أتحسب من محاولات الوقيعة بين السُّنة والشيعة ولا ألتفت إلى معلومات حول تشييع السُّنة في بعض دول المنطقة


حوار أجراه في القاهرة : عبد الله كمال

قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الرياض في 28 و29 مارس الجاري، وبينما الملفات الساخنة تفرض تحدياتها على القادة العرب، أجريت هذا الحوار مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك، السبت قبل الماضي... وتفضل الرئيس بأن ترك لي حرية اختيار موعد النشر الملائم، قبيل انعقاد القمة بالطبع.
والحوار، الذي عبر فيه الرئيس المصري عن آراء ومواقف وكشف أخبارا عديدة، تناول قضايا متنوعة كلها تصب بصورة أو أخرى على جدول أعمال القمة والاتصالات المعلنة وغير المعلنة التي تتم من أجل الاعداد لها.

ومن ثم فان الحوار تم بناؤه من جانبي، بحيث لم يتطرق الى عديد من المسائل الداخلية المثارة. واقتصرت أسئلتي، فقط، على ملفات القمة والأمن الاقليمي.
ويكتسب هذا الحوار - والذي تنشره laquo;الرايraquo; اليوم بالتزامن مع صحيفة laquo;روز اليوسفraquo; المصرية اليومية - أهميته من شخصية المتحدث، رئيس مصر، بكل مكانتها وبكل خبرته وبكل جوانب رؤيته واتصالاته المستمرة والمتشابكة وفي أنه الحوار الأشمل حول كل الملفات العربية.

وفي ما يلي نص الحوار:

bull; سيادة الرئيس، كل عام وأنتم بخير لمناسبة اقتراب موعد القمة العربية المقبلة في الرياض. وأبدأ بسؤال قد تكون اجابته معروفة لكن لابد من أن أطرحه: هل ستحضرون القمة؟ وهل حضوركم لها بمثابة القيام بعمل روتيني سنوي معتاد؟ ووفق أي معايير تقررون حضور قمة او عدم الحضور؟

- القمة العربية المقبلة تأتي في توقيت دقيق، وهي تتناول كما تعرف قضايا وملفات مهمة وساخنة على الساحتين العربية والاقليمية.
بالنسبة للحضور، أقول: نعم سأشارك في أعمالها، وأثق أن جميع الزعماء العرب حريصون على أن ترقى نتائجها لمستوى تطلعات الشعوب العربية، تجاه القضايا المصيرية لعالمنا العربي في هذه المنطقة المضطربة من العالم.
وعموما، فان اعتماد مبدأ سنوية انعقاد القمة العام 2002 في بيروت، كان بمثابة دفعة قوية للعمل العربي المشترك. وبالطبع، الاجتماعات على مستوى القمة تمثل اطاراً للتشاور والتنسيق بين الزعماء العرب حول قضايا الأمة، ولذلك أحرص دائما على المشاركة في القمم العربية ما لم يحل دون ذلك ارتباطات مسبقة تتعلق بمتابعة قضايا الداخل.

bull; قلت laquo;ان القمة تأتي في توقيت دقيقraquo;. لكن سؤالي التالي هو: كيف تصف هذه القمة؟ وهل تعتقد أنها ستسفر عن قرارات غير متوقعة؟

- هي قمة مهمة من دون شك.

bull; لماذا؟

- بالنظر لما تشهده المنطقة حاليا من أزمات وصراعات وتحديات... دي كلها أمور تمثل تهديداً للأمن العربي والاقليمي. عندك التطورات على الساحة الفلسطينية... وسواء التطورات في العراق ولبنان وانعكاسات المواجهة بين ايران والغرب على منطقة الخليج والشرق الأوسط، فضلاً عن الأوضاع في دارفور والصومال. كل هذه القضايا المهمة وغيرها ستكون محلاً للتشاور والتنسيق بين القادة العرب في الرياض.

bull; ما هو هدف التشاور والتنسيق... الى ماذا سيسعى القادة؟

- العالم العربي يقف في مفترق طرق وعلينا أن نسعى لبلورة مواقف وخطة تحرك مشتركة دفاعاً عن قضايانا ومصالح دولنا وشعوبنا. والمتطلب الرئيسي لتحقيق ذلك هو laquo;جمع الشملraquo; وتنقية الأجواء العربية وتوحيد الصف. فنحن الآن في حاجة للتضامن العربي أكثر من أي وقت مضى.

bull; عفوا سيادة الرئيس، لكن على خلاف قمم عربية أخرى، نلاحظ أن الترتيب لأعمال القمة المقبلة والتحضير لها في ما بين الزعماء العرب لم يكن متجسدا بوضوح قبيل انعقادها، فهل هذه الملاحظة صحيحة؟ وهل ذلك - ان كان صحيحا- سيؤثر على مجرياتها ونتائجها؟

