الخميس: 04 . 08 . 2005

غار البيروفتز:

قبل ستين عاما في السادس من أغسطس تم إلقاء 9 قنابل نووية على كل من هيروشيما ونجازاكي أدت إلى إلحاق دمار واسع تعاني منه البشرية حتى الآن يظن معظم الأميركان أن هذه القنابل كانت السبب في استسلام اليابان بل إن الكثير يظن أن هذه القنابل كانت عملا حتميا لابُد منه وأنها كانت الطريقة الوحيدة لانهاء الحرب العالمية الثانية دون تكبد خسائر فادحة في الغزو .
ولكن الدراسات
والأبحاث الجديدة تفيد بأن كلا الاعتقادين خاطئ.
نشرت مطابع جامعة هارفارد كتابا للبروفيسور تسوشي
هاسيغوا من جامعة كاليفورينيا يُعد هذا الكتاب الدراسة المستفيضة الوافية حتى الآن التي تعتمد على المصادر اليابانية تؤكد الدراسة - التي لاقت نتائجها استحسانا واسعا - على أن القنابل النووية لعبت دورا ثانويا في قرار اليابان بالاستسلام وأن السبب الرئيسي وراء هذا القرار كان دخول الاتحاد السوفيتي في الحرب ضد اليابان في الثامن من أغسطس عام 1945 , أي بعد يومين من إلقاء القنابل النووية على هيروشيما ونجازاكي .
أوضح الكتاب أن القيادات الحربية اليابانية كانت على استعداد للتضحية بالمدن والمدنيين وأن الهاجس الأكبر بالنسبة لهم كان هو الجيش الأحمر الذي كان بإمكانه الوقوف في وجه القوة العسكرية اليابانية التي كانت تعاني الإجهاد في هذا الوقت سواء في اليابان أو في منشوريا يشير المؤلف إلى أنه ليست هناك حقائق تاريخية تدعم الاعتقاد الشائع بأن القنابل النووية هى التي أنهت الحرب .
تم التوصل إلى استنتاج مشابه في إصدار جديد للبروفيسور الياباني المعروف هربرت بركس , مؤلف السيرة الذاتية لهيروهيتو , والتي أبدع فيها كثيرا ومن ثم حصل على جائزة بولتز في الكتابة الصحفية في عام 2000م .
قبل إلقاء القنابل النووية بفترة طويلة كان الساسة الأميركان والبريطانيون على عمل بأن إعلان الاتحاد السوفيتي الحرب مع إعطاء الضمانات للامبراطور الياباني من شأنه أن ينهي الحرب .
في 29 أبريل عام 1945 م على سبيل المثال نصحت المخابرات الأميركية بدخول الوفيت إلى الحرب لأن ذلك سيجعل اليابانيين يصلون إلى قناعة بأن الاستمرار في الحرب يعني الهزيمة الساحقة وأن الاستسلام لا يعني الهزيمة ولا إهدار الكرامة بل إن الأمور ستسير على ما يرام .
تساءل كثير من الباحثين حول اختيار تاريخ إلقاء القنابل كان من المفترض أن يبدأ غزو اليابان في نوفمبر عام 1945 أي بعد ثلاثة شهور من إلقاء القنابل كان هناك الكثير من الوقت لاختبار إذا ما كانت القيادة اليابانية تدرك بتأثير قرار السوفيت إعلان الحرب .
في الواقع فإن التأكد من الخيار السوفيتي كان متوفرا في حالة فشلت التجارب النووية كان الخيار الأول في النصف الأول من عام 1945م .
على أية حال , بمجرد أن نجح الاختبار في يوليو فقد تم تفضيل خيار القنابل النووية يرى هاسغاوا وآخرون بأن القيادة الاميركية ولأسباب سياسية رغبت من السوفييت في دخول الحرب .
الأمر المثير للدهشة أن الكثير من القادة الأميركان رأوا أن القنابل النووية لم تكن ضرورية ذكر إيزنهاور في العديد من المناسبات أنه كان يرى بأنه لا يجب استخدام القنابل النووية ضد اليابان المهزومة بالفعل بعد الحرب , قال إيزنهاور : لم يكن من الضروري أن نضربهم بهذه القنابل البشعة .
تشير اليوميات التي كتبها رئيس أركان الجيش في عهد الرئيس ترومان - أدم وليام ليهي - بأنه كان يرى بأن الحرب يمكن إنهاؤها بشروط مقبولة في يونيو عام 1945 بعد الحرب كتب ليهي بأن استخدام الأسلحة النووية في هيروشيما ونجازاكي لم يضف كثيرا إلى موقف الولايات المتحدة مع اليابان لأن اليابانيين كانوا قد هُزمو بالفعل وعلى استعداد للاستسلام .
بعد ستين عاما من إلقاء القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي , مازال التهديد الحالي مما يمكن أن يحدثه سباق التسلح النووي يطاردنا .

أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة ميرلاند ومؤلف العديد من الكتب حول القنابل على هيروشيما ونغازاكي .
خدمة كيه أر تي - خاص بالوطن