محمد الخامري من صنعاء : علمت " إيلاف " من مصادر مطلعة أن أجهزة الأمن اليمنية اعتقلت احد العراقيين كان ضمن أنصار الزعيم الشيعي المتمرد حسين بدر الدين الحوثي. وأضاف المصدر ان حسين كمبار (33 سنة) عراقي الجنسية سافر الى صعده قادما من حسينية الثقلين في حي البليلي بالعاصمة صنعاء تحت مبرر الدراسة عند " سيدنا " حسين الحوثي وبعد فترة وجيزة أصبح يدرس "سيدنا " حسين الحوثي ويعقد له جلسات العلم الخاصة بالعلوم الشرعية والفقهية "المتعصبة" على المذهب الاثنى عشري الجعفري.

ثم استدعى مجموعة من العراقيين الى مران بمديرية حيدان وتم نشرهم في بعض المراكز التي افتتحها حسين الحوثي كفروع في بعض المحافظات والمديريات المختلفة ليكونوا مشرفين على تدريس المنهج الجعفري المتعصب.

من جانب آخر علمت " إيلاف " ان أجهزة الأمن اليمنية قامت خلال الفترة الماضية بإغلاق حسينيتي " الثقلين والكوثر " في العاصمة صنعاء واللتين كانتا تعملان تحت المرجعية الدينية الكبرى في إحدى الدول الإسلامية في مسائل الإفتاء.

وكانت " إيلاف " قد نشرت في وقت سابق تقريرا مطولا حول البدايات الاولى لتطرف الحوثي وعلاقة حسينيتي الثقلين والكوثر والقائمين عليهما به ، حيث قال التقرير الذي نشر في وقت سابق ان الزعيم الشيعي حسين بدر الدين الحوثي الذي تطارده القوات الحكومية منذ اكثر من شهر، قد نشأ زيدي المذهب في كنف والده العلامة بدر الدين الحوثي الذي يعتبر مرجعا مهما في المذهب الزيدي الى اليوم وكذلك إخوانه جميعا، وكان عضوا في مجلس النواب عن دائرة مران من العام 1993 - 1997م ولم يظهر عليه أي نوع من أنواع التعصب الديني والمذهبي ، وبعد خروجه من مجلس النواب تفرغ لإنشاء وإدارة مركز علمي في منطقة مران لتدريس العلوم الشرعية على المذهب الزيدي السائد في المنطقة ، وكان الأمر طبيعيا إلى ان قدمت مجموعة من الإخوة العراقيين بغرض الدراسة في المركز وبدؤوا باجتماعات مغلقة وحلق تعليمية خاصة مع الحوثي ومجموعة من المقربين له في المنزل والمكتبة والغرف الخاصة في الجامع بمنطقة الرقة.

تقول المصادر التي تحدثت لـ"إيلاف " ان الملاحظات الأولى بدأت تظهر على الحوثي استخدامه لحجر "تربة "للسجود عليها ادعى انها من النجف الاشرف او كربلاء تقريبا "السهو من المصدر "ثم بدأت تظهر عليه علامات تعصبه في مسائل خلافية وانحيازه الواضح الى التشدد فيها خلافا للمذهب الزيدي الذي يعتبر اقرب المذاهب الشيعية إلى السنة ، ثم تطاول وتهجم على بعض علماء الزيدية وسفّه بعض أفكارهم ومعتقداتهم الفقهية ، ثم بدأ ينشط خارج المنطقة ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة مناطق بمحافظات صعدة وحجة وعمران وصنعاء وغيرها من محافظات الجمهورية ، وأرسل إليها بعض طلبته المقربين مع مجموعة من الإخوة العراقيين الذين وزعهم على هذه المراكز.

وكشفت المصادر لـ"ايلاف "ان هؤلاء العراقيين جاؤوا من حسينية الثقلين بحي البليلي بالعاصمة صنعاء وهي حسينية معروفة وتقام فيها مراسم الشيعية الجعفرية "الامامية "كاللطم والعزاء الحسيني وغيرها من المراسم التي يقيمها الشيعية ويحصل فيها نوع من المغالاة في جلد الذات والمعتقد معا.

وعلمت "إيلاف "من مصادر خاصة بالسفارة العراقية أنها "السفارة "كانت قد أرسلت أربع رسائل إلى السلطات الأمنية عام 1997م تحذر من هذه الحسينية التي اعتبرتها نواة لتنظيم سياسي مناهض ، الأمر الذي لم تحمله السلطات الأمنية محمل الجد واعتبرته مكايدات سياسية ضمن المشهد السياسي في العراق ، بل ان شخصيات متنفذه في الحزب الحاكم "لم يسمها "دعمت إنشاء حسينية أخرى في الحي الدائري تحت اسم "الكوثر "وحاولت توجيهها ضد خصمها السياسي التجمع اليمني للإصلاح ، وفعلا نجحت هذه الحسينية مع سابقتها في الحد من المد الإصلاحي في مجال المكتبات ومؤسسات النشر والتسجيلات وغيرها ، بل وتعدت الهدف المرجو منها وبدأت تروج لأفكارها ومعتقداتها فعمدت إلى افتتاح العديد من المحلات التجارية والمكتبات والتسجيلات تحت اسم الغدير وخم وكربلاء والنجف وغيرها من الأسماء المعروفة للشيعة الامامية ، بل وعلقت عليها اللافتات القماشية السوداء التي كتبت عليها عبارات دينية وهتافات جعفرية مثل "ياحسيناه ، ياعلياه ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، لا يحبك إلا نبي ولا يبغضك إلا منافق ... الخ "الشعارات التي كتبت وبرزت في الآونة الأخيرة في شارع الدائري على محلات وتسجيلات إسلامية "إمامية "ترافقها بعض الصور للرموز الشيعية كالخميني والصدر والخوئي ورفسنجاني وغيرهم ، كما قامت هذه الحسينية بنشر العديد من العربيات ذي الأربع العجلات التي تدور في الأزقة والحارات وعلى نواصي الشوارع الرئيسية وأمام المساجد والمدارس والمعاهد لتروج لمعتقداتها وأفكارها عبر الأشرطة والكتب والمطبوعات الفاخرة رخيصة الثمن ، كما قامت بإنزال كميات كبيرة من الشعارات المطبوعة على ملصقات فاخرة والصور المجسمة للخميني ورافسنجاني والسيستاني ومقتدى الصدر وحسن نصر الله وغيرهم من الأئمة والمرجعيات الشيعية وأعلام حزب الله اللبناني وشعاراته الحماسية إلى الشوارع وتوزيعها عبر باعة متجولين عادة ما يتواجدون في الأماكن المزدحمة كباب السباح "جوار النفق "وباب اليمن وغيرها من الأماكن المزدحمة بالمتسوقين في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات ، ورغم الطباعة الفاخرة لهذه الصور والشعارات والاطارت الفاخرة إلا أنها تباع بأسعار في متناول الجميع بحيث لا يتعدى سعر أفضلها وأجملها مائة ريالا فقط.

إضافة إلى ما سبق فان هناك العديد من الكتب التي تحمل أفكار الشيعة الاثنى عشرية ومعتقداتها نزلت إلى الأسواق مؤخرا بكميات كبيرة تباع على الأرصفة في التحرير وباب اليمن والحدائق العامة والأماكن المزدحمة وبأسعار زهيدة جدا شانها في ذلك شان الأشرطة والصور وغيرها ، الأمر الذي يدلل على وجود دعم قوي لهذه الحسينيات ومن يحمل أفكارها وينشر معتقداتها في أوساط اليمنيين.