- لا أتفق مع هذا الطرح. فالاتصالات جارية بين العديد من العواصم العربية للاعداد للقمة ولتوفير مقومات نجاحها. هنا في مصر نبذل أقصى الجهد لتحقيق ذلك باتصالات مكثفة نعلن عن بعضها، ولا نعلن عن البعض الآخر. ثم ان نتائج القمة رهن بالنجاح في التصدي للملفات المهمة والساخنة المدرجة على جدول أعمالها. واتصالاتنا لا تنقطع مع الأطراف المعنية بهذه الملفات، ومع المملكة العربية السعودية باعتبارها الرئاسة المقبلة للقمة العربية، ومع السودان رئيس الدورة الحالية للقمة، ومع غيرهما من الدول العربية الشقيقة.
ولا تنس، اضافة الى ذلك العملية التحضيرية النشطة للقمة المقبلة على مستوى المندوبين الدائمين والمستوى الوزاري. الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في مقر الجامعة العربية أسفر عن نتائج طيبة تبشر بقمة ناجحة على نحو ما نتمناه.

bull; أود قبل أن أناقشكم في ملفات القمة، أن أتوقف عند أمر له علاقة بآلية الانعقاد، في ما مضى اقترحتم آلية عربية لانعقاد قمم عربية تشاورية، وربما غير رسمية، ووافق عديد من القادة العرب على ذلك.. لكن أيا من تلك القمم لم ينعقد بعد. فهل فتر حماس القادة العرب أم أنه لم تكن هناك ضرورة، وهل هذه الآلية قائمة؟

- اقتراحي الخاص بالقمم العربية التشاورية لاقى ترحيباً عريضاً من الزعماء العرب، وتم بالفعل كما تذكر اعتماد قرار في شأنه في القمة العربية الماضية في الخرطوم. لكن البعض تصور أن المقصود هو عقد قمم تشاورية بين دورات الانعقاد العادي للقمم العربية في مارس من كل عام، وهذا - في حد ذاته - يعد أمرا طيبا ومفيدا، فالاتحاد الأفريقي على سبيل المثال يعقد قمتين سنويا، والاتحاد الأوروبي يعقد عدداً أكبر من القمم على مدار العام.

bull; اذا لم يكن هذا هو تصور سيادتك، ما هو التصور اذن؟

- تصوري للقمم التشاورية يتمثل في عقد laquo;قمم مصغرةraquo; كلما دعت الحاجة بين عدد من الزعماء العرب للتشاور حول قضية أو موضوع بعينه في اطار غير رسمي، يعني اطاراً يتخفف من المسائل الاجرائية المتصلة باجتماعات القمة الرسمية الموسعة. الساحة العربية كثيراً ما تشهد مستجدات لا تحتمل انتظار الانعقاد السنوي للقمة، ويمكن للقمم التشاورية المصغرة أن تتناولها وتخلص في شأنها لمقترحات نتشاور حولها مع باقي الزعماء العرب في الاطار العربي الأوسع.

bull; هل هذه الآلية قائمة بالفعل؟

- طبعا القمم التشاورية المصغرة آلية قائمة بالفعل، وتتمثل في ما يعقده عدد من الزعماء العرب في ما بين بعضهم البعض، على غرار ما تم عقده من قمم مصغرة في ليبيا حول دارفور، والقمم المصرية - السعودية، والمصرية - الأردنية وغيرها. وأنا متمسك بابراز أهمية وجدوى تفعيل هذا الاطار العملي للتشاور العربي خلال مشاركتي في قمة الرياض.

bull; لاشك أن الملف الأول في القمة سيتعلق بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وجمود عملية السلام. كيف ستحاول من خلال القمة دفع النشاط والحيوية في اتجاه هذا الملف؟

- القضية الفلسطينية دي قضية العرب الأولى، القضية الأم، ودي مفتاح الحل لباقي قضايا المنطقة... نقطة البداية لتحريك عملية السلام على باقي مساراتها. أنا حذرت مراراً من جمود عملية السلام وانعكاساته الخطرة على سلم وأمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم. أكدت ذلك - ولا ازال- في اتصالاتي مع جميع الأطراف بما في ذلك الولايات المتحدة وباقي أطراف الرباعية الدولية واسرائيل. نتلقى منذ أشهر قليلة اشارات من عواصم مهمة تؤكد اقتناعها بهذه القضية... الاقتناع دا جه متأخر، لكن نرحب به رغم تأخره.
هناك الآن من يتحدث عن أهمية العودة لمفاوضات السلام وفق laquo;أفق سياسيraquo; يتصدى لقضايا الوضع النهائي، ولم يكن ذلك مطروحاً منذ بضعة أشهر. وهو يأتي استجابة لتحرك مصري - وجهت اليه - يحذر من استمرار جمود عملية السلام، ومن انعدام جدوى الحلول ذات الطبيعة الموقتة أو الأحادية الجانب، ويدعو للعودة للمفاوضات على اتفاق للسلام الشامل بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

bull; وبالتالي يا سيادة الرئيس ما هو المنتظر في القمة شأن هذه القضية، وهي كما تصفها القضية الأم ومفتاح الحل في بقية القضايا؟

