حوار مع د. وائل أبو هندي:
المجتمعات العربية تفتقد دراسة المتغيرات الاجتماعية
أسعى لتعريب مضمون الطب النفسي
أدعو لقراءة تراث الطب النفسي الاسلامي

محمد عبد الرحمن من القاهرة: كلما حدثت جريمة أو تحدث البعض عن اختلال منظومة القيم في مجتمعاتنا العربية، نستدعي على الفور خبراء علم النفس والاجتماع كي يحللوا لنا ما حدث، وغالبا ما تتكرر العبارات إلا حد أصبح فيه مفردات نجوم هذا المجال شبه محفوظة عن ظهر قلب، إلا أن ثورة الانترنت والاتصالات فتحت ndash;ربما دون قصد ndash;نوافذ أوسع لجيل جديد من علماء النفس والاجتماع لكشف الجددي عن الأحوال النفسية لمجتمعاتنا العربية وكسر الصورة الذهنية الثابتة عن الطبيب النفسي الذي دائما ما يستقبل المريض على quot;الشيزلونجquot; ليحكي له عن طفولته، فالوضع الآن تغير كثيرا وهناك من يحاولون تعريب علوم النفس وإضافة الجديد لها حسب طبيعة الأمراض في عاملنا العربي، وهو ما تحاورت من أجله إيلاف مع د.وائل أبو هنديالأستاذ بجامعة الزقازيق المصرية ومدير موقع quot;مجانين دوت كومquot; المتخصص في استقبال الشكاوي النفسية عبر الانترنت.
* اولا نريد منك وانت احد اقطاب هذا المجال، نريد تقييم لتجربة مواقع الطب النفسي على الانترنت، كيف تراها، الى اى مدى نجحت، من هو جمهورها ومتى تصبح بديلا للعيادة التقليدية وquot;الشيزلونجquot;؟
- أقسم سؤالك إلى شطرين، وفي الشطر الأول أقول أن معظم مواقع الطب النفسي الجادة على الانترنت قد أنتجت صحوة مفاهيم كبيرة لدى الشباب وزيادة في اتساع مدارك وثقافة الشباب من الناحية النفسية والاجتماعية، بصراحة أصبح معظم المرضى من الشباب العارفين والمتصلين بالإنترنت بشكل طيب يأتون العيادات النفسية وعندهم كثيرٌ من الأفكار عن الأعراض والأمراض وعن طرق العلاج وهذا أحد أهداف
www.maganin.com
هذا بالنسبة للناس، أي للمجتمع الذي نسعى لنشر مفاهيم الصحة النفسية الاجتماعية السليمة فيه. وأما بالنسبة للأطباء النفسيين الممارسين لهذه الخدمة فهي تفيدهم في فهم حقيقة ما يعانيه الناس في بلادنا لعلهم يستطيعون النجاة من صعود الأبراج العاجية التي يرشح لها الطبيب النفسي الناجح علميا وإعلاميا، حين يغلق الواحد منهم مداركه عن شكاوى الناس مرضى نفسيين وغير مرضى مكتفيا بما قرأه في الكتب، وشكاوى الناس على الإنترنت أصدق وأقرب للحقيقة غالبا مقارنة بشكاواهم في معظم ما تقدمه مؤسسات الطب والعلاج النفسي المتاحة في منطقتنا العربية، باختصار من يمارس تقديم الاستشارات النفسية عبر الإنترنت يكونُ أقرب لحقيقة معاناة الناس غالبا من غيره.
في الشطر الثاني أقول لك مستبعدٌ جدا أن يكون العلاج الإليكتروني بديلا لا للشيزلونج الذي أصلا مر زمانه واختفى من معظم عيادات الطب النفسي -ليتواجد فقط في استوديوهات السينما-، ومعظم العلاج النفسي الآن علاج معرفي وسلوكي وأحيانا تحليلي ولكن بدون شيزلونج! المهم أنه لا يصح علاج نفسي دون لقاء إنساني لا إليكتروني

