بهية مارديني من دمشق: تبنت الناشطة سهير الاتاسي مبادرة المعارض السوري رياض الترك التي اطلقها عبر القنوات الفضائية ، ودعا فيها الرئيس السوري بشار الاسد الى الاستقالة ليتسلم رئيس البرلمان الرئاسة موقتا حسب الدستور كمرحلة انتقالية باتجاه انتخابات حرة ، في حين اعلن الدكتور عمار قربي الناشط الحقوقي ان السلطات السورية اطلقت اليوم دفعة من المعتقلات والمعتقلين السياسيين .

وقالت الاتاسي في دعوتها عبر الانترنت "هذه دعوة مني للانضمام ولتأييد المبادرة التي أعلنها المناضل رياض الترك من أجل الخروج بالوطن من المأزق الخطر، أرجو نشر هذه المبادرة وجمع التواقيع وإرسالها إلى بريدي الالكتروني".

واعلنت الاتاسي في تصريح لـ"إيلاف" عن استغرابها لمنطق المتحدثين باسم السلطة تجاه مبادرة رياض الترك فقد اعتبروا انها تصب في قناة المصالح الاميركية والاسرائيلية في وقت تمر فيه البلاد في مأزق خطر ، وتساءلت من وضع سورية في هذا المأزق هل هي المعارضة السورية ؟ واعتبرت ان مبادرة رياض الترك هي الحل للخروج بالوطن من هذا المأزق الخطر.

وردا على سؤال حول ان المعارضة لاتمثل الشعب السوري قالت نحن لدينا مشكلة كون المعارضة هي نخبة ، فالمعارضة لا تنخرط في المجتمع وان الاوان ان تفعل ولايمكن للمعارضة ان تتحدث باسم الشعب السوري لانها بعيدة عنه ، ولكن هاجس المعارضة هو مصلحة الشعب السوري وحتى تمثله يجب ان تكون قريبة من شرائح المجتمع السوري.

وتابعت يفترض ان نبدأ ببرنامج عملي وان نضع آليات لتطبيق بنود اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي واول هم هو الاقتراب من المجتمع وفتح قنوات معه وهذا يجب ان يكون الشغل الشاغل للمعارضة وهو تقليص المسافة الموجودة ، واكدت من هنا اهمية اعلان دمشق ، فقد تجاوز مناشدة السلطة التي ادارت ظهرها للمجتمع والمعارضة .

وحول سبب تبنيها مبادرة الترك قالت لانني وجدت في المبادرة برنامجا كاملا ومتكاملا وتفصيليا يمكن ان يوصلنا الى الاهداف التي كانت موجودة في روحية اعلان دمشق.

وردا على سؤال حول الا تخشى الاعتقال قالت الاتاسي الاعتقال امر وارد وفي كل خطوة نقوم بها فنحن معرضون للاعتقال ولكن هناك شيء اهم فالوطن في خطر ويجب ان نتجاوز هامش الخوف وفي اعلان دمشق قلنا نحن مستعدون لبذل التضحيات في سبيل الخروج من المأزق الذي وضعته سياسات السلطة الخاطئة .

وحول تراجع بعض الناشطين الموقعين على اعلان دمشق عن طروحاتهم قالت الاتاسي اتصور ان الاستثمار العاطفي الذي تمارسه السلطة ينجح احيانا ، والسلطة تحاول ان تقول ان هناك تماهيا بينها وبين المواطنين مستثمرين ان الوطن في ازمة وليس هذا الوقت المناسب لاي اعلانات او انشطة ، وانا اقول نحن خط ثالث فنحن لسنا مع الخارج ونحن لسنا مع السلطة التي تضع سورية في مآزق متعددة .

وعن جدوى هذه المبادرة طالما لن تجد قاعدة شعبية توقع عليها قالت بدأت اتبنى مبادرة رياض الترك لتحفيز القوى الوطنية ان تلتف حول اعلان دمشق ، ومبادرة رياض الترك برنامج عملي للاعلان وهي خطوة للالتفاف حول هذا البرنامج ويبقى الموضوع مطروح للنقاش بين القوى حول الخطوات التي يمكن ان تتبع ازاء هذه المبادرة .

واعتبر الناشط اسامة عاشور عضو لجان احياء المجتمع المدني في تصريح لـ" إيلاف" ان مبادرة الترك هو احد الحلول التي تشكل مخرج امن وسلمي للمجتمع السوري واصعب خيار يمكن ان يواجه بلدا ما او مجتمعا ما في العالم هو ان يوضع في مواجهة المجتمع الدولي ويجب بدافع المصلحة الوطنية العليا ان نجنب سورية هذا الخيار وما كان لسورية ان تكون في مواجهة المجتمع الدولي لولا السياسات الخاطئة التي مورست ولم يكن موافقا عنها يوما الشعب السوري او لم يستشر بها على الاقل وبالتالي التغيير ضرورة وطنية لحياة ومستقبل سورية .

في غضون ذلك اعلن الدكتور عمار قربي الناطق الاعلامي للمنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية ان السلطات السورية افرجت اليوم الثلاثاء عن سبعة معتقلين ومعتقلات من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي " المعارض " وهم زينب محمد اورو ، فاطمة حنان ، حميدة محمد حباش ، بدران احمد ، محمد صديق ،سليمان محمد سليمان ، احمد احمد سليمان عمر .

وقال ان هؤلاء اعتقلوا منذ اشهر على خلفية أحداث " عين العرب " والقامشلي بتهمة الانتماء إلى منظمة محظورة تدعو إلى اقتطاع جزء من الأراضي السورية ، ولم يتم التأكد حول طريقة الإفراج إن كانت بعفو أم إخلاء سبيل بعدم مسؤولية ، معتبرا ان هذه خطوة جيدة ولكنها غير كافية واقل من التوقعات ، ولكنه امل أن تستمر هذه الخطوة كي تطال كل المعتقلين السياسيين ، وشدد قربي على أن كل ما ننتظره في ظل هذا الوضع الضاغط على سورية من تقرير ديتليف ميليس وتقرير تيري رود لارسن والقرار الأخير للأمم المتحدة 1636 ، أن تفرج السلطات السورية عن كل معتقلي الرأي مستغلة مناسبة عيد الفطر السعيد في خطوة ربما تعيد ثقة الشعب في الحكومة لمواجهة التحديات الداهمة ، وخاصة أن الفرصة لازالت سانحة لذلك، قبل فوات الأوان ، بحيث يصبح الإفراج تحصيلا حاصلا لا منّة للسلطة فيه لأنه جاء استجابة للشرط الخارجي ، وامل قربي أن يعّيد كل من محمد رعدون ونزار رستناوي وعلي العبد الله وعارف دليلة ومحمد ديب ورياض درار ومأمون الحمصي ورياض سيف ومحمود الصارم وعبد العزيز الخير وأنور اصفري وعبد الستار قطان ...وزملاؤهم من المعتقلين الأكراد والمعتقلين على خلفية إسلامية مع أهاليهم .