الجمعة: 26 . 08 . 2005

كتبت - سعاد طنطاوي:

البحر الفرعوني‏..‏ واحد من أهم المسطحات المائية في المنوفية‏,‏ وهو يكتسب أهميته من كونه أحد المصايد الرئيسية بالمحافظة التي تعد من المحافظات المعدودة الغنية بالثروة السمكية‏,‏ والتي يعمل بقطاع الصيد فيها نحو‏9‏ آلاف شخص يستخدمون‏2800‏ وسيلة صيد وينتجون نحو‏11,5‏ الف طن سنويا‏,‏ ولكن للأسف فإن البحر الفرعوني وبعض المسطحات المائية الاخري تتعرض للاغتيال ليس فقط من بعض الاهالي‏,‏ بل أيضا من بعض الجهات الحكومية‏..‏

يوضح السيد محمد سيف حسين مدير عام الثروة السمكية بمنطقة وسط الدلتا ان المنوفية تعتمد في ثروتها السمكية علي مسطحات مائية كثيرة منها فرعا رشيد ودمياط والترع الرئيسية والفرعية والرياح المنوفي ومياه هذه المسطحات جارية‏,‏ كما تعتمد علي البحر الفرعوني وخزانات الكتامية ومياهها راكدة والاخطر في الامر هو مشكلة البحر الفرعوني الذي يمتد بمساحة‏2500‏ فدان وتصل امكانية الانتاج به إلي‏4000‏ طن سنوياوعدد العاملين به‏1200‏ صياد يستخدمون نحو‏500‏ وسيلة بدائية تتنوع ما بين الشباك‏,‏ وغزل البوص وهذه الوسائل البدائية تخالف القانون رقم‏124‏ لسنة‏84‏ وتقلل من المخزون السمكي بالمسطحات المائية ولابد من منع استخدامها‏.‏

وينبه الاستاذ سعيد النجار مدرس مساعد بقسم الجغرافيا بكلية الآداب أن البحر الفرعوني يتعرض للعديد من المخالفات والتعديات الصارخة ومن مصادر متعددة إلا أن الطبيعة الجغرافية الخاصة لهذا البحر حافظت علي صموده وبقائه امام هذه التعديات‏.‏

خاصة أن الماء فيه يتجه بعكس البحار الاخري وهو ما يعطيه ميزة خاصة والبحر مقسم‏3‏ أجزاء الأول محصور بين فرع دمياط والرياح المنوفي‏(‏ خزانات الكتامية‏)‏ وجزء ثان يمتد من الرياح المنوفي للكوبري الذي يربط كفرفيشا بفيشا الكبري‏,‏ وجزء ثالث من كوبري فيشا لمدينة منوف وهذا الجزء يتعرض من نهايته عند منوف الي عمليات تعد وردم صارخة يقوم بها مجلس مدينة منوف‏.‏

وحول مشكلات الصيادين انفسهم في البحر الفرعوني يقول الحاج محمد عبد العال‏(‏ صياد‏)64‏ عاما ان مستوي الدخل بالنسبة للصيادين منخفض ومع ذلك فإن الضرائب تأتي جزافية علاوة علي عدم وجود تأمين صحي علي الصيادين حيث تنتشر الامراض الفتاكة باجسادهم والتي منها البلهارسيا ولا توجد نقابة للصيادين تراعي مصالحهم وتمدهم بادوات الصيد اللازمة‏.‏

ويقول عبد الغفار محمود‏(‏ صياد ـ‏44‏ عاما‏)‏ مشكلة شرطة المسطحات المائية هي تعرضها للصيادين وتعسفها معهم في تطبيق القوانين‏,‏ ويقول ان الشرطة تصادر ما تجده من ادوات صيد سواء القانوني منها او غير القانوني ولا يستطيع الصياد ان يطالب بحقه وان ذهب الي مكتب المسطحات المائية يحرر ضده محضر وتصادر ادواته ويكون تقرير شرطة المسطحات ومحضرها معدا بطريقة تسمح بمصادرة الادوات ويكون التقرير كالآتي‏:(‏ الاداة قانونية والاستخدام غير قانوني‏)‏ ولا توجد معاينة للوضع الذي توجد عليه هذه الاداة وانما يكتب التقرير او المحضر بعد مصادرتها‏.‏

ويتدخل علي جمعة‏(‏ صياد‏)‏ مشيرا الي المشاجرات التي تحدث بين الصيادين والفلاحين حيث يوجد نحو‏1500‏ ماكينة لرفع المياه من البحر الفرعوني لري الاراضي الزراعية مما يقلل منسوب المياه فتهجر الاسماك البحر ويقوم الفلاحون بردم البحر وتنتشر الفئران بسبب القمامة التي تلقي في البحر‏,‏ كما تعيش الثعابين التي تلدغ الصيادين وينتشر جراد البحر والناموس والبعوض‏.‏