- آمل أن تسفر القمة المقبلة عن رؤية واضحة لتحرك عربي يحافظ على الزخم الحالي، ويضع اسرائيل أمام مسؤوليتها في التجاوب مع جهود السلام، والرباعية الدولية أمام مسؤوليتها الموازية في دفع عملية السلام الى الأمام.

bull; هل هناك احتمال بأن تقوم القمة باحياء مبادرة بيروت العربية؟

- مبادرة بيروت لم تمت كي نتطلع لاحيائها في القمة المقبلة. المبادرة طرحت اطاراً واضحاً ومحدداً يجسد مبدأ laquo;الأرض مقابل السلامraquo;، ودا المبدأ اللي اعتمده مؤتمر مدريد. والمبادرة تعرض السلام الكامل مع اسرائيل مقابل انسحابها الكامل لحدود العام 1967.

bull; اذن لماذا ظن البعض أن هناك أمرا معروضا على القمة في شأن المبادرة؟

- هناك أطراف دولية تطلب من الجانب العربي تكثيف الجهود laquo;لتسويقraquo; المبادرة والترويج لها. هؤلاء نقول لهم ان المشكلة ليست في المبادرة العربية وانما في سعي اسرائيل للالتفاف حولها وتحقيق السلام والتطبيع مقدماً دون الوفاء باستحقاقاته. وهناك من يدعو لتعديل المبادرة في ما يتصل بحق العودة للاجئين الفلسطينيين... هؤلاء نقول لهم ان تناول موضوعات الوضع النهائي - بما في ذلك حق العودة - انما يتم حول مائدة المفاوضات ووفقاً لمقررات ومبادئ الشرعية الدولية.

bull; بوضوح أكبر، هل قدمت الدول العربية كل ما لديها من مبادرات، وبقي على اسرائيل أن تستجيب، أم أن المتغيرات تفرض خطوة عربية جديدة؟

- مصر فتحت الطريق للسلام العادل، وتبذل أقصى الجهد لدفع مسيرة السلام العادل. والدول العربية برهنت على صدق توجهها للسلام العادل والشامل والدائم عندما اعتمدت مبادرتها بقمة بيروت العام 2002 وعاودت تأكيدها بالقمم العربية اللاحقة.
اذن ليس من المنطق أن يطالب أي طرف العرب بطرح مبادرات أو اتخاذ خطوات جديدة، وانما المطلوب هو تجاوب اسرائيل مع جهود السلام، وسعي دولي جاد ونزيه يحقق تقدماً ملموساً ومستمراً نحو التسوية النهائية الشاملة.

bull; في السياق نفسه، تحدثتم من قبل عن أن لدى مصر تصوراً لخطة من أجل السلام، وتتحدث مصر عن تصور laquo;نهاية الطريقraquo;. ما هي الخطوط العريضة لذلك، وعملياً كيف نسير في الاتجاه اليه؟

- أنا طرحت هذا التصور على الرئيس (جورج) بوش العام الماضي وناقشته مع الرئيس (فلاديمير) بوتين و(الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير) سولانا والعديد من الأطراف الاقليمية والدولية. المؤكد أن الوضع الراهن لجمود السلام غير قابل للاستمرار... الاجراءات أحادية الجانب ثبت عدم جدواها، والترتيبات الانتقالية مثل اقامة دولة فلسطينية بحدود موقتة وفق المرحلة الثانية لخريطة الطريق لن تجدي بدورها. وبالتالي المطلوب الآن هو laquo;أفق سياسيraquo; يضع معالم laquo;نهاية الطريقraquo; أمام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

bull; ماذا تعني نهاية الطريق؟

- يعني فتح الطريق للعودة للمفاوضات حول قضايا الوضع النهائي: الحدود - المستوطنات - القدس - اللاجئين - المياه - الترتيبات الأمنية، من أجل التوصل لاتفاق للسلام الشامل. هذا التصور من شأنه أن يعطي للجانبين الأمل والثقة في مستقبل السلام، ويحفزهما على السعي لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بحسن نية، والالتزام المتبادل بالتهدئة ووقف العنف وباجراءات محددة لاعادة بناء الثقة وصولا لتنفيذ الاتفاق.
ليس معقولاً أو مقبولاً أن يستمر الحديث عن عملية السلام من دون أن يتطرق للقضايا الرئيسة للحل النهائي، ونحن لا نبدأ من فراغ، فقد كنا أقرب ما نكون لمحددات تسويتها خلال مفاوضات طابا نهاية العام 2000، وآمل أن يستمر الزخم الراهن فيعود الجانبان لمائدة المفاوضات، واتصالات مصر مع الجانبين والأشقاء العرب والرباعية الدولية تدفع في هذا الاتجاه.

