القاهرة ـ عمار علي حسن:

في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تحسنا كبيرا قياسا إلى ما كانت عليه في السنوات التي تلت الانقلاب الذي قاده حاكم قطر الحالي على والده، نشبت أزمة طارئة بين مصر وقطر، جراء حادث مروري مروع ارتكبه أمير من أسرة آل ثاني التي تحكم قطر، على طريق مطار القاهرة قبل أيام ولقي فيه خمسة مصريين مصرعهم، بينهم طيار مدني، وأصيب 14 آخرون بجراح متفاوتة.
وقد تمكن الأمير القطري الشيخ سليمان سعود بن ثابت آل ثاني ( 18 عاما) من الهرب من مكان الحادث، واختفى تماما، وتردد أن طائرة خاصة أقلته من مطار القاهرة عائدا إلى بلاده، إثر تواطؤ بعض الأجهزة الأمنية المصرية.
وقد أحيط الحادث بتعتيم إعلامي لمدة أيام، بعد تعليمات حكومية بعدم النشر، لإفساح المجال لجهود تبذل في سبيل تسليم الأمير الهارب إلى القاهرة، بعد أن أبدى أهل القتلى والمصابين استياءهم الشديد من عدم تمكن العدالة من محاكمة القاتل.
لكن يبدو أن هذه الجهود قد أصيبت بالفشل، فيما بدأت بعض الصحف المصرية المستقلة نشر أخبار مقتضبة عن الحادث، أظهرت عدم استجابة الدوحة لطلب مصر تسليم الأمير. وكانت الحادثة وقعت بشارع المطار في ساعة مبكرة من صباح الجمعة الماضي، حيث كان الأمير الشاب يقود سيارة من نوع فورد بسرعة جنونية في سباق سيارات غير قانوني.
وتجري سلطات الأمن المصرية حالياً تحريات مكثفة للقبض على شخص يدعى المعتز بالله عبد الرحمن قائد السيارة BMW والذي كان ينافس الأمير القطري في السباق. كما تجري النيابة المصرية حالياً تحقيقات مع رامي سري صاحب مكتب تأجير سيارات الذي قام بتأجير السيارة المذكورة وهو المتهم الرئيسي في تنظيم السباق. وقد وجهت أسرة الطيار القتيل، وهو مصطفى سليم فريد حفيد الزعيم المصري الخالد محمد فريد الذي قاد الكفاح ضد الاستعمار الإنكليزي لمصر في مطلع القرن العشرين، مذكرة لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للتدخل في التحقيق لأن المتهم من دولة أخرى، إلا أن وزير الخارجية ربط مطالبة الخارجية القطرية بتسليم الأمير الهارب بقرار رسمي بذلك موجه إليه من النائب العام المصري المستشار ماهر عبد الواحد بضبط وإحضار الأمير الهارب.