السيدة لبنى الفار
إيمان إبراهيم من جرش: ختام مهرجان جرش لا يشبه انطلاقته، فالبداية لم تكن موفّقة، بسبب ظروف تضافرت لتفشل الحفلات الأولى، التي راح ضحيتها كل من الفنانين هاني شاكر، لطيفة وعاصي الحلاني. أين الخلل؟ سؤال طرح بقوة بعد سقوط ألمع النجوم على خشبة المهرجان العريق، الذي تتسلّم إدارته للمرة الأولى هذا العام السيدة لبنى الفار، التي يبدو أنها من اولى ضحايا المهرجان، بعد أن حمّلها البعض مسؤولية الخلل الذي أصاب هذه الدورة.
فالجديد هذا العام كان تعاقد لجنة المهرجان مع شركة خاصة أخذت على عاتقها مهمة الترويج للفعاليات، وتمّ توقيع العقد معها قبل تعيين الفار مديرة بالوكالة، لتفاجىء ومن معها بأنّ الشركة باعت الإدارة أوهاماً لم يطبق منها على أرض الواقع إلا الجزء اليسير، فلا إعلانات ولا حملة دعائية تليق بالبرنامج المميز الذي وضعته اللجنة لللاحتفاء بيوبيلها الفضي، فضلاً عن اكتظاظ برنامج المهرجان بأسماء نجوم يفوق استيعاب المهرجان نفسه وقدرة الجمهور الأردني، خصوصاً مع ارتفاع أسعار البطاقات الذي وصل إلى حدود العشرين دولار.
ومع ظهور الخلل، أخذت الإدارة على عاتقها مهمة الترويج للمهرجان وتصرفت وكأنّ لا عقد يربطها بتلك الشركة التي أخلّت بوعودها وبالعقد الموقع مع المهرجان، وبدت النتائج الإيجابية بالظهور بدءً من حفل الفنانة نجوى كرم، حيث عادت المدرجات لتكتظ بروادها.
في مكتبها التقيناها، فهي لم تبارح المكتب منذ أشهر حين بدأت التحضيرات الفعلية للمهرجان، فضلاً على حرصها على التواجد يومياً في المدرجات للاطلاع على مجريات الحفلات. نستعرض معها أهم المحطات التي مر بها المهرجان هذه الدورة، والخطة الإنقاذية التي اعتمدتها الإدارة ، تقول quot;أمامي أكثر من إنذار قانوني وجهناه إلى تلك الشركة التي أخلت بوعودها معنا، لكن عندما لمسنا عدم اهتمام من قبلهم، اضطررنا نحن إلى التصرف بانفسناquot;.
لبنى الفار ظلمت من دون شك، فهي وحدها تحمّلت تبعات الإخفاق الذي لم يكن لها يد فيه، أسألها:
*شهدت الدورة الحالية لمهرجان جرش الكثير من المشاكل التي ظهرت إلى العلن، فأين تقيّمين موقع الخلل في هذه الدورة؟
أولاً البرنامج كان طويلاً أكثر من اللازم وهذا بحد ذاته خلل كبير في هذه الدّورة، لأنّنا نعرف أنّ مهرجان جرش لا يتحمّل كل هذه الفعاليّات، لكن تطويل البرنامج جاء بناءً على طلب الشركة التي تعاقدنا معها، والتي قدّمت لنا عرضاً مغرياً جداً على الورق، وخطة العمل والتسويق، لكن بالطبع تطويل المهرجان لن يتكرر مستقبلاً، خصوصاً أن موقع المهرجان يقع في منطقة بعيدة عن العاصمة، بالتالي نحن لا نستطيع أن نضع خيارات عدّة أمام الجمهور الأردني، البلد لا يتحمّل كل هذه الفعاليات، فبلدنا صغير وذوقنا الفنّي معروف. نحن عندما وضعنا أسماء الفنانين وضعنا دراسة ولا أعتقد أن أي من الذين غنّوا لا يسحقّون الوقوف على مسرح جرش.

*أين أخلّت الشركة بعقدها معكم؟
الشركة أخلّت في أماكن عدّة، منها الإعلان الذي لم يكن بحجم تطلعاتنا كذلك بأمور إداريّة لا تظهر إلى العلن.

* كمديرة للمرّة الأولى للمهرجان، إلى أي مدى يؤثر عليك هذا الأمر أقلّه من الناحية النفسية، علماً أنّك لست الجهة التي وقّعت العقد مع تلك الشركة؟
شخصياً لم يؤثر علي، بالعكس أنا أجزم أننا كإدارة مهرجان عملنا كما لم نعمل في السنوات الماضية، ولو لم نقم بجهد جبار، لكانت فعاليات المهرجان توقّفت.

*كان من الممكن أن تتوقّف الفعاليات؟
نعم، لكن أنا شخصياً وإدارة المهرجان لم نكن لنسمح بذلك، لذا عملنا بأقصى جهدنا للننقذ المهرجان، وأخذنا الأمور على عاتقنا وروّجنا بنفسنا لفعاليات المهرجان، بعد أن لمسنا عدم استجابة الشركة التي اتفقنا معها.

*إذاً ثمة جهتان تعملان اليوم للترويج لفعاليات المهرجان، الإدارة والشركة؟
فعلياً نحن لم نفسخ عقدنا مع الشركة، لأنّ الأمر غير ممكن في منتصف المهرجان وفسخ العقد لا يقوم بين ليلة وضحاها، لكن كل ما قمنا به هو أخذ زمام المبادرة والإمساك بالمهرجان من كافّة جوانبه، والنتيجة ظهرت في الحفلات الأخيرة وأعتقد أن الجمهور لاحظ هذا الأمر.

