الدكتور باهوز اردال القائد العام لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني في لقاء خاص بـ quot;إيلافquot;:

حشد تركيا ربع مليون جندي لمقاتلتنا

نواف خليل من جبال قنديل خاص بايلاف: لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الإسهاب حول طبيعة المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني، لذا فالحديث عن صعوبة الوصول إلى معاقلهم الحصينة التي طالما هددت تركيا بالهجوم عليها، هو تحصيل حاصل لا جديد فيه.ولهذا وجب علينا في البداية التنسيق مع (المركز الإعلامي) في قوات الدفاع الشعبي الكردستاني قبل أن

باهوز اردال يتحدث للزميل نواف خليل
ننطلق من أوروبا باتجاه المواقع البعيدة الحصينة في جبال قنديل الشاهقة. وهو ما تم بتيسر نسبي ساعدنا في إتمام الرحلة التي بدأت من مدينة اربيل، والتي إنطلقنا منها بالسيارة قاصدين قنديل. وصلنا إلى إحدى النقاط التي كان علينا بعدها أن نكمل المشوار مترجلين بسبب وعورة المناطق وإنحدارها الشديد. وبعد أن خيّم الظلام، قررنا أن نقضي ليلتنا في إحدى نقاط الحراسة. وفي الصباح الباكر، إنطلقنا بصحبة مقاتليّن إلى قواعد العمال الكردستاني البعيدة. كانت الأحصنة هي وسيلة النقل الوحيدة. لذلك وبسبب ذلك التحدي إضطررت ولأول مرة في حياتي أن أمتطي حصانًا يشق طريقه بمفرده ودون تدخل quot;الفارسquot; بين ثنايا تلك الجبال والمنحدرات الخطرة. ولولا أن المقاتل الخبير (منذر) وقيادته للقافلة، وتهدئته لروع الجميع وكبح جماح الحصان، لكان الأخير قد إنطلق بي على هواه وهو يجتاز جبال كردستان المخضرة، التي طالما حلمت بها...

وبعد ساعات مرهقة حقًا وصلتُ إلى المكان الذي ضم كبار قادة الحركة العسكريين، بل القيادة العسكرية لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني، والذين رحبوا بنا كثيرًا، ولم يلزمني وقت كثير لملاقاة الدكتور باهوز اردال القائد العام لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني( الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني)، والذي استقبلنا بكل ترحاب. والدكتور باهوز شاب من كردستان سوريا، درسّ الطب في جامعات سوريا، وانخرط في صفوف العمال الكردستاني متدرجًا في المناصب حتى تسلم قيادة قوات الدفاع الشعبي الكردستاني التي تضم آلاف المقاتلين المنتشرين في جميع أنحاء كردستان.

وهنا لا بد من أن أتوجه بالشكر الجزيل للإعلاميين جميعًا وأخص بالشكر كل من الإعلاميين الشباب جوان، حقي، ساريا، فيان وشكر خاص لمنذر ورفاقه الذين قدموا لي كل المساعدة لإنجاز هذا اللقاء.

- أقدمت بعض الجهات في الدولة التركية على تسميم زعيمكم السيد عبدالله أوجلان وهو المحتجز في سجن جزيرة ايمرالي منذ أكثر من 8 أعوام، ما هي ردة فعلكم وخاصة وإنكم أعلنتم وقفًا لإطلاق النار منذ شهر تشرين الثاني الماضي، و كنتم تنتظرون موقفًا إيجابيًا من الدولة التركية؟.