*وهل من الممكن ان تكشف لنا تلك المواقع عن الجديد فيما يخص الامراض النفسية في المجتمع المصري؟ أي هل هي صالحة لتكون مادة يدرس من خلالها الباحثين ويقدمون نتائح واحصاءات علمية؟
- هي صالحة لإعطاء مؤشرات فقط في الوقت الحالي، لكنها إذا وفقنا الله ومن يساعدوننا من القائمين على تلك المواقع النفسية الموجهة للجمهور، ربما نتمكن من تكوين كوادر جاهزة لإجراء أبحاثٍ علمية وربما دراسات وإحصاءات تكاد الآن تكونُ مستحيلة بوضع الناس والمؤسسات، فمجتمعاتنا مجتمعات لا تًُجْرَى فيها الدراساتُ المسحيةُ لأيٍّ من المتغيرات الاجتماعية إلا إن دَعَّمتها الخبرةُ وربما المنحُ الأجنبية، أي أنها تجرى بشكلٍ أو بآخرَ بعقولٍ وأفكارٍ أجنبية، وتكونُ اهتماماتها أساسًا هيَ اهتماماتُ من يمنحونَ الخبرةَ وربما المنحةَ المادية وليست بالطبع اهتماماتنا نحن، وليتَ الأمرَ يقفُ عند هذا الحد من غياب الدراسات المسحية للمتغيرات الاجتماعية أيَّا كانت، ولعل من أهم أسباب غياب الدراسات المسحية في مجتمعاتنا أن الناسَ يرفضونَ أن يشاركوا في دراسةٍ تهتمُّ بالجوانب الخفية من حياتهم النفسية أو حياة أبنائهم ويعتبرونَ ذلك أمرًا لا مبرر له في أحسن الأحوال، وفضيحةً في أسوئها

* دائما ما تخرج علينا تصريحات لأطباء كبار في علم النفس عن ان مرض كذا هو السائد الان، وخصوصا الاكتئاب لكننا لا نعرف مؤسسات تقدم معلومات موثقة؟ما السبب في ذلك؟
-لا أنا لست معك في ذلك فهناك إحصاءات من المركز القومي للبحوث أعتقد أنها تتمتع بقدر معقولٍ من المصداقية وإن كانت الاهتمامات الاجتماعية تغلب عليها دون النفسية، وحقيقة الأمر هيَ أن دراسةً مسحيةً لاضطراب نفسي في مجتمعاتنا ما تزالُ حلمًا بعيد المنال، فنحنُ لا ندرى معدلات انتشار أو معدلات حدوثِ أيٍّ من الاضطرابات النفسية في مجتمعاتنا خارج حدود العيادات النفسية وربما المدارس والجامعات، والفرقُ كبيرٌ بالطبع بينَ أن تدرسَ نسبةَ اضطراب نفسي معين بينَ من يترددونَ على عيادات الطب النفسي (وهوَ ما نفعلهُ غالبًا) أو طلاب المدارس أو الجامعات (كما يفعلُ البعضُ أحيانًا) وبينَ أن تدرسَ معدلَ انتشار المرض في المجتمع نفسه، وبالتالي فإن الموجود هو تقديرات وتخمينات غالبا متأثرة بمعدلات الانتشار في الغرب.

*ولكن هل تستطيع من خلال موقعك الالكتروني ان تقدم لنا مؤشرات لاهم الامراض النفسية بين المصريين في المرحلة الحالية ولماذا هذه الامراض بالذات؟
- للأسف لا أستطيع تقديم مؤشرات لشيوع اضطراب بعينه، ولاحظ أن كثيرا من المشكلات التي ترد إلى موقعنا مجانين هي إما استفسارات أو شكاوى تدور في معظمها حول مواضيع جنسية كالعادة السرية وغشاء البكارة أو مشكلات العلاقة بين الجنسين في صورها المتعددة، ولا تنسى أن معظم رواد المواقع النفسية أو بالأحرى معظم مستخدمي الإنترنت ما يزالون حتى الآن فئة المراهقين والشباب.

*بالمناسبة كيف يكون الموقع للعلاج للنفسي واسمه مجانين؟
- كلمة مجانين مقصودة هنا بمعنيين أصيلين في لغتنا وثقافتنا العربية أحدهما هو الإبداع والثاني هو الاختلاف والغرابة، وبصراحة أنا ومجموعة المستشارين الذين قرروا السير على الأشواك لتعريب الطب النفسي لا لغة فقط وإنما مضمونا هم أول المجانين، فمثل هذه الجسارة لا يجرؤ عليها غيرهم.

*هل يمكن اعتبار أن تفكيرك مع عدد من زملائك في انشاء هذا الموقع يعتبر محاولة للظهور في الصورة والتعبير عن جيلكم، في وقت سيطرت فيه أسماء بعينها على مجال الطب النفسي لسنوات طويلة واحتكرت وسائل الاعلام؟
- لم نقصد من الموقع بداية إلا بسط ونشر مفاهيم الصحة النفسية للجميع، وأما احتفاء وسائل الإعلام بنا فكان مفاجأة غير متوقعة، ولعله توفيق الله الذي أرشدنا إلى هذا الطريق فكان فاتحة للكلام من جيل لم يتكلم من قبل للأسباب التي أشرت أنت إليها وإن كنت أحسب أن الإنترنت جعلت كثيرين يتجاوزون تلك العقبات.

