تركي الدخيل

رائعة جداً، هي الخطوة التي أقدمت عليها جامعة الملك سعود، أول من أمس، عندما عينت ستة محامين ومحامية واحدة للدفاع عن طلبة الجامعة من الجنسين، وتمثيلهم قانونياً في حال تظلمهم من أساتذة الجامعة، وفعالياتها الإدارية والأكاديمية.
إن الوثيقة الحقوقية التي تحدث عنها مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان، والتي تعتبر وسيلة طلابية للرقابة على مدير الجامعة ووكلائها وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، ستساهم بشكل عملي في نشر الثقافة الحقوقية والقانونية في المجتمع السعودي، فطلبة الجامعة هم مفاصل اتخاذ القرار في البلاد غداً، وهم قادة المجتمع في المقبل من الأيام.
أقول إن هذه الخطوة رائعة، لأن التخلي عن الصلاحيات المطلقة التي كانت إدارة الجامعة، ممثلة بمديرها ووكلائه يحوزونها، إلى إشاعة روح الحقوق، وبث الروح القانونية، إدراكٌ واعٍ وراقٍ لهدف كان يغيب في الزحام كثيراً، وهو أن الجامعة لم توجد من أجل الأساتذة والأكاديميين، ولا من أجل الإدارة والإداريين، بل وجدت من أجل هذا الطالب... فقط.
كان الطالب لعهود مضت، هو الحلقة الأضعف، في هذه المنظومة، لجهة حصوله على حقوقه، ورد الظلم الذي قد يقع عليه من قبل من هم أعلى منه إدارياً، سواءً كانوا أساتذة جامعة، أو إدارة أو غير ذلك.
كثيراً ما ننسى في خضم الانشغال بالتفاصيل الفكرة الرئيسية، فالمعمعة الإدارية تُنسي من يمارس العمل الإداري أو الأكاديمي أحياناً، أن هذا الطالب المسكين، هو لب العملية التعليمية، وأن حصوله على حقوقه غير منقوصة، واجب لا منّة فيه لأحد، وأن التعسف في استخدام الصلاحيات التي تمنحها التراتبية الإدارية أو الأكاديمية في ظلم الطالب، هو خروج بالمعادلة من تركيبتها الصحيحة.
قد يغضب بعض أساتذة الجامعة من هكذا قرارات، وأستغرب غضبهم، إلا إذا كان هذا الغضب تطبيقاً للمثل: اللي في بطنه ريح... ما يستريح!