لقد ثبت لنا وعلى أثر التحاليل التي أجريت على خصلة من شعر القائد اوجلان في أكثر المخابر الأوروبية تقدمًا، في كل من النرويج فرنسا وإيطاليا، أن القائد تعرضّ فعلاً لعملية تسميم مبرمجة بمادتي quot;السترونسيومquot; وquot;الكرونquot;. ويؤدي التعرض لهاتين المادتين ومع مرور الزمن إلى الإصابة بأمراض مزمنة وخطرة كالسرطان وأمراض أخرى مميتة. فخاصية هذه السموم تكمن في صعوبة تشخيص أعراضها وكيفية تجليهّا. هذه معلومات مؤكدة و مثبتة علميًا من التقارير الطبية لتلك المخابر، و هذا يعني أن هناك إستهدافًا مباشرًا لحياة القائد أوجلان وفق خطة سرية تؤدي إلى قتله أو موته بشكل بطيء. من جهتنا نعتبر هذا تصعيدًا خطرًا جدًا، يستهدف كل الشعب الكردي وحركتنا بشكل خاص؛ فالجميع يعلم مدى إرتباط شعبنا بقائده وكون هذا القائد لا يمثل فقط رمزًا للنضال التحرري الكردي، وإنما هو ممثل شرعي لهذا النضال، وهو يجسد آمال وطموحات وإرادة الشعب الكردي، فهو الذي قاد النضال منذ أكثر من ثلاثين عامًا ضد أكثر الأنظمة قمعًا و إنكارًا لحقوق شعبنا ووجوده القومي.

أعلنا مرارًا وفي كل مناسبة أن أي سياسة عدائية تجاه القائد أوجلان تكفي لأن تكون السبب في إعلان الحرب أو العكس لتوطيد السلام. وإن الموقف منه نترجمه على أساس أنه موقف تجاه الشعب الكردي برمته؛ فهو ليس بشخص عادي، وليس برئيس لحزب فحسب، إنما يُمثل مفتاح السلام والحل. فإستهداف قائدنا هو إستهداف مباشر لنا الغرض منه وهو تصفية الحركة التحررية الكردية. إن المعاملة اللا إنسانية والتي تتناقض مع جميع المواثيق والأعراف الدولية في إنتهاك حقوق الإنسان والتي تتمثل في السياسة الحالية تجاه قائدنا، مع الإستعداد العسكري لإجتياح جنوب كردستان، و تكثيف التمشيطات في وقت أعلنا فيه وقفًا لإطلاق النار من طرف واحد - كبادرة حسن نية بغية الحل الديمقراطي والسلمي للقضية الكردية - هذه السياسة لا تستهدف فقط عرقلة الجهود الرامية لبلوغ السلام والحل، إنما نعتبر كل ذلك بمثابة إعلان حرب إبادة ضد شعبنا. ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه هذه الحرب، و هذا سيؤدي إلى رفع وتيرة الإشتباكات وإتساع نطاقها لتتوسع وتترجم لحالة حرب ستؤثر على جميع المجالات والأصعدة في كل تركيا.


- هل هنالك بوادر في الأفق تنذر بقرب إجتياح التركي للعراق، في ظل التهديدات التركية المتكررة؟

إشتدت حدة التهديدات التركية بإجتياح العراق وخاصة جنوب كردستان (كردستان العراق) من قِبل المسؤولين الأتراك في الآونة الأخيرة. ومن جهة أخرى وعلى الرغم من التواجد العسكري الضخم لقوات الجيش التركي وآلته الحربية في شمال كردستان، فهناك تحركات جديدة وحشود عسكرية مستمرة يسيرها الجيش التركي لتتمركز في المدن الكردية المحاذية والقريبة من الحدود مع جنوب كردستان، مثل مدن هكاري، سيرت، چقورجا، و أولودرا، إضافة إلى سوق الأسلحة الثقيلة إلى المناطق الآنفة. أي أنه ميدانيًا هنالك إحتمال باجتياح عسكري تركي لأقليم جنوب كردستان.