* وما تفسيرك لتلك الحالة من سيطرة الكبار وهل لها سلبيات؟
- الحقيقة أن سيطرة الكبار جعلت جيلنا وربما الجيل السابق له لم يقلْ شيئًا من بعض ما لديه حتى الآن، وأسبابُ ذلك متعددةٌ يمكنُ تخمينها، فمازالت المنابرُ تصدحُ بأصواتٍ معتادةٍ، وخطابٍ سابق التجهيز، والعلاقةُ السائدةُ بالإبداع عامةً، والتجديد الحقيقيِّ خاصةً ما تزالُ غامضةً أو محلَّ تساؤلاتٍ وشكوك، ومن يملكُ السلطةَ أو الثروةَ أمامهُ ركامٌ هائلٌ من إنتاج أفرادٍ ومؤسساتٍ تنتظرُ دورها في الظهور مدعومةً بمرجعياتٍ ومؤهلاتٍ، وعلاقاتٍ شخصيةٍ ممتدةٍ لعقود، وخلاصةُ المشهد أنهُ رغم صعوبة إثبات حالة الاحتكار الثقافي والعلمي التي نعيشها، فإن الجميعَ يلمسها ويشعرُ بها، والغالب يراها رأي العين، والبعضُ يتهامسُ بشأنها في الدوائر الضيقة أو من وراءِ جُـدُرٍ، وفي سياقٍ لا يعتبرُ البحثَ العلميَّ من أولويات التنمية، ولا يطلقُ حريةَ التفكير والتعبير إلا في المساحات والمناطق الآمنة، وفي جوٍّ من الميل إلى الجمود العقلي والاجتماعي، والركود الإعلامي والسياسي يصبحُ الاجتهادُ مغامرةً أو مخاطرةً مجهولةَ العواقب.

*هل يختلف رد فعل الطبيب وتوصيفه للحالة اذا كان يستمع لها مباشرة أو يقرأ رسالة مكتوبة، وهل تتجاهل رسائل قد تشعر بعبث من رسلها؟
- بكل تأكيد هناك اختلاف أحيانا يكون شاسعا، لأن التواصل مع الإنسان بشحمه ولحمه يختلف عن التواصل أو ما أسميه الاشتباك مع النص الإليكتروني، وبالنسبة لتجاهل بعض الرسائل فهذا يحدث طبعا ولكنه نادر لأن العابثين قلة.

* quot;نحو طب نفسي اسلاميquot; هذا عنوان أهم كتاب لك، نريد التوضيح؟و هل يعني هذا انه نظام علاجي صالح للمسلمين فقط، وانت تعرف حساسية هذا الأمر ورفض الكثيرين لشعار الاسلام هو الحل وانت هنا تنقل الشعار للطب النفسي؟
- لا لست معك في أن نحو طب نفسي إسلامي هو أهم كتاب لي هو فقط أول كتاب، وقد أشرت فيه إلى توجهي الجديد، وأطلقت دعوتي للأطباء النفسيين لقراءة تراثهم ومحاولة تأصيل علمهم وممارساتهم، ويمكنك أن تستزيد في شرح ذلك من خلال الرابط التالي
www.maganin.com/articles/articlesview.asp?key=124

*تعلم طبعا أن معظم دراسات الطبي النفسي المنتشرة في مصر مأخوذة عن دراسات عالمية، فهل هناك فروق بين المرض هنا وهناك، وإلى أي مدى يؤثر غياب دراسات مصرية قيمة على دراسة علم النفس في مصر والعالم العربي؟
-نعم هناك فروق في المحتوى المعرفي للمرض، ونحن مع الأسف ندرس فقط الجزء أو الأجزاء المشتركة بين مريضنا والمريض الغربي، وأحمد الله أنني انتبهت لذلك مبكرا وبدأت بالفعل في رؤية الأمور بطريقة أخرى وأصبح الاستماع لكيفية استقبال وإدراك المريض العربي للأعراض من خلال نماذجنا المعرفية ذات القدرة التفسيرية العالية أحد أهم اهتماماتي، وهو ما يشحنني بكثير من الأفكار حتى في طريقة عمل الوسائل العلاجية، ولعل قراءة الرابط التالي توضح ما أقصده :
www.maganin.com/ocds/articlesview.asp?key=48وهو مقال بعنوان هل الوسوسة خبرة بشرية عادية؟

