إغلاق صحيفة laquo;التجمعraquo; اليسارية المصرية بسبب تعثرها ماديا



القاهرة: عبده زينة وعصام فضل


في تحرك قبطي جديد علمت laquo;الشرق الأوسطraquo; أن رجل الأعمال القبطي هاني عزيز اتفق على شراء صحيفة laquo;المواطن الحرraquo; الناطقة بلسان الحزب الدستوري الحر الذي يترأسه ممدوح قناوي وتأتي هذه المحاولة بعد محاولات سابقة اشهرها محاولة رجل الأعمال القبطي الهارب رامي لكح شراء صحيفة laquo;الحريةraquo; وكذلك محاولة أيمن نور رئيس حزب الغد المحبوس مع لكح شراء صحيفة الأمة الناطقة بلسان حزبها. فيما قرر حزب التجمع اليساري laquo;المعارضraquo; إيقاف إصدار صحيفته الثانية laquo;التجمعraquo; بسبب تعثر الصحيفة ماديا وتراكم ديونها لمؤسسة الأهرام التي تطبع وتوزع الصحيفة إلى نحو 270 ألف جنيه مصري ( نحو 47 ألف دولار). وقال هاني عزيز لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; إن الاتفاق لازال محل التفاوض مرجحا إبرامه خلال أيام وقال ان الصحيفة المتوقفة حاليا عن الصدور قد تعاود الصدور بعد العيد مباشرة.
ونفي عزيز أن تكون الصحيفة موجهة لخدمة الكنيسة أو التحدث باسم الأقباط وقال أنها ستكون ليبرالية تعبر عن كل المصريين دون تمييز أو طائفية وهذا هو سبب الاتفاق مع الحزب الدستوري لأنه حزب ليبرالي، مؤكدا أن الصحيفة لن تعارض أو تهاجم الحزب الوطني الحاكم على الإطلاق باعتباره أحد المنتمين للحزب.

وأضاف عزيز أنه لم يتم الاتفاق بعد على شراء الصحيفة أو مجرد تمويلها لافتا إلي أن اقرب الأسماء لتولي منصب رئيس التحرير الصحافي وجدي قنديل رئيس تحرير مجلة أخر ساعة السابق. وتوقفت صحيفة المواطن الحر الناطقة باسم الحزب الدستوري عن الصدور بعد تعرضها لازمة مالية كبيرة دفعت رئيس الحزب لإجراء مفاوضات متعددة مع بعض رجال الأعمال من اجل تمويل الصحيفة غير أنها باءت بالفشل.

إلى ذلك فوجئ قراء صحيفة raquo; التجمعraquo; أن عدد أمس laquo;السبتraquo; الذي حمل رقم 272 هو الأخير حيث تضمن إشارات إلى توقف الصحيفة نهائيا بسبب الأزمة المالية واعتذارا للقراء كما أفردت مساحات كبيرة بالعدد لمقالات عدد من الكتاب والنشطاء السياسيين حول تقييمهم لتجربة الصحيفة التي استمرت نحو عامين. واعتبر الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب إغلاق الصحيفة خسارة كبيرة موضحا أن حزبه مضطر إلى إيقافها بسبب الأزمة المالية. فيما قال أبو العز الحريري نائب رئيس الحزب رئيس مجلس إدارة الصحيفة لـlaquo;الشرق الاوسطraquo; أنه لا يزال لديه أمل كبير في استئناف صدورها وأنه يحاول إيجاد مخرج للازمة رغم عدم تحقيق أي تقدم في هذا الاتجاه. ولفت إلى إن مؤسسة الأهرام أبدت تفهما كبيرا ووافقت على جدولة الديون لكنها تطلب تسديد جزء كبير من الدين كدفعة أولى. وقال laquo;الوضع الراهن غاية في السوء فإذا استطعنا تسديد الدفعة الأولى فإن الديون ستستمر في التراكم بسبب عدم وجود مواردraquo;.

وقررت الأمانة العامة للتجمع في اجتماع لها منتصف الأسبوع الماضي إيقاف الصحيفة نهائيا بعد أن تلقت تقريرا أعدته لجنة شكلت لبحث الأوضاع المالية للصحيفة حيث أكد التقرير أن الحزب لن يستطيع الاستمرار في إصدار الصحيفة لأن استمرار الصدور يعني تراكم الديون. وأوصى التقرير بالاكتفاء بالصحيفة الرئيسية للحزب laquo;الأهاليraquo; التي تصدر أسبوعيا وإغلاق laquo;التجمعlaquo;. وتم تعليق تنفيذ القرار إلى حين صدور العدد الأخير الذي صدر أمس لإعطاء فرصة لرئيس مجلس إدارة الصحيفة لتقديم حلول مادية وهو ما لم يتحقق فتم تنفيذ قرار الإغلاق.

وتناوب على رئاسة تحرير صحيفة التجمع خلال فترة صدورها التي استمرت نحو عامين ثلاثة رؤساء تحرير هم أحمد الحصري ومدحت الزاهد وأحمد جودة رئيس التحرير الحالي.

وتعتبر الأزمة المالية للصحيفة تعبيرا عما تعانيه الصحف الحزبية والخاصة في مصر من نقص الموارد المالية والذي يرجع بالأساس إلى ضعف توزيع الصحف المصرية بشكل عام حيث تعتمد الصحف كافة على حصيلة الإعلانات في تمويلها وهو ما يضعها أمام خيارات صعبة بين الالتزام بسياستها التحريرية وتأثير ذلك على حصيلتها من الإعلانات.