- رفض السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم جنوب كردستان التهديدات والضغوط التركية بشأن ما إصطلح على تسميته بقضية حزب العمال الكردستاني، كما أنه لا يبدو أن هنالك رغبة أميركية أو أوروبية في قيام تركيا بالتدخل في إقليم كردستان. ما هو تفسيركم لعدم وجود دعم دولي لنوايا تركيا هذه؟

في البداية دعني أقول، أننا نقدر موقف السيد مسعود البارزاني وحكومة إقليم كردستان الايجابي حيال التهديدات التركية.
أما بالنسبة إلى عدم وجود تناغم مع النوايا التركية فالسبب الرئيس يكمن في أن التوازنات السياسية والوضع الإقليمي ليس كما كان عليه الحال قبل عام 2003؛ فهنالك كيان كردي فيدرالي معترف به، و مستقر نسبيًا. ثم إن الضغوطات والحشود العسكرية التركية لا تستهدف فقط حركة حزب العمال الكردستاني، إنما الحركة التحررية الكردستانية عمومًا. فالنظام التركي لا يحتمل ظهور أي مكسب كردي حتى ولو كان في آخر نقطة من العالم، ناهيك عن قيام كيان كردي بالقرب من تركيا في جنوب كردستان.

إن الإجتياح التركي في حال وقوعه سيؤدي ليس إلى زعزعة الإستقرار في جنوب كردستان فحسب بل إلى تعميق الأزمة وتعقيد حالة التخبط الأمني في العراق عامةً، و سيؤثر على موازين القوى إقليميًا. من هنا يأتي الموقف غير المشجع من قبل أميركا لقضية الإجتياح التركي المثارة كل حين. ولكن لدينا معلومات غير مؤكدة تفيد أن الأميركيين سيغضون النظر عن إجتياحٍ محدود وبعمق عشرة كيلومترات داخل الحدود؛ شريطة أن تغير تركيا موقفها تجاه إيران و تلعب دورًا أكثر إيجابية في عملية الإستقرار في العراق بشكلٍ يتلاءم والسياسة الأميركية في المنطقة.


- تشير بعض الأوساط السياسية والإعلامية إلى أن الهجوم العسكري التركي - في حال حدوثه - سيكون مصيريًا بالنسبة إلى تركيا وكذلك بالنسبة إلى مستقبل وجود حزب العمال الكوردستاني، و بكلام أدق، تؤكد هذه الأوساط أن النوايا التركية قد تختلف كليًا عن سابقاتها، في ضوء ذلك، هل لديكم إستراتيجية عسكرية لإحتواء الهجوم والرد عليه؟

إن أميركا لا تتحمل هجومًا واسع النطاق تقوم به قوات الجيش التركي وتتوغل بموجبه في منطقة جنوب كردستان، و لن تستطيع تركيا التي تعانِي من أزمة داخلية عميقة تحمل أعباء مثل هذا التوغل. كذلك لن تقبل حكومة إقليم كوردستان بذلك. لذلك فإن الهجوم المحتمل في حال وقوعه، قد يستهدف بعضًا من مواقعنا المحاذية للحدود. ليس هنالك أي فرصة لتحقيق نصر عسكري من خلال هجومٍ عسكري تشنه القوات التركية ضد مواقعنا. فنحن نمتلك خبرة طويلة وتجاربًا عديدة في التصدي لتمشيطات وحملات عسكرية أوسع وأشمل وأشرس قام بها الجيش التركي في السابق. ففي التسعينيات حيث كانت أميركا تدعم بشكلٍ مباشر سياسة التمشيطات والحملات العسكرية، وعلى الرغم من مساندة القوى الكردية ومشاركتها في جنوب كردستان وبعض الدول الإقليمية للجيش التركي في حملاته الواسعة ضدنا، والتي بلغت أكثر من ثلاثين حملة خارج الحدود خلال عشرة أعوام، لكن النتيجة كانت الفشل الذريع. ومن هنا، كيف لتمشيطٍ محدود ومحرومٍ من دعمٍ أميركي ومشاركة كردية محلية، أن ينجح في إلحاق الخسائر بقواتنا؟. لا سيما وأننا قد حققنا قفزة نوعية في عملية إعادة بناء قواتنا وإتباع تكتيكات حديثة في الإنتشار والرد السريع. فنحن في موقف نبدو فيه أكثر قوة من أي وقت مضى من حيث القدرة القتالية ومن الناحية التكتيكية والتقنية والتعبوية. أعتقد أن السبب الرئيس من وراء تضخيم هذه المسألة هو فشل الجيش التركي في مواجهة المقاومة القوية التي أبدتها قواتنا العسكرية في كردستان الشمالية، أي داخل الحدود التركية نفسها، وبهذا التضخيم الإعلامي يحاول الأتراك خداع الرأي العام وإيهام الجميع بأن منبع الهجمات وأساس المشكلة تكمن في إقليم جنوب كردستان، والهدف الآخر هو زعزعة الإستقرار في جنوب كردستان، ولتمويه الأزمة الداخلية الخانقة التي تعانيها تركيا خاصةً وأن هذه السنة ستشهد حدوث الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، والسبب الأهم هو إبعاد نظر شعبنا والرأي العام وإشغالهما عن الجريمة اللا إنسانية التي إرتكبتها الدولة التركية بتسميمها لقائدنا عبدالله اوجلان في سجن إيمرالي.