1.كل فترة يصدر كتاب جديد عن النجاح والسعادة وما إلى ذلك لكن تنفيذ ما بهذه الكتب أمر صعب بالفعل فالانسان لن يسير وهو يحمل الكتاب معه أو يسمعه مسجلا، فكيف ترى هذه النوعية من الكتب وهل هي بالفعل صالحة لمجتمعاتنا، ولماذا لا توجد كتب مصرية بديلة على الأقل تناسب مشاكل مجتمعنا، فمثلا قد يقول كتاب نصائح عن العمل والاجتهاد لكنه لا يعرف كم المشكلات التي تواجهنا في مصر في اماكن العمل المختلفة؟ هذه الكتب فيها ما يصلح لكل إنسان وفيها ما لا يصلح للإنسان شرقيّ الثقافة خاصة إن كان مسلما ولن أطيل في شرح هذا الموضوع وادعوكم لقراءة الرابط التالي لمزيد من التوضيح www.maganin.com/queries/queriesview.asp?key=2740


2.هل هناك طب نفسي وقائي، أي يمنع الإصابة بالمرض، أم أن دور الطبيب يبدأ بعد ظهور الأعراض، وكيف يمكن للشخص أن يعالج نفسه بنفسه؟
إذا كنا سنتحدث عن دور الطب الوقائي في الأمراض النفسية فإنَّ علينا بداية أن نتفهم أنواع الطب الوقائي
عامةً: وهي ثلاثة الأول منها يوجه المجهود الوقائي فيه إلى منع أسباب المرض والثاني إلى الاكتشاف المبكر للحالات المرضيةِ أما النوع الثالث فيوجه المجهود فيه إلى محاولة التقليل من آثار المرض والذي أدى مثلا إلى فقد لوظيفة عضوية معينه!
فإذا نظرنا إلى النوع الأول من الطب الوقائي وجدنا الأمر مختلطا بشكل كبير في الطب النفسي ذلك أن أسباب الأمراض النفسية لم تعد بالبساطة التي يتخيلها الناس فلا هي بسبب الضغوط النفسية وعدم الاستقرار الاجتماعي فحسب ولا هي نتيجة لخلل كيميائي في المخ البشري فقط ولا هي نتيجة استعداد وراثي فقط وإنما نستطيع أن نقول أنها نتاج تفاعل الكثير والكثير من العوامل والتي يبدو التعامل معها حاليا في بلدنا إما خارج اختصاص الأطباء أو فوق قدرة الناس فيما يسمونه العالم الثالث!

ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن أحدا ليس لديه ما يفعله ذلك أن النوع الثاني من الطب الوقائي إذا طبقناه على الأمراض النفسية وجدناه ذا فائدة غير محدودة ذلك أن أساليب العلاج في الطب النفسي قد فاقت كل ما كنا نتخيله خلال العقدين الأخيرين، معنى هذا أنه لو تم اكتشاف الاضطراب النفسي مبكرا فإن العلاج يفيد فائدة تأتي أقرب إلى علاج العدوى (أي مدة محدودة من العلاج ثم شفاء كامل بإذن الله) منها إلى علاج ضغط الدم أو السكر (أي علاج طول العمر!)
المشكلة في مجتمعنا تكمن في قدرته العالية جدا على تفسير الأعراض النفسية تفسيرا يجنبه القلق ولكنه يؤدى إلى تأخر اكتشاف المرض وبالتالي تأخر العلاج أي أنه إما أن الإنسان لا يعرف أن هذا الذي يحدث له هو عرض لمرض نفسي ومن هذا الكثير خاصة في حالات الوسواس والاكتئاب فهناك من يعتقد أن هذه خلقة الله عز وجل وهناك من يرجع الأمور إلى وسوسة الشيطان أو ضعف الإيمان وما إلى ذلك أو أن المجتمع يقدم تفسيرا أكثر قدرة على حيازة القبول الاجتماعي من المرض النفسي!
وما أراه طبا وقائيا نحن في حاجة ماسة إليه هو تعليم الناس ما هي الأعراض المبكرة لأكثر الاضطرابات النفسية شيوعا مثل الاكتئاب والوسواس القهري والفصام وكيف يتصرفون عند ذلك!
أما النوع الثالث من الطب الوقائي والذي توجه فيه الجهود نحو التخفيف من وطأة الإعاقة الناتجة عن المرض نحتاجها جدا في مجتمعنا أيضا وذلك بالنسبة للحالات التي لم يكتشف لها علاج حتى هذه اللحظة وقد تقلصت جدا حتى تكاد تكون مقصورة على النقص العقلي الشديد والحالات التي تكون ناتجة عن فقد لجزء من المخ البشري نتيجة حادثة معينة أو جراحة لإزالة ورم أو ما شابه!

