دبي: رأت صحف الخليج الصادرة اليوم في افتتاحياتها ان تداعيات التقرير الدولي حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ستزيد من حدة التوتر في منطقة الشرق الاوسط فيما شككت بعضها بنتائجه.

وتحت عنوان "محاسبة الانظمة عهد جديد" كتبت صحيفة "الوسط" البحرينية ان "التفاصيل التي تم التطرق اليها (في التقرير) ستهز الشرق الاوسط لفترة غير قصيرة". واضافت "اذا اخذنا في الاعتبار ما يجري في بغداد لاحد ابشع الطغاة (صدام حسين) فانه لا محالة من اعتبار ما يجري في منطقتنا بداية لعصر جديد". واكدت الصحيفة انه "مهما كانت النتيجة وسواء كان المسؤولون السوريون واللبنانيون ابرياء ام غير ذلك فان المواطن العربي يشعر بان عهد استفراد الانظمة به قد انتهى او انه في طريقه الى الزوال".

من جانبها شبهت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية التقرير بـ "قنبلة ضخمة انفجرت في منطقة الشرق الاوسط وتطايرت شظايها في كثير من جوانبها". وقالت "ان التقرير الخطير من شأنه اثارة المزيد من التوتر الاقليمي في الشرق الاوسط وربما يكون واحدا من اخطر الاحداث التي شهدتها المنطقة منذ غزو العراق". ومع الاشارة الى "ثغرات" في التحقيق فان الصحيفة اعتبرته "بداية سلسلة من الاحداث ستكون اشبه بتوابع زلزال بالغ العنف في منطقة قابعة فوق برميل من البارود".

واعتبرت "البيان" التي تصدر في دبي ان "التقرير يحمل اتهامات خطيرة ضد سوريا قد تكون لها انعكاسات اخطر ذات طابع سياسي" كما انه "لم يضع كل النقاط فوق الحروف لاجلاء الامور (..) ما يجعل البعض يسعى الى التشكيك في مصداقيته ووصفه بانه مسيس".

وفي السياق ذاته رأت "عمان اليوم" التي تصدر في سلطنة عمان ان تقرير ميليس "جاء بصيغة قابلة للاستخدام والتأويل والسير بها في اتجاهات متعددة، بل ومتناقضة وفقا لما يريده كل طرف من الاطراف اللبنانية والاقليمية والدولية". واضافت ان "من الضروري ان يتم التعامل مع تقرير ميليس باكبر قدر ممكن من التأني والحذر (..) لان التسرع في استخلاص النتائج والانتقال منها الى العمل في هذا الاتجاه او ذاك يمكن ان يترتب عليه نتائج لا يحمد عقباها".

اما صحيفة "الوطن" السعودية فكتبت في افتتاحيتها "اصبح تحديد قتلة الحريري بعد تقرير ميليس اصعب منه قبل صدروه" وذلك لان "ورود اطراف لبنانية وسورية وفلسطينية في التقرير يشتت المسؤولية بشكل اكبر" كما ان التقرير "لم يحتو على دلائل تثبت تورط اشخاص محددين".

في المقابل رأت صحيفة "الشرق" القطرية ان خطورة التقرير تأتي من "كونه القى اتهامات خطيرة على جهات وشخصيات ودول وهي اتهامات تطابقت مع ما يقال في الشارع والصحافة في لبنان من روايات وتخمينات واتهامات". واضافت ان هذه الاحاديث التي اشتمل عليها التقرير "لم تشر الى الفاعل او الجهة التي اغتالت الحريري ببراهين وحقائق لذلك بدت وكأنها تساهم في تحضير المنطقة وتهيئة الاجواء فيها لتحقيق مصالح وجهات ودول وقفت وتقف وراء الاجهزة الاعلامية الكبرى المسيطرة في العالم".

من جانبها دعت "الراية" القطرية دمشق "للاسراع بتقديم رد مفصل على ما ورد" في حين دعت "اليوم" السعودية سوريا الى "ان تتدارك تداعيات التحقيق وان تعمل جاهدة على مصارحة شعبها والرأي العام الدولي بالحقيقة كاملة حتى لو كان الثمن باهظا لهذه الحقيقة".