الإثنين: 2006.08.21


القاهرةـ الخليج

أثارت التعليمات التي وزعتها وزارة الأوقاف المصرية على أئمة المساجد، بعدم الدعاء على اليهود في الصلاة، جدلاً واسعاً بين فقهاء وعلماء الدين في مصر. فبينما يرى كثيرون أن الدعاء على اليهود ldquo;واجب شرعي يدخل في باب المعلوم من الدين بالضرورةrdquo;، ينظر آخرون إلى مثل هذا الأمر باعتباره ldquo;مراهقة فكرية يعاني منها كثير من الأئمةrdquo;.

وأصدر الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري تعليمات مشددة قبل أيام تحظر على أئمة المساجد الدعاء على اليهود في صلاة الجمعة، وبرر الوزير تعليماته بأنه يرفض أن تدخل المساجد المصرية طرفا في الجدل السياسي السائد في المنطقة حالياً، وهو التبرير الذي رفضه كثير من الأئمة، مشيرين إلى أن أهمية الدعاء باعتباره ldquo;مخ العبادة، وأقل ما يمكن أن يقدمه المستضعفون لنصرة إخوانهم في بلاد الإسلامrdquo;.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه أئمة مساجد في مصر تعليمات الوزير لا تعدو أكثر من ldquo;منع سياسيrdquo;، لن يثنيهم عن مواصلة ما بدأوه، خرجت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر برأي مخالف حيث ترى أن توعية المصلين بحقيقة اليهود، وما تخطط له الصهيونية العالمية أفضل بكثير من مثل هذا السلوك، الذي يقترب كثيرا مما يمكن تسميته ldquo;دعاء العجائزrdquo;، وتقول الدكتورة نصير: ldquo;اشعر بحنق شديد على هذا النوع من الدعاء، فلابد أن أكون إنسانا قويا وان استعد جيدا بمعرفة حقيقة عدوي بدلا من الاكتفاء بدعاء العجزةrdquo;.

الشيخ عبد الله مجاور أمين عام الدعوة والإعلام الديني بالأزهر الشريف، رفض بشدة التقليل من شأن الدعاء على اليهود، مشيراً إلى أن الدعاء على من يقتلون النساء والأطفال والشيوخ في لبنان وفلسطين يعدّ واجباً شرعاً، ومن ثم فإن الذين يقللون من شأن الدعاء فإنهم في حقيقة الأمر ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة لقول الله عز وجل ldquo;وقال ربكم ادعوني استجب لكمrdquo;.

وتفرض وزارة الأوقاف المصرية نفوذها على عشرات الآلاف من المساجد الكبرى في مصر، فضلا عن العديد من الزوايا الصغيرة في الأحياء والمدن المختلفة، وتخصص الوزارة لكل مسجد من هذه المساجد مقيما للشعائر يضطلع برفع الأذان للصلوات الخمس، فضلا عن إمام يختص بخطبة الجمعة في كل أسبوع.

وتصب المساجد المصرية اللعنات على ldquo;إسرائيلrdquo; في صلاة الجمعة من كل أسبوع، فيما تعد صلاة القيام طوال أيام شهر رمضان فرصة ذهبية للعديد من الأئمة والمصلين على حد سواء لاستنزال اللعنات على الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها ldquo;إسرائيلrdquo;، وبخاصة في مسجد عمرو بن العاص الذي يقصده الآلاف في العشر الأواخر من شهر رمضان من كل عام، لدرجة تدفع السلطات المصرية إلى إغلاق الشوارع المحيطة به ليفترشها المصلون القادمون من كل حدب وصوب، للصلاة في محراب الجامع العتيق، وللتنفيس عما يجيش في نفوسهم من غضب ldquo;على ldquo;إسرائيلrdquo; ومن والاهاrdquo;.