- قلتم في أحاديثكم أنكم الآن في أفضل وضع، فهل لكم إعطاء معلومات تؤكد ما تقولونه؟ و ما هي مدى قدراتكم القتالية وإمكانية الصمود والتصدي لأي توغل تركي في كردستان العراق؟

حسب التصريحات التركية، أنه في العام الماضي تم حشد وسوق 250 ألف جندي تركي، إضافة إلى تعزيز هذه القوات بمختلف صنوف الأسلحة الجوية والمدفعية، ولكن عجز الجيش التركي وفشله في مواجهة قواتنا أظهر للجميع فشله في مواجهة المقاومة التي أبدتها قواتنا والعجز التام عن إحتواء الأساليب والسبل العسكرية العصرية ومرونة الحركة والمبادرة الخلاّقة التي أبدتها قواتنا ومقاتلونا في مناطق الداخل في إقليم شمال كردستان. والحال فإن ذلك إنعكس على حصيلة الخسائر التي تمخضت عن الإشتباكات في العام المنصرم، وحتى إعلاننا عن وقف إطلاق النار. فشعور الدولة التركية بالحاجة إلى حشد 250 ألف جندي لقيادة الحرب ضد قواتنا ألا يعتبر دليلاً كافيًا على قدرتنا القتالية وإستعدادنا في الصمود والتصدي لجميع الهجمات؟!.
فقواتنا ذات مستوى جيد وتدريب عالِ، ومعنويات مقاتلينا عالية وهي تنبع من عدالة القضية والإيمان بالأهداف ومشروعية النضال وهذه القوات متمركزة في جميع مناطق كردستان الشمالية بدءًا من هكاري و شرناخ و حتى دياربكر و ديرسيم، إضافة إلى التمركز في العمق التركي في سواحل البحر الأسود وجبال طوروس الغربية. إن هذا التمركز وأسلوبنا القتالي الخاص بنا هو سر نجاحنا في التصدي لكل الحملات العسكرية التركية وإفشال جميع التمشيطات وإلحاق ضربات مؤثرة بقوات العدو.

- أشيع ويشاع كثيرًا عن إتصالات سرية أميركية معكم أو أن هناك حوارًا ضمنيًا بهذا الصدد، ويفسر العديد من المحللين السياسيين القلق التركي وحديث انقرة عن التدخل العسكري في خانة رد الفعل على وجود مثل هذه الإتصالات، والتي يقول الأتراك انها تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي التركي، هل هناك إتصالات بينكم وبين الأميركيين حقًا؟