bull; يقول بعض المحللين ان هناك نوعا من التنافس بين عدد من العواصم العربية في شأن الملف الفلسطيني - الاسرائيلي، فهل تقبل سيادتكم هذه الفرضية؟

- تنافس ايه... لا محل للحديث عن التنافس. ومن يروج لهذا الحديث انما يستهدف الوقيعة بين الدول العربية والزعماء العرب. القضية الفلسطينية هي قضية العالم العربي والشعوب العربية، وكلنا مطالبون ببذل الجهود للتعامل مع هذه القضية وغيرها من القضايا. هذه الشائعات المغرضة يتم الترويج لها منذ laquo;اتفاق مكةraquo; بين laquo;فتحraquo; وlaquo;حماسraquo;، والمروجون لها يتجاهلون حقيقة التشاور والتنسيق المستمر بيني وبين خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) والعديد من القادة العرب.

bull; من ثم ما هو موقف مصر حين ترغب دولة شقيقة في أن تقدم جهدا في هذا السياق؟

- أنا أرحب دائماً بكل جهد عربي وأتمنى له النجاح، فكلنا في خندق واحد، نتعامل مع قضايا صعبة ونسعى للهدف نفسه.

bull; بالمناسبة، ما هي مبررات اصرار مصر على تبني الملف الفلسطيني؟ أعرف بالطبع أن هناك مسؤولية قومية للدولة القائدة في الشرق الأوسط، لكن هناك من يدعي أن القاهرة تستخدم ذلك في المحافظة على دورها، وبالتالي نسأل: هل تحقق مصر فوائد من وراء ذلك؟

- قضية الشعب الفلسطيني العادلة هي قضيتنا. مصر خاضت حروباً من أجلها ولم تدخر جهداً لمساندتها في أوقات الحرب والسلام. تستطيع أن تسترجع شواهد عديدة على ذلك... الشواهد دي واضحة جدا منذ قيادة مصر للتحرك العربي والدولي للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحتى اليوم.
أما عن دور مصر فهو ثابت ومستمر بحكم وزنها الاقليمي ومكانتها الدولية، هذا الدور لا يرتبط بقضية بعينها مثل القضية الفلسطينية، وانما بمحصلة تحركها النشط ازاء كل القضايا في محيطها الاقليمي والدولي، كما يتأسس دور مصر على اعتبارات عديدة معروفة تؤهلها لهذا التحرك. نحن نوظف اتصالاتنا وامكانات دورنا لمصلحة القضية الفلسطينية، والعكس غير صحيح. فمصر تعمل من أجل سلام وأمن واستقرار المنطقة، والحل العادل للقضية الفلسطينية هو المتطلب الرئيسي لتحقيق ذلك. وبعدين الفلسطينيين جيراننا، ونحن حريصون زي ما كل المصريين عارفين على استقرار دول الجوار باعتباره ركناً أساسياً من أركان أمن مصر القومي.

bull; في السياق نفسه، وخلال العامين الماضيين، وبسبب متغيرات اقليمية عديدة، حاولت ايران أن تفرض تأثيرات خاصة بها في الملف الفلسطيني وملفات عربية أخرى، كما أن هناك تحليلات ترى أن ايران تقايض الملف النووي بأن يسمح لها النظام الدولي بنفوذ اقليمي في المنطقة العربية، كيف ترى ذلك؟

- ايران دولة اسلامية مهمة باعتبارها عضواً في منظمة المؤتمر الاسلامي، والتصعيد الحالي في المواجهة بين ايران والغرب حول الملف النووي يمثل خطراً داهماً على أمن الخليج والمنطقة، والزج بهذا الملف في ملفات أخرى في المنطقة، سواء في العراق أو على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، يمثل خلطاً للأوراق وخطراً مماثلاً على الأمن الاقليمي والدولي... الاستخدامات السلمية للطاقة النووية حق مكفول لايران ولنا ولكل الدول الأطراف في نظام منع الانتشار، وتناول ملف ايران النووي يتعين أن يقترن بتناول مماثل لبرنامج اسرائيل النووي في اطار ما دعوت اليه منذ سنوات لاخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي وكل أسلحة الدمار الشامل.

أنا شايف أن لا بديل عن الحوار، وعلى ايران أن تبدي الشفافية اللازمة حول طبيعة برنامجها النووي، وعلى الغرب أن يبدي المرونة اللازمة للتوصل لتسوية هذا الملف. قلت ذلك وأقوله لمن ألتقي بهم من الأطراف الدولية، وقلته للدكتور علي لاريجاني ووزير الخارجية الايراني (منوجهر) متكي في مصر العام الماضي.
أنا لا ألتفت لما يتردد من معلومات حول محاولات ايران لتشييع السُّنة ببعض دول المنطقة، وأتحسب من محاولات الوقيعة بين السُّنة والشيعة في العالم الاسلامي.

