لاحظ وزير الاعلام غازي العريضي (من كتلة الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط) ان جميع الموقوفين والمدعى عليهم في جريمة اغتيال الرئيس الحريري «ينتمون الى فريق عمل رئيس الجمهورية», وسأل: «هل يمكن لأحد ان يحيده بعدما اقحم نفسه في التحقيق من خلال المواقف او البيانات التي اعلنها في اليومين الماضيين؟».
وقال العريضي في حديث تلفزيوني: «التخوف هو من تدخل رئيس الجمهورية بعد دفاعه في البيان الاول عن قائد الحرس الجمهوري مصطفى حمدان، وبعد البيان الذي صدر اثر المؤتمر الصحافي للمحقق الدولي ديتليف ميليس والذي شكل نوعا من محاولة التأثير على التحقيق, ومن الواضح انهم كانوا لا يردون ان يتخذ المدعي العام التمييزي اللبناني قراراً بتوقيف المشتبه بهم، رغم ان المحقق الدولي قال ان لديه ادلة على تورطهم في التخطيط للجريمة وبالتالي ليست المسألة مسألة شبهه فقط، وعلى هذا الاساس تم الادعاء عليهم وتوقيفهم، وهذا الامر اثار قلقاً كبيراً في الاوساط السياسية اللبنانية لا سيما وان رئيس جمهورية لبنان، يقول هذا الكلام، فهذا الامر اثار استياء سياسيا في اوساط كثيرة وتساؤلات، وهو الذي كان يقول بأنه يريد التحقيق ولجنة دولية ويريد كشف الحقيقة، فاذا اردنا كشف الحقيقة فلنترك هذه المسألة لمن يتولى البحث عنها، اي لجنة التحقيق الدولية».
اضاف: «استغرب البعض كيف يدافع رئيس الجمهورية عن مصطفى حمدان منفردا ضمن هذا الفريق، وانا شخصيا ًاستغرب هذا الاستغراب، فهذا رئيس الجمهورية، وهكذا يتصرف، وهكذا يتعاطى مع القضايا الكبرى في البلاد, رئيس الجمهورية اعتبر جريمة اغتيال الرئيس الحريري في مرحلة معينة ضربا من الرذالة, بالامس اعتبر التعليقات على الاستدعاءات في المرحلة الاولى نوعا من التشويش على لجنة التحقيق».

وقال : «الذي يعتبر الجريمة ضربا ًمن الرذالة لا يتورع عن اتخاذ اي خطوة في هذا الاتجاه وبالتالي ابسط الامور ان يعتبر ان المواقف التي صدرت حول التوقيفات هي تشويش على التحقيق، اما ان يقول هو ما يقوله وان يدافع عن مصطفى حمدان وكأنه يتحول من رئيس جمهورية الى مسؤول عن فرقة من ضمن هذه المجموعة، يشيد بمصطفى حمدان لانه انقذ حياته, وهذه هي المسألة الاساسية بالنسبة اليه، اما اغراق لبنان وتهديد حياة عدد كبير من اللبنانيين والاساءة الى تحقيق استهدف حياة رفيق الحريري وباسل فليحان فهذا امر ثانوي في البلاد، فبماذا يفــسر هذا الكلام»، واصفاً ذلك بـ «ضروب الخفة الاستـــثنائية في التعاطي مع قضية بهذا الحجم ويتساءلون لماذا الانظار تتجه اليهـم، ولماذا يوضعون في خانة الاتهام او التشــــكيك او الادانة او,, الاستقالة».

ورداً عن سؤال حول المطالبة باستقالة لحود رغم قول المحقق الدولي ميليس ان رئيس الجمهورية غير متهم، قال: «ماذا تريدون من اللبنانيين ان ينظروا الى رئيس جمهورية، وكل اركان عمله في السجن، وهم متهمون بأدلة بأنهم خططوا لجريمة الاغتيال؟، وماذا تريدون من اللبنانيين ان يقولوا وينظروا الى رئيس الجمهورية في مثل هذه الحال؟، وهل تتوقعون مظاهرات في الشوارع تطالب بطول عمر رئيس الجمهورية والبقاء الى آخر لحظة من حياته رئيسا للجمهورية في البلاد؟».
وعن الخشية من مشكلة سياسية في لبنان يمكن ان تأخذ بعداً طائفياً بسبب توجيه الاتهام او عدمه من المحقق العدلي، قال: «لا اعتقد ان ثمة عاقلا في لبنان يمكن ان يعطي عملا من هذا النوع اذا تم اثباته في نهاية التحقيق، والذين اوقفوا ينتمون الى فريق عمل ولا ينتمون الى طائفة محددة وكل واحد منهم ينتمي الى طائفة، وبالتالي لم تتم عملية التوقيف او الاشتباه بهم او الادانة او التهمة اذا صدرت نهائيا لانهم ينتمون الى هذه الطائفة او تلك، هم ينتمون الى فريق عمل يتحمل مسؤوليات معينة في مرحلة معينة ارتكبت فيها هذه الجريمة الارهابية التي اودت بحياة الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان، لذلك المسألة ليست مسألة طائفية، ولا اعتقد ان احداً بامكانه ان يغطي نتيجة من هذا النوع اذا ثبتت هذه النتيجة».