محمد صالح المسفر

ارتكبت محطة الجزيرة الفضائية اكبر خطأ عندما قدمت علي شاشتها في برنامج ضيف المنتصف شخصا كان في طليعة قوات الغزو الأمريكي للعراق. مذيعا البرنامج حاولا محاورته بطريقة مهنية رفيعة المستوي إلا انه أبي إلا أن يطرح افكارا غير وطنية دون ان يعطي للمذيعين فرصة لطرح الأسئلة عليه واصر علي انه قاد حرب تحرير العراق من النظام السياسي السابق. لم يجب علي السؤال وهل العراق متحرر الان ام انه تحت الاحتلال الامريكي؟
مثل هؤلاء يا محطة الجزيرة يجب ان لا يعطوا فرصة. نعم شعاركم في الجزيرة الرأي والرأي الاخر، لكن من هو الآخر؟ هو صاحب الرأي والمواقف ولو كنا علي خلاف معه وليس رأي امثال ضيفكم هذا. نناشدكم باسم الله وميثاق الشرف الاعلامي الذي تتبنونه الا تعودوا الي مثل ذلك، نحن الشعب العربي لا نرحب ولا نسعد برؤية وجوه هؤلاء اينما كانوا. فارحمونا يا محطة الجزيرة يرحمكم الله.

(2)

طالعتنا وسائل الإعلام العربية والدولية بخبر يقول ان دولتين من دول مجلس التعاون الخليجي قررتا إرسال سفيريهما إلي بغداد المحتلة، والسؤال لماذا الاستعجال في إرسال السفراء إلي بغداد في هذه الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها دول المنطقة، أمريكا تريد ان تسحب قواتها من العراق كما فعلت دول حليفة لامريكا من قبل، ادارة زعيم الارهاب الدولي جورج بوش تعد ايامها الاخيرة في البيت الأبيض وهي مهزومة في العراق، كثير من دول العالم ترفض عودة دبلوماسييها إلي بغداد. العراق في ظل ظروف الاحتلال غير آمن، تقول: المنظمة الدولية المعنية بحقوق الانسان ان الامن والاستقرار لم يستتبا منذ الاحتلال فكيف تقذفون بدبلوماسييكم الي التهلكة في العراق. موقف الحكومات في بغداد معروف جدا من مسألة الجزر الاماراتية المحتلة من قبل ايران وقد اذيع ذلك رسميا، ولو حاولوا الالتفاف علي موقفهم المؤيد لاحتلال إيران لتلك الجزر. كذلك الموقف من استقلال البحرين. في العام الماضي كتبت احدي الصحف الإيرانية المقربة من الحكومة عن تبعية البحرين والتشكيك في استقلالها كدولة عربية ذات سيادة وانبرت الكثير من صحافة العراق تسير في ذات المسار فغريبا يا أهلنا في الخليج ما تفعلون تجاه حكومة الاحتلال في بغداد. أفيدونا يا ولاة أمرنا هل نحن العرب بقيادتكم نعيش في مرحلة ذل وتملق ام مرحلة ضعف هوان؟

(3)

يمر علينا في كل عام اكثرمن مؤتمر دولي تحشد له امريكا كل عرب النفط وغيرهم من الدول تحت شعار اعادة اعمار العراق، والكاتب من اشد المتحمسين لاعادة اعمار العراق واستقلالة وسيادته ووحدة اراضيه، ولكن كيف تتم اعادة اعمار العراق؟ وكيف نعينه ليخرج من الانفاق المظلمة التي تقوده عبرها حكومات الاحتلال المتتابعة؟ الرأي عندي، ان لا يتعامل العرب وخاصة الدول التي اعانت امريكا علي احتلال العراق مع الحكومات التي نصبتها سلطات الاحتلال منذ عام 2003 وحتي اليوم، وان تكون كل المساعدات والمعونات المالية للاجئين العراقيين والفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف مذلة ومهينة علي الحدود السورية والاردنية منذ الاحتلال وحتي عودتهم الي ديارهم بعد تحرير العراق من قوات الاحتلال. تقول منظمة العفو الدولية ان عدد المهجرين واللاجئين العراقيين صار الاعلي في العالم بما يربو علي 4.7 مليون نازح ولاجئ وانهم يعيشون في اوضاع مزرية، وان مزيدا من الادلة علي ان نساء عراقيات يجبرن علي ممارسة الدعارة في حين تتفاقم مشكلات عمالة الاطفال هؤلاء الاجدي بالاعانة والانقاذ وليس الذين يعيشون تحت حماية الامريكان في المنطقة الخضراء في بغداد. علي شركة هليبرتون الامريكية التي يقودها نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني سابقا ان تدفع الاموال المنهوبة من العراق من قبل هذه الشركة والتي تقدر بمليارات الدولارات وكذلك المليارات التي كانت في عهدة السيد بريمر حاكم العراق السابق واختفت، علي الحكومة الامريكية اعادة ما يقدر بـ23 مليار دولار سرقت وضاع اثرها كما ذكرت اذاعة البي بي سي البريطانية في 15/6/ 2008، وايضا اعادة ما يقدر 1.2 مليار دولار والتي قام بسرقتها من ميزانية احد الوزراء الذين عينهم المحتل. ان هذه الاموال المنهوبة اولي بان تعاد من اجل اعمار العراق وليس التسول في عواصم الدنيا.