وأما سؤالك عن كيف يعالج الشخص نفسه بنفسه، فسأسألك أي شخص؟ ليس هذا بمقدور أي شخص غير المتميزين فعلا، وليس من كل مرض أو كل عرض، هناك طبعا برامج علاج ذاتي كثيرة ولكن معظمها يناسب بعض الأفراد وضع تحت الأفراد خطا من فضلك وهؤلاء الأفراد غالبا في الغرب، لأننا مع الأسف لم ننتج برامج علاج ذاتي إلا في حدود ضيقة وأضرب مثلا بسلسلة برامج العلاج الذاتي للوسواس القهري ويمكن لمن يريد الاطلاع عليها تتبعها من الرابط التالي:
www.maganin.com/ocds/articlesview.asp?key=19
وعنوانه : برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري القسم الرابع

*هل يمكن علاج المريض النفسي دون النظر للمجتمع من حوله، وماذا يفعل الطبيب مع مريض ظروفه كلها تؤدي لما وصل إليه؟
- علاج المريض النفسي بغض النظر عن ظروفه الاجتماعية مع الأسف قصورٌ شائعٌ في ممارسات كثيرين بل الأغلبية من الأطباء النفسيين وهو فشلٌ في أغلب الأحوال.

*أحيانا يقابل الانسان من يتهمهم بالاشرار او المعقدون وخلافه،ولكن لا تظهر عليهم عوامل المرض النفسي، فهل كل انسان يعامل الاخرين بعنف في العمل هو مريض نفسي مستتر،و هل الفساد نتيجة للمرض النفسي، بمعنى عندما يقبل صحفي او موظف رشوة أو يبيع ضميره ينتج ذلك بعد اختلال في منظومة القيم بداخله كما نعلم، فهل هذا الاختلال هو مرض نفسي، بشكل يجلعنا نقول ان المجتمع الفاسد مريض نفسيا، لان الشخص السوي لا يقع في أخطاء من هذا النوع على ما اعتقد؟
- ليس السلوك العنيف دائما علامة على مرض نفسي فقد يكونُ عرضا وقد يكونُ اختيارا مع من تصلح معهم هذه الطريقة.
كذلك ليس الفساد السلوكي نتيجة مرضٍ نفسي صرفٍ - وإن كان هذا حال بعض أصحاب الشخصيات المريضة-، ولكننا حتى في هذه الحالات لا نستطيع فصله لا من ناحية الأسباب ولا من ناحية المآل عن الظروف الاجتماعية المحيطة وشيوع الفساد يفسر اجتماعيا أكثر منه نفسيا وأنا أقول لك أن سيولة منظومة القيم التي تعيشها المجتمعات البشرية -كبشائر للعولمة- يمكنُ اعتبارها بيئة مولدة لمجتمعات مختلة ومريضة فالمجتمع المريض مريض اجتماعيا، أو قل نفسيا واجتماعيا.

د. وائل أبو هندي ndash; سيرة ذاتية

المؤهلات العلمية :
- بكالوريوس الطب البشري جامعة الزقازيق عام 1987 حيث عينَ معيدًا
بقسم الطب النفسي.
- درجة الماجستير في طب الأعصاب والطب النفسي عام 1992
- درجة الدكتوراه في الطب النفسي عام 1996

الوظيفة الحالية :
- أستاذ مساعد للطب النفسي بكلية الطب - جامعة الزقازيق - مصر

الخبرات العملية :
- نشر العديد من الأبحاث والمقالات العلمية في مجال التخصص.
- شارك في عدد كبيرٍ من المؤتمرات المتخصصة محليا وعربيا ودوليا.

صدر له كتاب :
- نحو طب نفسي إسلامي (عن دار نهضة مصر بالقاهرة عام 2002 )
- الوسواس القهري بين الدين والطب النفسي (عن دار نهضة مصر بالقاهرة عام 2002)
- صدر له : الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي، عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت عالم المعرفة رقم 293


[email protected]