بيروت: فشل ابو حسين في اخفاء ابتسامته عندما سمع ان قائد الامن السوري السابق في لبنان قد توفى. قال الناطور ابو حسين وهو يجلس على مقعده خارج مجمع سكني في بيروت "هذه اكبر نعمة لانه تسبب بالاذى وخان لبنان والله لا ينسى والان يدفع الثمن."

اضاف "هذه احسن خبرية سمعتها كل هذه السنة."

خلال اكثر من عقدين كان غازي كنعان منفذ السياسة السورية في لبنان وكان اصحابه واعداؤه على حد سواء يهابونه. ويعلم الكثير من اللبنانيين عدم عبور طريق كنعان وقواته واستخباراته الذين لم يتوانوا عن استخدام القوة ضد من يعترض طريقهم.

ولم يذرف الكثير من اللبنانيين الدموع لدى سماعهم خبر انتحار اللواء غازي كنعان.

وبالنسبة الى بلال مطر فان هذه الاخبار اعادت الى ذهنه حادثة اعتقاله لمدة يومين من قبل القوات السورية عندما كان في سن المراهقة في الثمانينات.

مطر الذي اصبح الان في الثامنة والعشرين من عمره واصدقاؤه كانوا قد تشاجروا مع رجل سوري منعهم من لعب كرة القدم قرب منزله.

وقال مطر الذي يعمل في محل لبيع الادوات الكهربائية في بيروت "اخذونا وحلقوا لنا رؤوسنا. لقد انهالوا علينا بالضرب واحرقوا السنتنا بأعقاب السجائر." واضاف "لا يمكن ان تتصور ماذا فعلوا. لقد خرجنا زحفا."

ويقول بعض عائلات اللبنانيين الذين اختفوا خلال الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 ان اقرباءهم مازالوا في السجون السورية حتى اليوم على الرغم من انسحاب القوات السورية في نيسان (ابريل) الماضي.

وبعد ثلاثة اسابيع من مقابلته المحققين الدوليين في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) الماضي وجد كنعان متوفيا في مكتبه.

وينحي الكثير من اللبنانيين باللوم على سورية في اغتيال الحريري لكن دمشق نفت اي دور لها غير انها اجبرت على انهاء وجودها العسكري والسياسي في لبنان تحت ضغط دولي ومطالبة شعبية لبنانية بعد مقتل الحريري.

ويقف اربعة من كبار الضباط اللبنانيين المؤيدين لسورية خلف القضبان بانتظار محاكمتهم بتهم بالقتل. ومن المقرر ان يرفع فريق الامم المتحدة تقريرا الى مجلس الامن الاسبوع المقبل بشأن اغتيال الحريري في شباط (فبراير) الماضي.

وقالت ربة المنزل ليلى احمدية وهي تبتسم بعد سماعها النبأ "اذا لم يكن مذنبا لماذا فعل هذا.. من المؤكد انه كان يتوقع اخبارا سيئة من التقرير."

واضافت "هذه نهاية سعيدة بعد ان اضطهد الكثير من اللبنانيين. كل واحد ينال ما يستحقه. صدام حسين كان اكبر مجرم وانظري الان ماذا حل به."

وغادر كنعان لبنان في عام 2002 بعد وجود استمر 20 عاما وترأس بعد ذلك دائرة الامن السياسي في دمشق قبل ان يصبح وزيرا للداخلية في العام 2004.

سلم كنعان مركزه في عنجر ومكتبه في بيروت لخليفته رستم غزالي. حينذاك كانت السيطرة السورية شاملة على لبنان ولكن بعد ثلاث سنوات بدأت تنهار الهيمنة السورية بعد اغتيال الحريري.

وقال منير ابراهيم وهو عجوز كان جالسا على كرسيه في احد شوارع بيروت "كل الذي اود قوله ان الانسان يحصد ما يزرعه. الان هو يواجه عدالة الله."

اضاف "الواحد لا يجب ان يتحدث عن الموتى ولكنفي الوقت نفسهان شاء الله يجرهم وراءه كلهم واحدا تلو الاخر."