بهدف قطع الطريق على quot;الشعبيquot;والقبليين في الشارع



السياسة

تداولت أوساط سياسية قريبة من الكتلة الإسلامية وأخرى من كتلة المستقلين مقترحا للإعلان عن كتلة سياسية جديدة باسم raquo;تجمع المحافظين laquo; تكون نواة لإنشاء حزب سياسي استعدادا لترتيب أوراق القوى المنضوية تحت الكتلتين الحاليتين ولضمان تمثيل نيابي موسع لها في البرلمان المقبل الذي سيشهد فيه التنافس مسارا جديدا بعد أن اعتمد مجلس الأمة الحالي تعديل قانون الدوائر الانتخابية وجعلها خمس دوائر الأمر الذي رجحت معه هذه الأوساط أن فرص الفوز ستكون للكتل الكبيرة المنظمة وليس للعمل الفردي أو حتى القوائم الثنائية أو الثلاثية التي قد يلجأ إليها بعض الطامحين في المقاعد النيابية مستقبلا.

وقالت مصادر قريبة من هذه الأوساط لmacr; raquo;السياسةlaquo; إن فكرة إعلان تجمع المحافظين كانت قد طرحت قبل سنوات عدة ضمن إطار ضيق داخل قوى إسلامية بهدف احتواء الآثار السلبية التي واجهت هذه القوى بعد إخفاقها في قضايا عدة شعبية طرحت على الساحة آنذاك وسرعت عملياً الإعلان عن الكتلة الإسلامية في مجلس الأمة لإخفاء ملامح ذلك الإخفاق, غير أن بروز سياسيين جدد من رحم التيارات القبلية ينافسون المنتمين للتيار الإسلامي من أبناء القبائل ذاتها دفع مخططي القوى الإسلامية إلى مراجعة التكتيكات التي يستخدمونها لإيصال عناصر قريبة منهم أو على أقل تقدير يمكن الاستفادة منها عدديا لتمرير مشاريع تشكل أولويات قصوى لدى القواعد المحافظة ولا تتناقض مع الإطار العام للقوى الإسلامية تلك.

ومثلت هذه المصادر بإخفاق ثلاثة من أعضاء الحركة الدستورية على الأقل في الفوز برضا قبائل ينتمون إليها في التصفيات التي نظمتها هذه القبائل لمرشحيها في الانتخابات الأخيرة وهم جمعان العازمي ومبارك صنيدح العجمي وتركي العتيبي فيما أخفق السلفي عيد هذال الرشيدي الأمر الذي يعني أن التيارات القبلية التي كانت تمد الإسلاميين بالقوة فيما مضى باتت تشكل هاجسا جديدا لهم في القادم من الأيام وهي الأشد, حيث ستكون القبيلة لا سواها قوة الدفع التي تمد هذه القوى بالوقود اللازم لها للبقاء في العمل السياسي وبخاصة أن نظام الدوائر الخمس لن يلغي سيطرة قوى قبلية على الأغلبية العددية في بعض تلك الدوائر ما يجعلها في وارد إجراء تصفيات أولية لمرشحيها أيضا لضمان تمثيلها في البرلمان المقبل .

وأردفت المصادر بالقول إن القوى الإسلامية التي حركها هذا العامل لم تتغافل عن عامل آخر قد يجعلها في وضع حرج إن لم تسارع إلى احتواء الأوضاع وهو تحرك كتلة العمل الشعبي إلى تنظيم صفوفها والرغبة في التمدد الأفقي على طول خارطة الدوائر الجديدة, يساعدها في ذلك دفعة التأييد الكاسح الذي حققه نوابها الأساسيون وهم أحمد السعدون ومحمد الخليفة ومسلم البراك ومرزوق الحبيني وعدنان عبد الصمد وحسن جوهر في دوائرهم وفوزهم بالمراكز الأولى وبفارق كبير نسبيا عن منافسيهم من القوى والتكتلات الأخرى, وهو ما يعني نمو قوتهم فيما إذا عمدوا فعليا إلى تكوين منظومات لهم في المناطق المختلفة واستقطبوا أبناء القبائل والطوائف المذهبية على تنوعها وهو ما لم تستطعه القوى الإسلامية حتى اللحظة إذ لم تظفر بتأييد أو التنسيق مع القوى الإسلامية الشيعية وتتخذ بعض أطرافها موقفا متحفظا تجاه التعاون معها وهو ما ألمحت المصادر إلى أنه إحدى العقبات المطروحة للنقاش في أوساط الإسلاميين حيث تمثل بعض القوى الشيعية حجر زاوية في تكتل المستقلين ولا يمكن بأي حال الوصول إلى اتفاق حقيقي دون أن يكون لهذه القوى دور في بلورة بنود ذلك الاتفاق.

ورجحت المصادر أن تتنادى القوى الإسلامية لمؤتمر عام يجمع كل أطيافها قريبا لبلورة صياغة عامة للرؤى والأهداف والآليات التي يمكن اعتمادها للإعلان عن تلك الولادة بعدما يصار إلى الاتفاق بشأنها مع قوى فاعلة في كتلة المستقلين, والتي يسعى بعض أعضائها حاليا إلى إعداد ورقة أولية في النتائج المرجوة من ذلك التكتل الجديد قبل أن يطرح للنقاش العام في اجتماعات المستقلين التي لن تبدأ فعليا قبل النصف الثاني من شهر سبتمبر الجاري.