إن أمر وجود إتصالات أو عدم وجودها ليس بالشيء المهم بحد ذاته، لكن، المهم هو الموقف السياسي الرسمي لأميركا من قضية شعبنا ونضاله في كردستان. فبالرغم من الإلحاح التركي لن يستطيع الجيش الأميركي مهاجمتنا بالنيابة عن الأتراك، ولن يفعل ذلك بالتأكيد. ولكن شعبنا يشكٌّ في النوايا الحقيقية للجانب الأميركي. فواشنطن تسيّر سياسة الكيل بمكيالين. فمن جهة تعتبر quot;أكراد العراقquot; أصدقاء مخلصين وتصفهم بأنهم يستحقون التمتع بالحرية وكافة الحقوق الأخرى، وفي الجهة الثانية ينعتون 25 مليون كردي في الشمال الكردستاني بـ quot;الإرهابquot;. فإن كانت أميركا صادقة في دعمها لحقوق الشعب الكردي فأين هو موقفها من سياسة الإنكار التي تنتهجها تركيا حيال الكرد في شمال كردستان، ومن المعروف لكل العالم أن تركيا لا تعترف حتى بوجود شعب كردي لديها؟. أين موقف أميركا من التصعيد التركي الخطر بتسميم قائدنا أوجلان في السجن؟ أين موقفها من حملة الإعتقالات التعسفية التي تقوم بها أجهزة الأمن التركية ضد أبناء شعبنا؟


- كيف تقيمون موقف الجنرال جوزيف رالستون الممثل الأميركي في ما تسمى باللجنة الثلاثية المكلفة بمتابعة ملف حزب العمال الكوردستاني، لا سيما أن هناك أنباءً تفيد بأنه يعمل لحساب شركة (مارتين لوكهيد) التي عقدت في الآونة الأخيرة صفقات لبيع طائرات لتركيا؟

إن القضية ليست قضية تغيير رالستون أو إبقائه في منصبه، فهنالك لجنة شكلت وتناقش كل التطورات، و تتخذ القرارات بحق شعبنا ونضاله، ولكن ليس هنالك أي وجود أو تمثيل للأكراد أصحاب القضية الحقيقيين ضمن هذه النقاشات؛ وبالتالي في كل ما يجري، لذلك فلن تلقى أي قرارات قد تصدرها هذه اللجنة قبولاً من جهتنا، ومن عموم الأكراد، إن لم يكونوا هم طرفًا حقيقيًا فيها.


- لاحظت أثناء زيارتي هذه لقواعدكم الراحة التامة والثقة الكبيرة بالنفس، وتبدى لي ذلك من حركتكم وأحاديثكم مع المقاتلين والزوار رغم حجم التهديدات التركية والتلويح الدائم بالتدخل، فما هو سر ذلك؟

يكمن ذلك في المستوى العالي والتدريب المستمر الذي يبديه مقاتلونا. هناك إستعداد على أكمل الأوجه لكل طارئ. فقد قمنا بمراجعة وتحليل شامل للمرحلة السابقة. قيّمنا مرحلة النضال المنصرم منذ تجدد الإشتباكات في الأول من حزيران (يونيو) من سنة ألفين وأربعة و حتى الآن، وقمنا بتقييم دقيق لقدراتنا القتالية وردة فعل قواتنا على الهجمات التركية وكيفية إحداث تطور نوعي في الرد والتكتيك العسكري لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني، حدث ذلك كله في المؤتمر الرابع الذي عقدناه في الشتاء المنصرم. تباحثنا في المؤتمر قدراتنا القتالية ونقاط الضعف التي ظهرت في هذه الحقبة وكيفية معالجتها وتجاوزها. كذلك تم التوصل إلى رسم مخطط شامل لخططنا العسكرية المستقبلية وتصعيد النضال بما يتلاءم ويتجاوب مع تحديات المرحلة وتجاوز مكامن الضعف التي تم الكشف عنها ومعرفة أسبابها الموضوعية والذاتية. فقواتنا الآن مستعدة لجميع الإحتمالات من النواحي المعنوية والتعبوية واللوجستية والخبرة العسكرية. ونحن متأكدون أنه لا ينبغي لنا أن نتراخى أو نستكين ما دامت الدولة التركية تصرّ على الإستمرار في سياسة الإبادة والإجتثاث ضد جموع شعبنا وما زالت تستهدف حياة قائدنا أوجلان، وتتابع غير آبهة بالسلام وقرار وقف إطلاق النار الذي أعلنّاه، تكثيف تمشيطاتها الشاملة والمستمرة ضد قواتنا العسكرية.


