المتورطين بمقتل رفيق الحريري من سورية ولبنان
تورط الشرع وغزالة وقنديل والسيد وعازار

إيلاف من بيروت:آصف شوكت ورستم غزالة من سورية، ناصر قنديل، جميل السيد، ريمون عازار، علي الحاج ومصطفى حمدان من لبنان، معهم احمد عبد العال وفيصل رشيد، واحمد جبريل من فلسطين، ومن مكان ما بدا اسم الرئيس اميل لحود يتردد دائما وبصدى ثابت في التقرير الذي قدمه القاضي الالماني المكلف التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط فبراير الماضي في بيروت. وصل التقرير إلى الامين العام للامم المتحدة وسط معلومات تقول بان الامم المتحدة لن توزعه قبل الثالثة من بعد ظهر اليوم بتوقيت غرينتش، ثم لحظات وتم توزيعه على وسائل الاعلام في نيويورك، ليظهر ان الفلسطيني المسكين احمد ابو عدس قضى ضحية محاولة التضليل في عملية اغتيال رفيق الحريري على ايدي الاجهزة الامنية السورية كما يبدو، ولترد اسماء اهم جنرالات لبنان وسورية من غزالة إلى اصف شوكت زوج شقيقة الرئيس السوري بشار الاسد. وان عملية التخطيط لقتل رفيق الحريري تم التحضير لها، ربما من قبل التمديد لرئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود، الذي القى التقرير بالشكوك حوله، وهو لما يزل تقريرا اعداديا يصف مراحل التحقيق، وليس تقريرا اتهاميا يشكل أساسا للادعاء.

وقال تقرير للامم المتحدة يوم الخميس انه توجد "أدلة متجمعة" على تورط سوري ولبناني في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وخلص التحقيق في مقتل الحريري الذي قاده المدعي الالماني ديتليف ميليس الى "ان خيوطا كثيرة تشير اشارة مباشرة الى تورط مسؤولي أمن سوريين في الاغتيال" وذلك وفق ما جاء في التقرير الذي قدم الى مجلس الامن الدولي. وقال التقرير ان قائد الحرس الجمهوري اللبناني مصطفى حمدان ومدير عام مخابرات الجيش اللبناني ريمون عازار قدما الدعم التقني من الاموال والهواتف والسيارات والأسلحة، وان المدير العام للامن العام جميل السيد نسق مع قائد جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان رستم غزالة والامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة احمد جبريل، والنائب السابق ناصر قنديل والمدير العام لقوى الامن الداخلي علي الحاج الذين عرفا بالجريمة من قبل.

وان التعاون السوري لم يكن جوهريا. الا ان التقرير يعتقد ان القرار باغتيال رفيق الحريري لا يمكن ان يتم بدون موافقة اعلى المستويات الامنية السورية. مشيرا الى ان الاجهزة الامنية كانت تتنصت على هواتف رفيق الحريري. ويضيف التقرير انه لم تعرف اسباب الحفريات مقابل السان جورج حيث تم اغتيال رفيق الحريري، وان من قام باعمال الحفريات هذه لم يحصل على اذن رسمي من البلدية.

دقائق قبل التفجير

ويضيف ميليس ان التقرير يشكل بداية وعلى القضاء اللبناني ان يتابع التحقيق وهو يحتاج إلى بعض المساعدة، مشيرا الى مشتبه به يدعى احمد عبد العال وهو من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية، وكان له علاقة بالجنرال فيصل رشيد وتكلم عبد العال مع رشيد وقام الاخير بالاتصال بالرئيس اللبناني اميل لحود قبل ثلاث دقائق من الاغتيال، ويرد اسم الرئيس اللبناني في عدة مقاطع من التقرير.

اكدت لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري، في تقريرها الذي صدر مساء اليوم الخميس، ان مسؤولين سوريين بمن فيهم وزير الخارجية فاروق الشرع، حاولوا تضليل تحقيقاتها.

واضاف القاضي الالماني الذي ترأس لجنة تحقيق دولية عينتها الامم المتحدة "انه لأمر معروف ان الاستخبارات العسكرية السورية كان لها وجود احتلالي في لبنان حتى انسحاب القوات السورية بموجب القرار 1559. وهو الذي عين كبار المسؤولين الامنيين السابقين في لبنان". وان مسؤولين سوريين ولبنانيين كبارا تورطوا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والقى شكوكا حتى على الرئيس اميل لحود. وان التحقيق لديه ادلة دامغة على تورط الاجهزة الأمنية اللبنانية.