أما الحديث عن مقايضة الملف النووي الايراني بالسماح لها بنفوذ اقليمي بالمنطقة، زي ما تساءلت في آخر سؤالك فهو يفترض غياب الدور العربي على نحو يخالف الواقع... مقدرات العالم العربي تبقى دائماً في أيدي أبنائه ولا تقررها لهم أطراف خارجية، سواء كانت اقليمية أو دولية.

bull; كيف تنظر الى التوتر العسكري والسياسي في الخليج بسبب التسخين الحادث بين الولايات المتحدة وايران، وهل ستعلن القمة العربية موقفها من هذا؟

- مرة أخرى، أقول ان التصعيد الحادث يجر منطقة الخليج والشرق الأوسط لمنزلقات خطرة، والمنطقة ليست في حاجة لأزمات وبؤر صراع جديدة ولديها ما يكفيها.
بالنسبة للقمة، جدول الأعمال يتضمن بنداً حول احتلال ايران للجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية الشقيقة في الخليج العربي، لكن التصعيد الحادث في اطاره الأعم والأشمل سيكون محلاً للتشاور بين القادة العرب، نظراً لانعكاساته على مجمل الوضع في المنطقة. ومن المهم أن تصل رسالة واضحة لايران والمجتمع الدولي بأن المواجهة الراهنة تحمل للمنطقة والعالم مخاطر نحن في غنى عنها، وأن المسؤولية تقع على كلا الجانبين في احتواء هذا التصعيد.

bull; في ما يتعلق بالملف نفسه، وعلى مدى عدة عقود، وفي أزمات متوالية في قلب الخليج، بدءاً من حرب العراق - ايران، ثم حرب تحرير الكويت، ومن بعدهما حرب احتلال العراق، لم يعلن العرب تصوراً محدداً لأمن الخليج، كيف ترى هذا الملف، وكيف ترى دور مصر فيه؟ في ضوء ما سبق وأعلنتموه في شأن الترابط بين أمن الخليج وأمن البحر الأحمر؟

- أمن الخليج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن الشرق الأوسط والعالم وله تداعياته المباشرة على أمن القرن الأفريقي والبحر الأحمر والأمن المتوسطي والأوروبي... أي تهديد لأمن الخليج لن تقتصر انعكاساته على ايران والدول العربية الخليجية، وانما سيجر اليه أطرافاً عديدة أخرى من داخل المنطقة وخارجها، وسيؤثر في امدادات الطاقة وستكون له آثار استراتيجية وسياسية واقتصادية بعيدة المدى.
ومصر لا يمكنها أن تنعزل عن قضايا أمتها، ونحن لن نكون بمنأى عن مخاطر أي زعزعة لاستقرار منطقة الخليج، وهناك تشاور دائم في هذا السياق مع قادة مجلس التعاون الخليجي، ومصر ستكون حاضرة وفاعلة في أي ترتيبات اقليمية يتم التوصل اليها حول أمن الخليج.. أنا حريص على ذلك ومتمسك به.

bull; بالانتقال الى ملف آخر.. وهو العمل النووي السلمي، لاحظنا أن مصر قادت توجهاً عربياً نحو مشروعات سلمية للاستفادة من الطاقة النووية. وعقب الاعلان عن ذلك من القاهرة بادرت دول مجلس التعاون الخليجي بخطوة في الاتجاه نفسه، ثم الأردن أيضاً، هل تطالب القمة العربية بموقف جماعي واضح من ذلك؟ وهل هو رد فعل على البرنامج النووي الايراني؟

- فيه بند مدرج بالفعل على جدول أعمال القمة المقبلة حول تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لدول الجامعة العربية... هذا حق مكفول لكل دول العالم العربي وهي جميعها - من دون استثناء - أطراف في معاهدة منع الانتشار النووي، وترتبط باتفاقات للضمانات والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في (فيينا). ونحن لا نتحرك من منطلق رد الفعل وهذا التوجه الذي دعوت اليه انما يستهدف الاستفادة من علوم العصر ومعارفه لصالح شعوبنا العربية في حاضرها ومستقبلها.

