في الجامعات- كانوا قد نظموا الشعر وكتبوا القصة والرواية في العراق. وهنا في إسرائيل، رحبت الصحف والمجلات الشيوعية واليسارية والهستدروتية الصادرة باللغة العربية، مثل اليوم، المرصاد، الاتحاد، الجديد، بنتاج هؤلاء الكتاب.

*من من معلميك في العراق أثروا فيك بشكل خاص؟
- أذكر الأستاذ محمد حسن الصوري، صاحب مجلة الحضارة، وكان مدرسا للغة العربية في مدرسة فرانك عيني. وقد كنت من قراء مجلة الحضارة. والأستاذ حسين مروة، فقد درسني اللغة العربية في مدرسة شماس. لقد شجعني على الكتابة، كان علمانيا شيوعيا منفتحا، لا يميز بين الطوائف.

samirfus@yahoo.com