عامر الحنتولي من عمان: تردد أردنيا خلال الأيام القليلة الماضية ان أزمة دبلوماسية صامتة تعتري العلاقات الأردنية القطرية على خلفية قضايا لاتزال غير معروفة للمراقبين الذين فوجئوا بمعلومات مهمة تتردد في الأردن بأن وزارات قطرية وشركات شبه حكومية قامت بإنهاء عقود المئات من الرعايا الأردنيين العاملين في قطر، في مشهد نادر الحدوث بين الأردن ودولة خليجية، رغم ان علاقات الأردن مع قطر تحديدا قد شابها قبل أكثر من عامين شبه قطيعة سياسية ودبلوماسية على خلفية ما زعمته الدوحة حول اعتقالها لإعلامي أردني كان يعمل في تلفزيون قطر الرسمي، حيث ادعت السلطات القطرية وقتذاك بأن فراس المجالي يعمل جاسوسا لبلاده في قطر، وحكم عليه بالإعدام قبل ان يشمله أمير قطر بعفو خاص اثر مصالحة ترتبت سريعا بينه وبين عاهل الأردن في العاصمة الفرنسية باريس في شهر كانون الثاني (يناير) 2003، ما لبثت العلاقات بين عمان والدوحة بعدها إلا ان تعافت سريعا حيث زار أمير قطر الأردن، وزار الملك الأردني الدوحة أكثر من مرة، واحدة منها اصطحب عبدالله الثاني خلالها فراس المجالي على الطائرة الملكية بعد الإفراج عنه.
وعلى الرغم من عدم وجود تأكيد أو نفي رسمي من جانب المسؤولين الأردنيين لأي سوء أو تراجع في العلاقة مع الدوحة، إلا أن السفارة القطرية في العاصمة الأردنية ترفض منذ أكثر من أسبوعين منح أي أردني راغب في زيارة قطر تأشيرة الدخول في مسألة نادرا ما تتكرر، حيث نقل المراجعون الأردنيون عن دبلوماسي قطري رفيع بأن اجراءات السفارة القطرية في الأردن هي عبارة عن "تعليمات عليا" من وزارة الخارجية القطرية. ووفق معلومات "إيلاف" فإن الأزمة الصامتة بين عمان والدوحة ناتجة من مسألة سياسية على الأرجح إلا ان الخلاف الأردني القطري لايزال "طي الكتمان" بإصرار لافت من المسؤولين الأردنيين والقطريين الذين يلتزمون الصمت الكامل حيال ما يتم تداوله في الشارع الأردني.