{الذاكرة العراقية} تؤرشف تاريخ العهد السابق

عمان: معد فياض:

وثقت «مؤسسة الذاكرة العراقية» اكثر من 400 ساعة تصوير (اشرطة فيديو) و11 مليون وثيقة تم نقلها على انظمة الديجتال وسجلت افادات اكثر من 50 من ضحايا النظام العراقي السابق، من اؤلئك الذين تعرضوا للتعذيب او اعدمت عوائلهم.
ذكر ذلك مصطفى الكاظمي، المسؤول في المؤسسة، التي انشئت عام 2003 لتوثيق السجلات والافلام التي عثر عليها في الدوائر الامنية والقصر الجمهوري بعد سقوط نظام صدام حسين. وقال الكاظمي لـ«الشرق الأوسط»، «ان اعمال المؤسسة تأتي امتدادا للجهود التي بدأها الباحث والكاتب كنعان مكية، الذي قام بحفظ سجلات حزب البعث العراقي وتحليلها، من خلال انشاء مشروع التوثيق والبحث ضمن مركز الدراسات الشرق اوسطية المرتبط بجامعة هارفارد الاميركية، حيث بدأ العمل مع وثائق تم العثور عليها خلال الانتفاضة عام 1991. وبعد سقوط نظام صدام في 2003 انتقل مشروع التوثيق والبحث العراقي الى بغداد تحت اسم «مؤسسة الذاكرة العراقية»، التي وسعت مهماتها لتشمل توثيق كافة حقائق التجربة العراقية تحت الحكم الديكتاتوري الذي امتد ما بين 1968 الى 2003».

وقال الكاظمي: «ادهشتنا دقة الوثائق التي تركها النظام السابق، خاصة في ما يتعلق بالجانب الأمني للمواطنين، وتصوير اعمال التعذيب والاعدام لعرضها امام الاخرين لترهيبهم»، مشيرا الى انهم وجدوا سجلات كبيرة جدا وضخمة تحتوي على اسماء الطلبة العراقيين منذ دراستهم الثانوية واستكمالا لحياتهم العملية مع ملاحظات امام كل اسم، حول انتمائه السياسي والميول السياسية لعائلته، وان كان احد افراد عائلته حتى الدرجة الرابعة معدوما او هاربا، لتوضع ملاحظة امام اسم الطالب حتى لا يتم قبوله في الكليات الحساسة او لا يكمل دراسته العليا، وحتى لا يعين في وظيفة جيدة.

وكشف الكاظمي عن وثيقة كتبها خير الله طلفاح، خال صدام حسين، وهو الذي تولى تربيته منذ طفولته وزوجه ابنته ساجدة، وقال «الوثيقة هي تقرير يحمل توقيع طلفاح، يتهم فيه صدام بالفجور وسوء الاخلاق منذ طفولته وانه (صدام) كان يتردد في شبابه على بيوت الدعارة، ويصفه بانه زنديق كبير وميوله اجرامية».

ويتحدث التقرير عن «اضطهاد صدام لزوجته ساجدة، وانه كان يضربها ويعتدي عليها». وقد حملت الوثيقة، حسب الكاظمي، هامشا بالقلم الاحمر بخط صدام يقول فيه «يحفظ».

ومن الحالات التي وثقتها المؤسسة لقاء مع سيدة عراقية اسمها دعاء الشاوي، 24 سنة، كانت قد ولدت في سجون مديرية الامن العامة وقد اعدم والداها وتم تسليمها الى جدها، ولم تعرف دعاء باعدام والديها الا بعد سقوط نظام صدام وكانت تأمل في لقائهما».