تنكيل عنصري بلبنانيي أستراليا


لبناني وقع بقبضة الهجمات الاسترالية العنصرية أمس

تعرض اللبنانيون في مدينة سيدني الاسترالية الى حملة عنيفة من الاعتداءات العنصرية والترويع التي قام بها آلاف الشبان، وسط تحرك يبدو خجولا من جانب السلطات الحكومية والامنية. فقد تدفق خمسة آلاف من الشبان والمراهقين الأستراليين lt;lt;المخمورينgt;gt; إلى شاطئ كرونولا جنوبي سيدني أمس، تلبية لدعوة أطلقت للمشاركة في ما اسموه lt;lt;يوم الكبرياءgt;gt;، الذي تحول إلى أعمال عنف عنصرية ضد المهاجرين اللبنانيين والعرب.
وجاءت هذه الاعتداءات بعدما انتشرت رسائل عبر الهواتف الخلوية، خلال الأسبوع الماضي، تدعو الأستراليين إلى lt;lt;يوم الكبرياءgt;gt; ضد اللبنانيين، رداً على شجار وقع الأحد الماضي على شاطئ كرونولا بين عاملَيْ إنقاذ أستراليين وشبان استراليين من أصل لبناني من الضواحي الغربية في سيدني، تلاه بأيام اعتداء على فريق إعلامي، إضافة إلى عراك آخر في منتصف الأسبوع الماضي، قرب أحد النوادي الليلية. واستتبعت هذه الرسائل دعوات لبنانية للذود عن أبناء الجالية.
وبدأت أعمال العنف، بعدما أفرط الأفراد المحتشدون في معاقرة الخمور. وحاول مئات من رجال الشرطة الأسترالية، ترافقهم فرق الكلاب البوليسية، فض الاشتباكات التي باشرها أستراليون لقبوا أنفسهم بالlt;lt;سكان المحليينgt;gt;، يحملون الأعلام الأسترالية ويرتدون قمصان الرياضة الأسترالية. وأخذ هؤلاء يهاجمون كل من تبدو عليه الملامح الlt;lt;شرق أوسطيةgt;gt;، ويطاردونهم إلى الدكاكين والفنادق التي حاولوا الاحتماء فيها، وهم يهتفون بعبارات عنصرية مثل lt;lt;أقتلوا اللبنانيينgt;gt; وlt;lt;عودوا إلي بلادكم أيتها
الحثالة اللبنانيةgt;gt;، lt;lt;لا نريد المزيد من اللبنانيينgt;gt;...
كما وصلت أعداد من الشبان اللبنانيين إلى منطقة الشاطئ قادمين من الضواحي للدفاع عن العائلات اللبنانية واندلعت الاشتباكات بين الجانبين. وتعرضت فتيات لبنانيات للضرب والإهانات، وهاجم عدد من النساء امرأة من أصول عربية وطرحوها أرضا.
وبحلول المساء، انتقل الشغب إلى شاطئ ماروبا المجاور، حيث انتشرت عصابات من lt;lt;السكان المحليينgt;gt; يحملون مضارب البايسبول والهراوات، ويفتشون عن أهداف لحقدهم ويحطمون زجاج السيارات في الأحياء المحيطة والغربية المأهولة باللبنانيين، كما وردت أنباء عن أعمال شغب مماثلة في شواطئ lt;lt;كاييماغgt;gt; وlt;lt;بريغتون لوساندزgt;gt; في ضواحي سيدني الجنوبية.
ولم يعفِ الحشد الهائج رجال الشرطة من هجومهم، فرشقت سيارات الشرطة بزجاجات البيرة، وكسر زجاج نوافذها، كما هوجمت سيارة إسعاف تحمل مصابين. حتى أن الحشد المحموم هاجم محطة قطار كرونولا، حيث شاع نبأ قدوم لبنانيين إلى المنطقة، عبره، ولم يجدوا فيه سوى شابين يحملان ملامح عربية، فهاجموهما بقناني البيرة ومضارب البايسبول والهراوات...
وصرح مفوض الشرطة كين ماروني، بأن أعمال الشغب وlt;lt;الإساءة العرقيةgt;gt; التي أسفرت عن اعتقال 12 شخصا وإصابة ستة ومهاجمة سيارة إسعاف أشعرته lt;lt;بالخزي كإنسان وكمفوض للشرطةgt;gt;. وحذر من أنه لن يتهاون مع مثيري الاشتباكات.
إلى ذلك، احتلت أخبار الهجوم الصفحة الأولى من lt;lt;دايلي تلغرافgt;gt; الأسترالية، بعنوان lt;lt;عارُناgt;gt;، وتوطئة lt;lt;لقد سمّوه يوم الكبرياء، لكنه انتهى ليكون يوم العار الوطني...gt;gt;، وصورة كبيرة للبناني lt;lt;تحت الضربgt;gt;.
من جهتهم، قال lt;lt;السكان المحليونgt;gt; إن الشرطة سمحت للشبان اللبنانيين بالسيطرة على الشاطئ.
أضاف أحدهم وهو يراقب الاشتباكات lt;lt;هذه هي أستراليا، إذا لم تعجبهم فبإمكانهم العودة إلى أوطانهمgt;gt;، في حين قال آخر إن lt;lt;هذه الأعمال هي في الحقيقة حصيلة خمسة أو ستة أعوامgt;gt; من المشاعر المكبوتة.
من جهة أخرى، قال رئيس حكومة مقاطعة نيوساوث ويلز، موريس ليما، lt;lt;حاول البعض اليوم الاختباء خلف العلم الاسترالي.. إن استراليا التي أعرفها وأنوي أن أحافظ عليها كرئيس وزراء لا تدعم أي مظاهر من السلوكيات التي رأيناها اليومgt;gt;.
وحملت الجالية الإسلامية في سيدني قطاعات lt;lt;عنصرية وغير مسؤولة في وسائل الإعلام مسؤولية اندلاع أعمال العنف على شاطئ كرونولا، لأنها حولت قضية عامة تورط فيها شبان إلى قضية عرقيةgt;gt;.
من جهته، قال رئيس جمعية الصداقة الإسلامية في استراليا، قيصر طراد، lt;lt;هوجم أبرياء نتيجة الكراهية العرقية المستعرة. هذا أمر لا يحدث في استرالياgt;gt;.