واشنطن رأت فيه "يوماً سيئاً للإرهابيين" وتونس رحبت
رايس: الدستور العراقي "خطوة تاريخية مهمة"

تونس، واشنطن: رحبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالاستفتاء الذي جرى امس السبت على الدستور العراقي الذي وصفته بـ "خطوة تاريخية مهمة"، وعبر مسؤولون اميركيون عن ارتياحهم للاستفتاءمعتبرين انه "ضربة للارهابيين"،فيما اعربت تونس في اول رد فعل لهاعن ارتياحها للخطوات الايجابية التي تحققت باتجاه اعتماد دستور جديد للبلاد.

واشنطن
فقد رأى الرئيس جورج بوش ان "نهاية هذا الاسبوع تشكل محطة حاسمة في تاريخ الشرق الاوسط"، مؤكدا ان "العراقيين يوجهون عبر الادلاء باصواتهم ضربة قاسية للارهابيين ويرسلون للعالم رسالة واضحة مفادها انهم سيقررون مستقبل بلادهم عبر انتخابات سلمية وليس عبر تمرد عنيف".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم كشف هويته ان "شعب العراق الشجاع تحدى من جديد الارهابيين وبرهن على التزامه بشجاعة بمستقبل حر وديموقراطي". واضاف ان "اليوم (السبت) كان بكل تأكيد يوما سيئا للارهابيين".

واشار هذا المسؤول الى ان اكثر من 61% من الناخبين العراقيين شاركوا في الاستفتاء السبت ، موضحا ان المشاركة في المناطق التي يشكل السنة فيها اغلبية "اكبر بكثير" مما كانت عليه في انتخابات كانون الثاني/يناير.

وقد ساهمت الاجراءات الامنية المشددة في تأمين هدوء نسبي خلال الاستفتاء. ومع ذلك تمكن المتمردون من خطف عشرة عاملين في الانتخابات وقتل ستة اشخاص آخرين.

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في لندن ان الاستفتاء الذي شاركت فيه نسبة عالية من الناخبين المسجلين هو "خطوة تاريخية هامة"، واضافت "تجري الان عملية سياسية يرى معظم العراقيين مستقبلهم فيها". الا ان واشنطن تنتظر بقلق نتائج الاستفتاء التي يتوقع ان تعلن بعد غد الثلاثاء لترى ما اذا كان الدستور قد اقر.

وقال ستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي في تعليق في صحيفة "واشنطن بوست" ان "العملية السياسية ستستمر سواء تم اقرار الدستور ام لم يتم ، لتوسيع المشاركة الى كل مناطق البلاد وعزل اعداء الديموقراطية في البلاد بشكل اكبر". وربما تكون نتيجة الاستفتاء حاسمة في رسم السياسة الاميركية في العراق في الاشهر المقبلة، اذ ان استطلاعات الرأي الاخيرة كشفت ان غالبية الاميركيين مستاؤون من بقاء القوت الاميركية في العراق.

الا ان بوش ورايس رفضا السبت التحدث عن اي انسحاب للقوات الاميركية وفضلا التركيز على اهمية الاستفتاء بصفته خطوة كبرى الى الامام لاحلال الديموقراطية في العراق ومكافحة الارهاب. وقال بوش ان "هذا الدستور اتى نتيجة اشهر من النقاشات والتسويات بين ممثلي مختلف المجموعات الاتنية والدينية في العراق. واتحد هؤلاء المسؤولون لصياغة وثيقة تضمن الحريات الاساسية وترسي اسس ديموقراطية دائمة".

واكدت رايس ايضا ان الهدف بالنسبة للعراق هو ان "ينمو باساس من الديموقراطية المستقرة والمزدهرة تكون نواة لشرق اوسط مختلف واداة لمواجهة الارهاب وعقيدة الكره التي يروج لها اشخاص يفجرون قطارات انفاق في لندن ويدمرون مبان باستخدام طائرات في نيويورك وواشنطن".

تونس
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها " ان تونس تتابع بكل اهتمام تطورات العملية السياسية الجارية في العراق الشقيق من اجل تركيز اسس الدولة العراقية الحديثة وتسجل ارتياحها للخطوات الايجابية التي تحققت باتجاه اعتماد دستور جديد للبلاد".

وسينجح الاستفتاء ويتم التصديق على الدستور اذا قال اكثر من نصف الناخبين في شتى انحاء العراق "نعم" مادام لم يرفضه ثلثا الناخبين في ثلاث من محافظات العراق وعددها 18 محافظة.

واضاف بيان الخارجية التونسية " بهذه المناسبة تجدد تونس دعمها للشعب العراقي الشقيق وتعرب عن املها في ان تساعد هذه الخطوة على استعادة العراق امنه واستقراره حتى يتفرغ لاعادة الاعمار وتحقيق التنمية لما فيه خير كافة الشعب العراقي الشقيق".

ويشكو كثير من السنة من ان النص في الدستور على الحكم الذاتي يهدد بتحويل البلاد الى مناطق متصارعة يسيطر فيها الشيعة في الجنوب والاكراد في الشمال على مصادر النفط الرئيسية.

ويأمل مؤيدو هذا الدستور أن يوحد العراق الممزق.

وكان أحدث استفتاء أجري في العراق قبل نحو ثلاث سنوات تحت حكم الرئيس صدام حسين وجدد هذا الاستفتاء قيادته لسبع سنوات أخرى في تصويت قال نظامه انه كان ايجابيا بنسبة مئة في المئة.