إيمان إبراهيم من بيروت:ساحات بيروت تغصّ بالمعتصمين، ومنابره تعلو بأصوات السياسيين الحانقين، ومن منبر إلى آخر، حين يقرر أرباب السياسة الاستراحة لاستعادة انفاسهم، ينساب صوت فيروز quot;بحبك يا لبنانquot;.
هذه الليلة ستغنّي فيروز في مجمعquot;بيالquot; وسط بيروت، سيخترق صوتها جموع المعتصمين الذين قرروا البدءباعتصامهم المفتوح الذي لا يعلم سوى الله إلى متى سيستمر، لن تثنيها اعتصامات وتظاهرات أصبحت خبز لبنان اليومي منذ اغتيال الرئيس الحريري، ستقدّم مسرحيّة quot;صح النومquot; مع نجلها زياد الرحباني، الذي أعلن أنّه لن يوقف عرض المسرحيّة حتى لو حدث إنزال عسكري إسرائيلي، لكن من سيأتي لحضور فيروز؟ كيف سيخترق جموع المعتصمين؟ ماذا عن السيّاح العرب الذي احتفظوا ببطاقات ابتاعوها قبل شهر تموز، حين اندلعت الحرب ليلة افتتاح المسرحيّة على أدراج بعلبك، ليعاد الإعلان عن موعد ومكان جديد للمسرحيّة في وسط بيروت؟ كيف ستتمكّن الشخصيّات السياسيّة المدعوّة إلى الحفل من الحضور إليه، وبعضها يتظاهر لإسقاط بعضها الآخر؟ ومن يدري، لعل صوت فيروز سيكون الجامع بينهما كما كان الجامع بين أوصال وطن ممزّق؟
سوء الطالع يرافق مسرحيّة quot;صح النومquot;، لكنّ فيروز مصرّة على تحدّي الصعاب، فهل سينصف اللبنانيّون سفيرتهم إلى النّجوم، ليفسحوا المجال أمامها لتقول كلمتها قبل أن تمشي لتتركهم في أمان خيامهم التي نصبوها في العراء، ولو على أنقاض ما تبقّى من وحدة وطنيّة؟
- آخر تحديث :




التعليقات