وبالتوازي مع هذا البند، طلبت مصر ادراج بند اضافي على جدول أعمال القمة المقبلة يستهدف بلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لاخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي، وقد رحبت الدول العربية بادراج هذا البند. فليس من المعقول أن نكتفي بالمطالبة بذلك منذ سنوات طويلة، من دون اتخاذ خطوات عملية في تحرك عربي مشترك يضع الدول النووية وأطراف نظام منع الانتشار أمام مسؤولياتهم.

bull; يفرض الشأن العراقي نفسه على جدول أعمال القمة، هل هناك مبادرة سياسية من جانب الدول العربية؟

- هناك توافق عربي عام حول خطورة الوضع بالعراق، وضرورة أن تخرج من القمة رسالة واضحة تؤكد احترام وحدة العراق وسيادته وهويته، وتدعو للتصدي لدعاوي التقسيم تحت أي مسميات أو ذرائع، ولمحاصرة الطائفية والمذهبية والميليشيات من دون انتقائية أو استثناء، ولتعزيز مفهوم المواطنة بين جميع أبناء العراق الواحد بعيداً عن أي تدخلات خارجية. نحن جميعاً نأسى للمحنة التي يمر بها العراق وشعبه، ونتطلع ليوم يعود فيه الاستقرار لبلد الرافدين بما يتيح انسحاب القوات الأجنبية من أراضيه.

bull; هذا كلام واضح، لكن في شأن معالجة ملف العراق وملف فلسطين، قسمت تحليلات غربية وتصريحات على ألسنة مسئولين أوروبيين وأميركيين - الدول العربية الى فريق معتدل وفريق متشدد - كيف تقرأ هذا التقسيم؟

- هؤلاء المحللون لا يفهمون المنطقة ولا يدركون أن الدول العربية في قارب واحد وتواجه تحديات مشتركة وتتعامل مع القضايا نفسها وتدافع عن المصالح ذاتها، لكن عاوزين السلام.. كلنا يتطلع للسلام العادل والشامل والدائم. دا أمر مهم لأمن واستقرار وتنمية دولنا وشعوبنا ومنطقتنا، والاعتدال لا يعني التفريط في الثوابت والحقوق.
العالم كله به دول معتدلة وأخرى متشددة ازاء هذه القضية أو تلك... هذه ليست ظاهرة عربية. انظر - على سبيل المثال - الى تباين مواقف دول الاتحاد الأوروبي من (الدستور الأوروبي)، وعموماً عدم تطابق المواقف ظاهرة صحية ويأتي في مصلحة أي قضايا مطروحة.

bull; هناك تحركات عربية تشمل الآن دولاً دون غيرها، وهناك من يرى أن دول الخليج ومصر والأردن تعمل في اتجاه يناقض الاتجاه السوري، فهل تريد هذه الدول عدم تحمل تبعات الحسابات السياسية السورية؟

- كل منا يستهدف المصلحة العربية. كلنا عاوزين ده وكل منا يسعى لتحقيق ذلك في تحركاته واتصالاته ومساعيه. والمهم أن ننقي الأجواء العربية لنضمن أكبر قدر من التنسيق، ولنتحدث بصوت واحد يدافع عن قضايانا ويحقق مصالح أمتنا.

التنسيق والتشاور بين عدد من الدول العربية لا يعني استبعاد الآخرين، وأنا بطبيعتي لا أميل لسياسات المحاور والتحالفات، واتصالاتي لا تنقطع مع جميع الزعماء من دون استثناء، وأنا على ثقة من أن الرئيس بشار (الاسد) يدرك أن مكان سورية الطبيعي انما هو في محيطها العربي ووسط أشقائها.

bull; في ذلك الاطار، يرى البعض أن هناك فتوراً بين مصر وسورية... ما هي صحة ذلك؟

- ليس صحيحاً. لا فتور ولا توتر، والوزير (فاروق) الشرع كان يزورني قبل أيام، وحمل لي رسالة من الرئيس بشار، ونحن نتشاور وعلى ثقة من أن كل القادة العرب يريدون لهذه القمة أن تحقق المصالح العربية.

bull; في ما يتعلق بالسياق نفسه، أي وجود فريقين بين الدول العربية وهو ما نفيته، من الملاحظ أن دول المغرب العربي وشمال أفريقيا لم تعد منغمسة بالقدر نفسه الذي كانت عليه من قبل في قضايا المشرق العربي، فهل هذا يؤثر على مجريات الأمور؟ وهل صارت الأمة العربية أمتين، واحدة في المشرق وأخرى في المغرب؟

- هو دا بالضبط ما يريد أن يوحي به من لا يريدون خيراً بعالمنا العربي، العالم العربي واحد وكل لا يتجزأ، ومصر لا ترتاح لهذا التقسيم بين المشرق والمغرب في كتابات بعض المحللين، بل في اطار بعض التجمعات والتنظيمات الدولية والاقليمية.

bull; في اطار السؤال نفسه، لا يحظى ملف دارفور بالاهتمام نفسه من دول المشرق العربي، كما أن ملف لبنان لا يحظى بالقدر نفسه من الأولوية في دول المغرب. وأعود لكي أصيغ سؤالي بطريقة مختلفة، هل تجزأ الأمن العربي، وهل تغيرت أبعاد أمننا القومي؟

