الخميس: 24. 11. 2005

الأسد يزور القاهرة "قريباً" ووساطة سودانية بين بيروت ودمشق

دمشق “القاهرة “الخليج”:


أكد مصدر سوري رفيع لـ“الخليج” أن دمشق تخبىء مفاجآت من “العيار الثقيل” لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، على صلة بشهود زور و”أدلة مفبركة” اعتمد عليها القاضي الألماني ديتليف ميليس في استخلاص نتائج تقريره الى مجلس الأمن. وتلقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري حسني مبارك، الذي سيلتقيه في القاهرة “قريباً”، بحسب مصادر رسمية. كما استقبل الأسد مستشار الرئيس السوداني مصطفى اسماعيل الذي يقود مبادرة عربية بين بيروت ودمشق بدعم عربي.

وقال المصدر السوري ل “الخليج”: إن المفاجآت، التي لم يكشف عن طبيعتها، تميط اللثام عن حقيقة شهود وصدقية أدلة اعتمد عليها ميليس في بناء قضية اغتيال الحريري. وأشار الى أن هذه المفاجآت ستحبط قيمة هؤلاء الشهود وهذه الأدلة.

وعلم أن السلطات السورية تملك ملفات تؤكد “دفع الشهود إلى المسرح وفبركة الأدلة”. وأشارت مصادر مطلعة الى أن معرفة ميليس بهذه الحقائق كانت أحد العوامل وراء مرونة أبداها بشأن مكان استجواب الضباط السوريين الستة. واكتفت هذه المصادر بالإشارة الى دور روسي تركي من دون دخول في تفاصيل.

وكان الرئيسان السوري والمصري قد أجريا اتصالاً هاتفياً أمس تناول مستجدات الاتصالات بين سوريا ولجنة ميليس والعلاقات السورية اللبنانية. وقال مصدر مصري مسؤول ل “الخليج”: إن الأسد سيزور القاهرة “قريباً” لإجراء مباحثات مع نظيره المصري تتناول الوضع في العراق وتعاون دمشق مع لجنة التحقيق.

وقال: إن هناك تنسيقاً وتعاوناً بين مصر والسعودية من أجل دعم توجه سوريا الإيجابي للتعاون مع اللجنة الدولية في اغتيال الحريري، وأشار الى أن هذا التعاون يستهدف كذلك إبعاد أي شبح مساس بسوريا.

وعما إذا كانت مصر تقدم خبرات قانونية لسوريا في التعاون مع هذا الملف، وتنفيذ قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، أكد المصدر أن مصر لديها الاستعداد لتقديم هذه الخبرات، لكن سوريا لديها خبرات وكفاءات قانونية رفيعة المستوى لا تقل عن نظيرتها في مصر. وشدد على أن القاهرة حريصة على دعم سوريا وتماسكها لأن ذلك مصلحة استراتيجية مصرية.

وكان الأسد قد تسلم أمس رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سلمها رئيس مجلس الأمن الوطني الأردني معروف البخيت، ورسالة من الرئيس السوداني عمر البشير سلمها المستشار الرئاسي للشؤون الخارجية مصطفى اسماعيل.

وكشف اسماعيل أمس أن بلاده تقود مبادرة عربية تحظى بدعم مصري سعودي جزائري، وتأييد إيراني، لتحقيق مصالحة سورية لبنانية. وشدد اسماعيل عقب لقائه الأسد على ضرورة التضامن العربي مع سوريا وعدم تركها لوحدها تواجه الاستهداف. وأشار الى أن هدف المبادرة خلق عمل عربي مشترك يصون سوريا، ويحقق المصالحة بينها وبين لبنان ويساعد على كشف حقيقة اغتيال الحريري. وأشار الى أنه سيزور بيروت اليوم الخميس في الإطار نفسه.

وعلمت “الخليج” أن مسؤولين مصريين طالبوا الحكومة السورية بوقف الحملة الإعلامية ضد شخصيات لبنانية، باعتبار ذلك يثير حالة الاحتقان غير المطلوبة.

وكان رئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة أبدى للقاهرة استياء من هذه الحملات.