ارتفاع عدد المصابين بالتسمم إلى 338 وترجيح ظهور النتائج النهائية لفحوصات مخبرية تبحث عن أسباب الحادثة خلال يومين

حنان الكسواني وإيمان الفارس وسلافة الخطيب

ارتفع عدد المصابين بالتسمم في بلدة ساكب بمحافظة جرش إلى 338 حالة بعد رصد 19 إصابة جديدة أمس، في وقت كشفت فيه وثائق رسمية عن أن وزارة الصحة كانت حذرت قبل نحو أسبوعين من quot;كارثة بيئية وصحيةquot; في المنطقة جراء انسياب مياه الصرف الصحي في شوارع البلدة بمحاذاة أنابيب مياه الشرب.

وبحسب الوثائق التي حصلت quot;الغدquot; على نسخة منها، فإن وزارة الصحة حذرت في كتب وجهتها إلى المجلس الأعلى للسلامة العامة ووزارة المياه، من انتشار الأمراض والأوبئة في ساكب، مطالبة بإيجاد حل quot;عاجل وسريعquot; لمشكلة المنطقة حفاظا على الصحة العامة، إلى جانب تفعيل لجان السلامة العامة في البلدة.

وترجع الوثائق نفسها انسياب مياه الصرف الصحي quot;في كل الاتجاهات في شوارع البلدةquot; إلى عجز سكان البلدة، المقدر عددهم بنحو 10 آلاف نسمة جلهم من ذوي الدخل المحدود عن استئجار صهاريج نضح لتفريغ الحفر الامتصاصية، جراء ارتفاع تكلفة الصهاريج بعد قرار وزارة المياه منع الصهاريج من تفريغ حمولتها في محطة تنقية جرش.

وردا على ذلك، أكد مصدر مسؤول في وزارة المياه والري لـquot;الغدquot; أن الوزارة ردت على تلك الوثائق رسميا، وأوضحت أنها باشرت منذ مطلع الشهر الحالي بإنشاء محطة صرف صحي في غرب جرش بتكلفة تصل نحو 21 مليون دينار.

وأضاف المصدر نفسه، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن وزارة المياه أبلغت وزارة الصحة بأن المشكلة ستحل من جذورها فور الانتهاء من هذه المحطة التي ستخدم المنطقة، لتبديد مخاوف وزارة الصحة بحدوث quot;كارثة بيئية وصحيةquot; التي كشفت عنها في مخاطباتها الرسمية.

بيد أن quot;الصحةquot; كانت طلبت في نفس الوثائق من quot;المياهquot; السماح للصهاريج بتفريغ حمولاتها في محطة جرش إلى حين الانتهاء من إقامة المحطة الجديدة، خصوصا وأن مواطنين في ساكب عمدوا، في ظل عجزهم عن استئجار صهاريج نضح، إلى شق قنوات خاصة لتفريغ المياه العادمة من حفر منازلهم الامتصاصية إلى الشوارع والأزقة ما أدى إلى تشكل برك مياه آسنة في المنطقة تجاور أنابيب مياه الشرب.

وبينما كانت المخاطبات الرسمية دائرة بين الجهات الرسمية، تفاقمت الأوضاع في ساكب حتى وصلت إلى رصد الإصابات بالتسمم الجماعي في البلدة، والتي سجلت أولى حالاتها في ساعات صباح أول من أمس السبت في مستشفى جرش الحكومي.

وخلال الشهرين الماضيين، عمدت مديرية مياه محافظة جرش إلى قطع المياه مرتين عن أحياء في ساكب، بعد أن كشفت فرقها الفنية عن وجود قنوات مياه عادمة تمر بجوار خطوط مياه الشرب، بحسب الوثائق نفسها.

وفي كلا المرتين، قامت فرق المديرية بتنظيف خزانات المياه وتزويد المشتركين بصهاريج مياه مجانية كما تم العمل على تغيير الشبكة واستبدال الخطوط القديمة التي من المحتمل أن تسبب الثلوث.

وبعد أن حط ركب التسممات الجماعية في ساكب أول من أمس ليسجل الحادثة الخامسة من نوعها في المملكة منذ مطلع العام الحالي، أوفدت وزارة الصحة فريقا وبائيا استقصائيا إلى البلدة للتحري عن وجود جرثومة الكوليرا والشاغيلا والسالمونيلا في البلدة.

وبينما ينتظر أن تصدر اليوم، بحسب المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الرواشدة، نتائج أولية لفحوصات مخبرية على عينات من مواد غذائية تناولها المصابون بالتسمم من مطعم شعبي في جرش جرى إغلاقه كإجراء احترازي بعد رصد حالات التسمم، لم يتحدد حتى الآن بصورة قطعية السبب المباشر وراء حالات التسمم. ورجح الرواشدة أن تظهر خلال اليومين المقبلين النتائج النهائية التي يتسنى بعدها تحديد سبب التسمم والعمل على معالجته.

وكانت نتائج فحوصات على عينات مخبرية لبراز من مصابين بالتسمم في ساكب، التي يصل متوسط تعداد الأسرة فيها إلى 15 فردا، عن إصابتهم بطفيلية (انتأميبيا هوستلتيكا)، وفق تصريح سابق لمدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور سامي الدليمي.

ورغم أن طفيلية (انتأميبيا هوستلتيكا) تنتج عن تلوث في المياه، إلا أن نتائج فحوصات مخبرية أجرتها مختبرات وزارة المياه والري على حوالي 16 من أصل 50 عينة مياه مأخوذة من خزانات مصابين بالتسمم في بلدة ساكب أثبتت خلوها من أي ملوثات، بحسب مصدر رسمي في الوزارة.