- أعاود تأكيد عدم اتفاقي مع هذا الطرح، فهو يأتي على خلاف الواقع ولا أساس له من الصحة. الأمن العربي - رغم تشابك قضاياه - كل لا يتجزأ ويمثل منظومة مترابطة غير قابلة للانفصال.
قد يعطي الاخوة في مجلس التعاون الخليجي، أو في الاتحاد المغاربي تركيزاً أكبر لهذه القضايا أو تلك، لكننا عندما نلتقي كعرب في اطار القمة أو خارجها، فاننا نتناول شواغلنا وقضايانا في الاطار العربي الأشمل من دون تفرقة بين مشرق أو مغرب. أقول مرة أخرى اننا عالم عربي واحد وقوتنا في تضامننا.

bull; ملف لبنان قبل الحرب وبعدها ينتظر الكثير من القمة في ظل وضع سياسي لبناني داخلي مأزوم... بماذا تعلق على ذلك؟

- الأزمة السياسية في لبنان تشغلنا جميعاً، وستكون مطروحة بقوة في مداولات القمة العربية المقبلة. الوضع الراهن غير قابل للاستمرار ويحمل في طياته مخاطر عديدة على لبنان وشعبه والمنطقة... اتصالات مصر والسعودية وقطر والجامعة العربية بالأطراف اللبنانية والاقليمية تستهدف انهاء الأزمة الراهنة، وتفادي انزلاق لبنان لمواجهة خطرة بين أبنائه. هناك مقترحات مطروحة لانهاء الأزمة وفق صيغة laquo;لا غالب ولا مغلوبraquo;. ونبذل كل الجهد من أجل تسوية تحقق انتصار شعب لبنان على نوازع الطائفية والتشرذم... تسوية تنأى بلبنان عن أي أجندة أو تأثيرات خارجية.

bull; في هذا السياق، هناك من يقول ان هناك حرباً جديدة مقبلة في الطريق، سواء في لبنان أو في اتجاه جواره، بخلاف احتمالات الحرب في الخليج، هل المنطقة تنقصها حرب جديدة؟

- أنا أتابع بالكثير من القلق تقارير عديدة في هذا الاتجاه، بيقولوا الكلام ده في أماكن مختلفة، لكن أنا أقول ان المنطقة في حاجة للسلام وليس لحروب جديدة، وأحذر من التهديدات التي تخرج من آن لآخر لكل من لبنان وسورية، فهي تزيد من مشاعر الغضب والاحتقان، وتأخذ المنطقة برمتها لنقطة اللا عودة، وتقضي على الأمل في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.

bull; فيما يتعلق بلبنان، فرض laquo;حزب اللهraquo; تواجده السياسي والعسكري في المعادلة اللبنانية، وبدعم ايراني معلن، كيف يمكن أن يؤثر ذلك على بنيان لبنان واستقراره؟ وهل هناك أي حوار بين مصر وlaquo;حزب اللهraquo;؟

- مصر لها اتصالات مستمرة مع كل الأطراف اللبنانية بما في ذلك laquo;حزب اللهraquo;. نحتفظ بمسافة متساوية منهم ولا ننحاز لطرف على حساب الآخر، ليس لنا laquo;أجندة خفيةraquo; في لبنان، ما يعنينا ونحرص عليه هو سلام وأمن لبنان واستقراره ووحدة أبنائه واستقلال ارادته.
laquo;حزب اللهraquo; قاد المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان... انسحاب اسرائيل العام 2000 فتح الباب أمام الحزب للاندماج بالعملية السياسية كطرف مهم في المعادلة اللبنانية، ومن شأن تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا أن يساعد على استكمال تحقيق ذلك، سواء بالمسارعة بترسيم الحدود بين سورية ولبنان لتحديد هوية شبعا، أو بتسليمها من اسرائيل للأمم المتحدة لحين البت في هويتها.
laquo;حزب اللهraquo; أبدى تعاوناً في بسط سيطرة الجيش في جنوب لبنان بعد حرب الصيف الماضي، ومن حق لبنان - كغيره من الدول - أن يستكمل مقومات السيادة من خلال مؤسسات ديموقراطية لا مكان فيها لدولة داخل الدولة.

bull; وفيما يخص دارفور، وفي ظل تدهور الأوضاع، وفي ضوء قرار الاتهام الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية، ما الذي تستطيع القمة أن تقدمه، أم أن ذلك الملف من الأفضل أن يخضع للمعالجة من جانب الآلية الأفريقية وحدها؟

- للسودان هويته العربية الأفريقية، وهناك بند مدرج على جدول أعمال القمة المقبلة حول دعم السلام والتنمية والوحدة في السودان الشقيق، سواء ما يتصل بالوضع في دارفور، أو اتفاق السلام الشامل مع الجنوب، أو اتفاق السلام مع جبهة الشرق. السودان محتاج دعماً عربياً وأفريقياً ودولياً يخدم قضية السلام بين جميع أبنائه، وجهود تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.

