بدلا من ملاحقة الجميلات والمشاهير

لندن ـ كابل، الشرق الأوسط

مصورو الـ laquo;بابا راتزيraquo; في العالم يعانون صعوبات جمة، اولها بالطبع السمعة السيئة للغاية التي يتمتعون بها، والتي ترسخت عقب الحادث القاتل لأميرة ويلز الراحلة ديانا خلال ملاحقة المصورين لها، كما ان مهنتهم وان كانت مرتبطة بنجوم ونجمات العالم، وما يصاحب هذا من أضواء وجمال ومال، الا انهم يعانون الامرين حتى يحصلوا على صورة واحدة، وقد يظلون اياما بلا نوم في سبيل التقاط صورة بعدة الاف من الدولارات. لكن ماذا لو كانت متاعب المهنة هذه كلها موجودة بدون مزايا وجود نجمات جميلات لالتقاط صورهن؟

هذا هو تحديدا الوضع الذي يعيشه اول مصور افغاني laquo;باباراتزىraquo;، فهذا الشاب بكاميراته laquo;اليوشيكاraquo; الروسية الصنع، يقف امام بوابة المحكمة في العاصمة كابل في انتظار التقاط اي صورة حول المحاكمة التي تشغل افغانستان اليوم، وهي قضية شخص يدعى عبد الرحمن يحاكم حاليا امام المحكمة تتهمه افغانستان بالارتداد عن الاسلام. laquo;الباباراتزيraquo; الافغاني الشاب لا يستطيع استئجار دراجة نارية، ووسيلته الوحيدة للتنقل وراء الاشخاص الذين يريد التقاط صور لهم هي الدراجة الهوائية، التي هي وسيلته ايضا لنقل صوره الى الصحف الافغانية اليومية. وقد بدأت محاكمة عبد الرحمن البالغ من العمر 41 عاما اول من امس. وتشغل قضيته الرأي العام الافغاني، فهي اول محاكمة من هذا النوع منذ سقوط نظام طالبان.

وقال انصار الله مولاي زاده احد قضاة المحكمة العليا ان عبد الرحمن سجن منذ اسبوعين بعد ان كشف اقاربه للشرطة اعتناقه المسيحية. وأضاف القاضي ان laquo;هذا الرجل اعتنق المسيحية، وهو يحاكم على هذا الاساس منذ الاسبوع الماضيraquo; امام محكمة عادية، من دون تحديد موعد انتهاء المحاكمة. وأوضح القاضي ان عقوبة الاعدام قد تنزل بحق عبد الرحمن.

ولان القضية ساخنة، يريد الافغان رؤية صور المتهم وهو في المحكمة، وصور القاضي والشهود، الى غير ذلك، وهنا يأتى دور المصور الافغانى الذي بات هو شخصيا محط اهتمام بسبب عدم اعتياد الافغان على هذا النوع من المصورين الصحافيين. وفي حال اعدامه، سيكون عبد الرحمن اول افغاني يعاقب بسبب اعتناقه ديانة اخرى منذ اواخر 2001. وقال ممثل الادعاء انه عرض اسقاط القضية، اذا ما تراجع المتهم عن معتقداته.