- أنهيتم المؤتمر الرابع لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني قبل مدة بحضور عدد كبير من قاد الفصائل والتشكيلات العسكرية المقاتلة، كيف كان المؤتمر؟

توقفنا في المرتمر على أسلوب الحرب الحديثة في خضم التقدم الهائل والسريع عسكريًا وطرق إعادة تنظيم الجيوش وفق ذلك والمحتوى الذي تكتسبه مفاهيم وإستراتيجيات الحرب والمناورة. ونحن كقوة عسكرية نقاتل في مواجهة جيوش وتقنيات عسكرية عصرية، ناقشنا وحللنا هذا الوضع بشكل عميق، ووصلنا إلى ضرورة إعادة تنظيم صفوفنا بما يتوافق مع ذلك. كما وناقشنا جميع المواضيع المتعلقة بمسيرة نضالنا الطويلة ضد الدولة التركية بدءًا من العلاقة مع الجماهير إلى التحضيرات اللوجستية، إلى إعادة تنظيم وإعادة إنتشار القوات الكردية وتمركزها ومسائل القيادة والتنسيق، وبعد النقاشات المتعمقة توصلنا إلى قرارات بناءة، سنعمل على إدخالها في الحيز العملي.

بالطبع إن قواتنا العسكرية هي قوات أنصارية (مقاتلة) محترفة، وهي قوات عقائدية يعلم عناصرها أنهم في حرب طويلة الأمد. وبالرغم من ذلك فإن عدم تطبيق بعض القواعد الأساسية في أسلوبنا الحربي/القتالي الخاص، قد أسفر في الماضي عن بعض الخسائر. هذه الخسائر لم تكن متأتية من التفوق التركي، بل من بعض الثغرات التكتيكية والأخطاء التي حدثت لدينا. لذا فإن إكتساب الإحتراف وتجاوز الثغرات والوصول إلى مستوى عال من الإستعداد والخبرة في الحرب الأنصارية بطرازنا الخاص في الحركة، وشكل الإنتشار والتمركز، كل ذلك كان من أهم المواضيع التي عالجها المؤتمر الأخير وتوقف عندها مطولاً.


- كيف تقيمون دور الإعلام العربي وتناوله للقضية الكردية وطريقة خوضه حين الحديث عن حزب العمال الكردستاني؟

إننا كحزب نناضل بالإعتماد على قوانا الذاتية ودعم الجماهير لنا بعيدًا عن الإتكال على القوى الخارجية، سائرين على نهج وفلسفة القائد عبدالله أوجلان الداعية إلى أخوة الشعوب وتعايشها الحر. وعليه، فنحن نرى الحل في فلسفة ومبدأ quot;أخوة الشعوبquot; وتعايشها السلمي وليس في إقتتالها وتصارعها. فالقائد أوجلان وبنضاله وصداقته للشعوب العربية أعاد الثقة وأسس للعلاقة الأخوية الكردية ـ العربية. وأزال القائد بطروحاته التي قبلها الشعب الكردي الشكوك والحساسيات السابقة، فيما بين العرب والكرد ومدّ جسورًا متينة من النضال المنبني على التاريخ والعيش المشترك بين كلا الشعبين، والأمر كذلك، فإن إهتمام الإعلام العربي والمثقفين العرب بالقضية الكردية وبنضالنا لهو ضعيف وسطحي للغاية للأسف. وكثيرًا ما تكتفي وسائل الإعلام العربية ببث التصريحات الصادرة عن الدولة التركية ودوائرها بحقنا، وبشكلٍ أحادي الجانب دون نقل وجهة نظرنا في المقابل. حسب رأينا أنه يجب تجاوز ذلك، فقضيتنا ونضالنا لا يعبران عن نضال الشعب الكردي فحسب بل هو نضال لكل شعوب المنطقة ولكل الإنسانية بالتالي. فضعف إهتمام الإعلام العالمي بقضيتنا يشجع تركيا على المضي قدمًا في سياسة التنكيل بشعبنا والإقدام على إحراق المزيد من قرانا وتهجير شعبنا والبطش به، كما فعلت في السنوات الأخيرة..