مصر وليبيا بذلتا جهوداً ضخمة مع حكومة السودان وأطراف النزاع في دارفور، ومع الدول المجاورة في تشاد وأفريقيا الوسطى، ومع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والقوى الدولية داخل مجلس الأمن وخارجه، وسنتدارس الوضع الراهن مع القادة العرب خلال القمة، والجهود التي نبذلها لتوسيع اتفاق السلام في دارفور لتضم كل الفصائل، باعتبار أن ذلك هو السبيل الأمثل لتسوية الأزمة بالحوار والتفاوض، وليس بالمواجهة والتلويح بالمحكمة الجنائية الدولية أو بفرض عقوبات على السودان.

bull; قبيل سنوات، وفي قمة تونس العربية، تبنى القادة العرب مبادرة من أجل الاصلاح الداخلي، وقد كانت رؤيتك الدائمة التي أثبتت الأيام صوابها أن الاصلاح يجب أن يتوافق مع الثقافة والبيئة العربية... هل نحتاج من خلال القمة الى آلية لتقييم جهود الاصلاح؟

- شوف... مقررات قمة تونس أكدت التزام القادة العرب الاصلاح وفق رؤية عربية تعكس هويتنا وخصوصياتنا وظروفنا، وتستجيب لتطلعات شعوبنا وروح العصر ومقتضياته. هذه المقررات جاءت في مواجهة محاولات لفرض الاصلاح من الخارج على نحو لا يراعي هذه الاعتبارات.
هذا الالتزام العربي مستمر، والدول العربية تمضي في الاصلاح وحققت على طريقه مكتسبات عديدة، كل حسب ظروفه وخصوصياته وأوضاعه ووفقاً لمفهوم السرعات المتفاوتة، فليست كل المجتمعات العربية سواء. ومن المؤكد أن هناك تقدماً مطرداً وفي الاتجاه الصحيح.

تتذكر المؤتمر الذي استضافته مكتبة الاسكندرية حول الاصلاح في العالم العربي قبل قمة تونس، وشارك فيه ممثلو المجتمع الأهلي ومنظماته من الدول العربية، واعتمد laquo;وثيقة الاسكندريةraquo; حول الاصلاح. واحنا في مصر حريصون على متابعة ذلك بمؤتمرات سنوية عقد آخرها في مكتبة الاسكندرية مطلع هذا الشهر. الشعوب العربية هي الراعي الأول لسياسات الاصلاح والمستفيد الأول من ثمارها، والمجتمع الأهلي العربي هو الأقدر على متابعتها وتقييمها. كما أن للبرلمان العربي الانتقالي دوراً مماثلاً في أهميته، كآلية من آليات العمل العربي المشترك في اطار الجامعة العربية.

bull; على خلفية التفاعلات الاقليمية، لقد أجبت عما سأسأل عنه من قبل، لكني أريد أن أطرح زاوية أخرى من السؤال نفسه، فعلى خلفية هذه التفاعلات سطع في الأفق نجم الصراع المذهبي بين السُّنة والشيعة في الدول العربية، وفي ظل معلومات متواترة حول رغبات شيعية بالتوسع المذهبي في عدد من الدول العربية، هل ترى احتمالات صراع من ذلك النوع، اقليمياً؟

- أتمني ألا يحدث ذلك، وأحذر دائماً من الانقسام الطائفي والمذهبي داخل البلد الواحد، وبين بلاد العالمين العربي والاسلامي بعضها البعض. كما أحذر من الخطورة المماثلة لخلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين، ومن توظيف المعتقدات.

bull; هل على القمة أن تتخذ موقفاً واضحاً من الهجمة التي تتعمد تشويه الاسلام في الغرب وتأثير ذلك على العلاقة بين الحضارات؟

- هناك بند مدرج بالفعل على جدول أعمال القمة حول حوار الحضارات. ولا شك أن محاولات الاساءة للعروبة والاسلام ستكون مطروحة أمام القمة، فهذه الاساءات تحاول النيل من هويتنا العربية والاساءة لمعتقداتنا وثقافتنا، مستترة بحرية الرأي والتعبير والصحافة، وهي حق يراد به باطل.

موقفنا معروف وواضح، وقد حذرت مراراً من محاولات تذويب الهوية العربية تحت ذرائع ومسميات عديدة. وقلت ومازلت أقول، صدام الحضارات الذي يتم الترويج له في الغرب لا يعدو أن يكون صداماً للمصالح. ونحن في حاجة لحوار حقيقي وجاد بين الحضارات والثقافات والأديان يقوم على الاحترام المتبادل والتكافؤ والمصالح المشتركة والمتبادلة.

bull; قبل أن نختتم الحوار، أسألكم: هل على المواطن العربي أن ينتظر القمة العربية المقبلة متفائلاً؟

- وليه نتشاءم؟ التشاؤم لا يفضي لتحقيق أي نتائج ويتعين أن ننظر للمستقبل بتفاؤل وثقة، حتى نستطيع أن نمضي الى الأمام.