محمد ناهض القويز


لنسأل التاريخ:
ليت البابا استشهد بشواهد تاريخية ولم يكتف بنقل من العصور الوسطى.

هل في التاريخ الإسلامي مايقابل الحروب الصليبية وجرائمها.

هل في التاريخ الإسلامي مايقابل حروب الإبادة في أسبانيا ومحاكم التفتيش أو ما مورس من قتل شعوب كاملة في الأمريكتين أو في الفلبين.

هل في التاريخ الإسلامي مايقابل استعمار الأمس وإمبريالية اليوم.

الإسلام الذي دخل الهند أعطى الهنود حرية العبادة وحفظ لهم حقوقهم.

الباعث على التصريح:

لعل من الغريب أن يصدر تصريح البابا بعد صدور تقرير مفزع من الكنيسة عن عزوف شباب المسيحية عن الكنائس وعن ممارسة الصلوات يقابل ذلك إقبال شباب المسلمين على العبادة بشكل متزايد. ومن هنا كان لابد للبابا أن يحيي الحس المسيحي من خلال الافتراء والتقاطب بدلا عن الحوار والتقارب.

الإسلام الدين الأسرع انتشارا:

ليس فقط بين غير المؤمنين ولكن هناك أعداد كبيرة من المسيحيين يدخلون الإسلام مقابل حالات نادرة معاكسة وهذا لاشك يقلق الكنيسة ويخلط أوراق البابا العنصرية مع الدينية كما خلط بوش دينه وأطماعه.

بل إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تحول له علماء دين من المسيحية واليهودية وغيرها من الأديان.

كنت سأعذر البابا:

لو جاء تعليق البابا على ماتمارسه جماعات تنتمي إلى الإسلام من عنف وإرهاب لعذرته. ولكن ادعاء أن الإسلام دين عنف جاء من خلال قوله بأن الدين لم يضف جديداً بعد المسيحية إلا الشر والعنف ووصفه للرسول صلى الله عليه وسلم بداعية العنف فهذا مالايقبله حتى المنصفين من اليهود والمسيحيين فالإسلام هو الذي كرم أقباط مصر ورفع عنهم ظلم إخوانهم في الدين وهو الذي حمى يهود الأندلس ويهود البلاد العربية ومسيحييها خلال قرون. الإسلام حرم قتل أهل الكتاب في غيرما حرب وحرم هدم بيوت العبادة وحفظ لهم أموالهم وأعراضهم. ولعل هذا هو مادفع بعض الصحف الغربية إلى وصف تصريح البابا بالخطأ الفادح.

الجماعات الإرهابية فرحة بتصريح البابا:

هللت الجماعات الإرهابية quot;الإسلاميةquot; فرحاً بتصريح البابا فهو يصب الزيت على نارها وستحاول استغلال عاطفة المسلمين لتجنيد المزيد من الشباب. ويجب أن لايترك المجال لهم لممارسة دور المدافع عن الإسلام وقد سفكوا دم أبنائه.

لن يدفعنا تجني البابا إلى العنف:

عندما نتحدث عن الجرائم التي اقترفت باسم الكنيسة فنحن نتحدث عن تاريخ لايمكن إنكاره. لسنا نتصيد سقطات كسقطات ابن لادن أو ما مارسه الأتراك من مجازر باسم الإسلام والإسلام منهما براء لنشن حرباً على المسيحية كما يفعلون. وبرغم تجني البابا فإن للمسيحية عندنا كمسلمين منزلة قريبة إلينا لايصلها غيرهم من أهل الملل الأخرى. وأتمنى أن لاتطغى العاطفة على العقل في ردة فعلنا كمسلمين. فالرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن هدم بيوت العبادة في الحرب ولا شك أنها تحظى بذات الحصانة في وقت الإستفزاز البابوي.

الرد بالمطالبات السلمية:

إن ماحدث من مظاهرات صحبتها مظاهر عنف واعتداء على الكنائس في بعض البلاد الإسلامية يتنافى مع الإسلام بل يصب فيما قاله البابا عن العنف ويؤيده في ادعائه. المطالبة بالاعتذار ضرورية وتقديم الإسلام العالمي هو الحل. إن ردات الفعل المتسرعة أورثتنا مصائب على مر الدهور ولا بد من الاستفادة من تجاربنا.