ابو عدس كاداة للتضليل

وقال التقرير انه لا توجد اي ادلة على انتماء الفلسطيني احمد ابو عدس إلى الجماعة التي اعلن انتماءه إليها، ولا مؤشرات على ان ابو عدس قاد الشاحنة التي انفجرت بموكب رفيق الحريري، وان الادلة تبين ان ابو عدس ذهب إلى سوريا ربما رغماً عنه واختفى هناك. وان بالاعتماد على عدد من المصادر السرية وغير السرية، لم يكن من المستطاع التأكد منها، لم يتمكن اي مصدر ان يدعم فكرة تنفيذ عملية انتحارية، والوقائع تشير إلى انه استخدم ككبش فداء للجريمة، واحد الشهود يزعم انه شاهد ابو عدس في كانون الاول عند رستم غزالي، بينما يقول شاهد آخر انه كان مسجوناً بسورية، وتخلص اللجنة الى ان احمد ابو عدس مجرد اداة تضليل. وان الجنرال اصف شوكت هو الذي ارغم ابو عدس، بحسب مصدر غير اكيد، على قول شهادته في دمشق.

ويضيف التقرير ان الشريط الذي وصل إلى مكتب قناة الجزيرة في بيروت اوصلته امرأة اسمها ام علاء، حسب هؤلاء الشهود. بينما يقول محمد زهير الصديق انه شاهد ابو عدس في معسكر تدريب بالزبداني، وهذه معلومات متضاربة حول دور ابو عدس، الذي يقول شاهد اخر انه قتل وربطت جثته الى المتفجرة التي اودت بحياة رفيق الحريري. ويقول التقرير ان شريط ابو عدس الذي يتبنى فيه عملية الاغتيال سبق وسجل قبل 45 يوم من الاغتيال بطلب من اصف شوكت.

التورط لبناني سوري

واكد التقرير انه و"نظرا الى تسلل اجهزة الاستخبارات السورية واللبنانية التي عملت بالتنسيق فيما بينها، الى المؤسسات والمجتمع اللبناني، سيكون من الصعب تخيل تنفيذ سيناريو او مؤامرة لعملية اغتيال شديدة التعقيد من دون علمهما".

وخلص التحقيق في مقتل الحريري الذي قاده المدعي الالماني ديتليف ميليس الى "ان خيوطا كثيرة تشير اشارة مباشرة الى تورط مسؤولي امن سوريين في الاغتيال" وذلك وفق ما جاء في التقرير الذي قدم الى مجلس الامن الدولي.

وقال التقرير انه لهذا يتعين على سوريا الان "ايضاح جانب كبير من الاسئلة التي لم تحل" التي واجهت المحققين.

وقالت لجنة ميليس ان النتائج التي توصلت اليها حتى الان تشير الى ان تفجير الشاحنة الذي قتل الحريري و20 اخرين في شوارع بيروت في 14 من فبراير شباط نفذته جماعة "ذات تنظيم واسع وموراد وقدرات كبيرة."

تحضيرات قبل اشهر

واضافت اللجنة قولها "الجريمة تم الاعداد لها على مدار بضعة اشهر." وان تبييض الاموال والفساد كانت من بعض اسباب مشاركة البعض في الجريمة.

وجاء في التقرير ان القرار لم يكن وليد ربع الساعة الأخير، واستغرق التحضير اشهراً عدة، وهذا يعني ان الجريمة على الأقل قررت منذ التمديد لرئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود، اذا لم تكن قبله.

واضاف التقرير ان اللجنة قد توصلت إلى استنتاج ان رفض الحكومة السورية التعاون قد عطل التحقيق وجعل السير في جمع الادلة صعباً. ومن الضروري ان تتم المقابلات القادمة من دون وجود مسوؤلين سوريين مع المشتبه بهم في سوريا، مع ان السلطات السورية تعاونت إلى درجة محدودة مع اللجنة بعد تردد فقد حاول البعض تضليل التحقيق من خلال اعطاء تضليلية او غير دقيقة. وان الرسالة التي وصلت اللجنة من فاروق الشرع تم التثبت من انها تحتوي معلومات خاطئة.

ويؤكد التقرير ان القيادة السورية ليس فقط لم تتعاون بل عطلت مهمة فريق التحقيق الدولي.

تقنيات مجهولة

واشار التقرير الى تعطيل اجهزة التقاط لهواتف الخليوي قبل التفجير، وحصول تشويش على الاتصالات في مسرح الجريمة وان اللجنة تملك ادلة على ذلك، علما انها لا تعلم كيف تم الامر تقنيا حتى الان، وان الاتصالات الهاتفية كانت مراقبة منذ مدة طويلة.

ونقل عن شاهد سوري يعيش في لبنان لم يذكر اسمه قال له مسؤول امني قبل شهر من قتل الحريري ان الحريري اصبح مشكلة.

وذكر التقرير كذلك جريمة اغتيال سمير قصير.

وقد سلم التقرير الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان صباح يوم الخميس وعرضه عنان على مجلس الامن والحكومة اللبنانية مساء يوم الخميس.


واشنطن تمتنع عن التعليق قبل قراءة تقرير ميليس

وامتنعت الولايات المتحدة عن الادلاء بأي تعليق مساء اليوم الخميس على ما توصل اليه تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق رفيق الحريري، لأنها لم تتسلم نسخة من التقرير.

واوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في تصريح صحافي ان الادارة الاميركية تريد اولا قراءة تقرير القاضي ديتليف ميليس بتأن، قبل ان تتخذ موقفا مما توصل اليه.