*سمعنا أنّ ثمة جهات تشتري بطاقات بكميات كبيرة لكن أصحاب البطاقات لا يحضرون، فتبدوا المدرجات فارغة، ما مدى صحة هذا الأمر؟
سئلت أكثر من مرة عن هذا الموضوع، لكن بكل صراحة لا أعلم حقيقة ما إذا كان هذا الأمر صحيحاً.

*هل ترين أن دورة مهرجان جرش هذا العام فشلت؟
لا بالعكس، فعلى الرغم من كل ما قيل، أستطيع أن أجزم أنّ الدورة كانت ناجحة، وكل الذين وقفوا على خشبة المسرح سواء الجنوبي أو الشمالي كانوا يستحقون، لكن يبدو ان ثمةّ انحدار في الذائقة الجماهيرية أدى إلى عزوف الجمهور عن حفلات فنانين أمثال وديع الصافي، لم يعد الجمهور يستسيغ الطرب، وهذا أمر يؤسف له.

*كيف وجدت أصداء المهرجان في الصحافة العربية والمحلية، بمعنى آخر هل أنصفتكم الصحافة وتفهّمت الظروف التي أدت إلى تعثر المهرجان في انطلاقته؟
بصراحة لا، الصحافة لم تنصفنا بل كانت قاسية وغير موضوعية أحياناً، وبكل أسف وجدت أن الصحافة العربية أنصفتنا أكثر بثير من صحافة بلدنا، لأن ثمة أشخاص يكتبون بطريقة شخصانية تخلو من أية رؤية موضوعية.

*تقولين إنّ الذائقة الجماهيرية تغيرت وأنّ ثمة انحدار في الذوق العام، هل على المهرجان أن يغير برنامجه بما يرضي الجمهور؟
لا بالطبع، لأنّ ثمّة حفلات مثل حفلة كاظم الساهر أثبتت أنه لا يزال ثمّة رقي في الذوق العام، علينا أن نطوره لا أن نساير الانحدار، لكن بالطبع ثمّة أمور علينا أن نراعيها لأننا بالنهاية نتوجه إلى هذا الجمهور، وعلينا ان نقدم ما يرضيه وما يخدم توجهاتنا في الوقت نفسه، مثلاً نانسي عجرم فنانة شابة وتملك صوتاً جميلاً ولديها جمهور كبير، ولا أحد منا يمكنه إنكار نجوميتها، كذلك الفنان هاني شاكر، من منا لا يطرب لصوته وأغانيه؟ لكن الجمهور خذله بكل أسف.

*ثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام في نهاية المهرجان، وهي التأخير غير المنطقي في مواعيد الحفلات، بحيث يحضر الجمهور في الساعة السابعة، ولا يصل الفنان قبل الساعة الحادية عشر ليغني ساعة واحدة، برأيك ألا يؤدي هذا الأمر إلى تململ الجمهور وتردده في الحضور؟
بصراحة إدارة المهرجان لا علاقة لها بهذه الأمور، الفنان هو الذي يتأخر والناس يحملوننا نحن المسؤولية، وأحياناً يتأخر الفنان بانتظار امتلاء المدرّجات.

*أحياناً تكون المدرجات ممتلئة والفنان لا يحضر؟
نعم هذا صحيح، لكن نحن كإدارة مهرجان لا علاقة لنا بالموضوع.

*بعض الفنانين الذين شاركوا في المهرجان غاضبون من عزوف الجمهور عن حفلاتكم ويحملونكم أنتم المسؤولية؟
لغاية الآن لم يحصل أي سوء تفاهم مع أي فنان، باستثناء ما حصل مع الفنانة لطيفة، التي اضطررنا إلى الرد عليها بعد أن أشاعت أنها لم تقبض مستحقاتها منا، أنا لست ضد النقد ومستعدة إلى سماعه والأخذ به، لكن أن تتهمنا لطيفة وغيرها بمصداقيتنا هذا ما لا نقبله، وانا أتحدى أي فنان بالدليل القاطع أن يقول إنه لم يتقاض مستحقاته من المهرجان.

*إعلانكم عن المبلغ الذي تقاضته لطيفة أثار بعض الفنانين الذين اكتشفوا أنهم حصلوا على مبلغ أقل منها؟
مهرجان جرش لم يقم يوماً بالإعلان عن المبالغ التي يتقاضاها الفنانون، لكنّ لطيفة أجبرتنا على توزيع وصل استلامها للمبلغ على الصحافة لنثبت مصداقيتنا وهذا أمر يؤسف له.

*هل سيشهد مهرجان جرش تغييراً في برمجته العام المقبل؟
بالطبع، سنتعلم من أخطاء هذه الدورة، خصوصاً لناحية عدد الجمهور، فكما سبق وقلت المجتمع الأردني لا يحتمل هذا العدد من الفعاليات والحفلات في المهرجان، لذا علينا أن نكون أكثر انتقائية مع تقليص عدد النجوم، واستقطاب نجوم جدد إلى المهرجان.

*على سيرة النجوم الجدد، هل من الممكن أن نشاهد هيفاء وهبي على خشبة جرش، لا سيّما وأنها تتمتع بجمهور كبير، وقد سبق لها أن شاركت في مهرجان قرطاج؟
لا بالطبع لن تشاهدوا هيفاء في جرش، فمع احترامي لها هي نجمة إغراء، ومكانها ليس في جرش بل على مسارح الإغراء وما أكثرها.