شارك بثلاث مجازر : الشيوعيون عام 1963 قياديو البعث 1979 والاكراد 1988
وفاة عزت الدوري نائب صدام وخادمه المطيع

عزت الدوري يقلد صدام وشاحا

أسامة مهدي من لندن : باعلان حزب البعث المنحل الليلة عن وفاة عزة الدوري ثاني شخصية عراقية كانت مطلوبة للعدالة بعد صدام حسين والذي تنسب له قيادة "المقاومة العراقية" التي تضم بعثيين على الخصوص تكون صفحة مهمة مما تبقى من النظام العراقي الذي سقط في نيسان (ابريل) عام 2003 قد انطوت بعد القاء القبض على راس هذا النظام صدام حسين ووقفه في قفص الاتهام لمحاكمته عن الجرائم التي ارتكبها ضد العراقيين وشعوب الدول المجاورة وخاصة الكويت وايران . وعلمت "ايلاف" ان عبدالله طلب جزلان الدوري عين امينا عاما للقيادة القطرية للبعث وقائدا لقيادته المسلحة في المقاومة خلفا لعزة الدوري وهو في الستينات من عمره وكان مسؤولا لمكتب الحزب في البصرة وهي درجة حزبية بين قيادة الفرع والقيادة القطرية وهو في الستينات من عمره وخريج دار المعلمين الابتدائية وعمل معلما قبل ان يتولى منصبه الرفيع في الحزب. واعلن بيان صادر عن حزب البعث المنحل في العراق ان الرجل الثاني في النظام العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة الذي كان يترأسه صدام حسين توفي اليوم الجمعة وقال "بعد قرابة خمسين عاما قضاها في النضال وفي خنادق الجهاد والمقاومة ها هو فارس من فرسان العراق وقائد للمجاهدين ومقاتل في سبيل الله، المناضل عزة ابراهيم الدوري يترجل عن جواده منتقلا الى رحمة ربه راضيا مرضيا".

وخلال السنوات الثلاث الماضية لم تكن القوات الامريكية في عجلة من امرها للقبض على الرجل الثاني في النظام العراقي السابق عزت الدوري فهي كانت تستخدمة طعما لانجاز المهمة الخطر والاهم بأعتقال سيده صدام حسين .. لكن محاولات اعتقاله فشلت برغم اعتقال العديد من افراد عائلته وبينهم ابناءه واحدى زوجاته .
فمنذ سقوط النظام في نيسان ( أبريل ) الماضي والدوري يتنقل مريضا في محيط مدينة الموصل ومناطق قبائلها حيث له علاقات عشائرية وعائلية هناك وهو المتزوج ثلاث من نسائها .. يتنقل بين المساكن يحيط به عدد من ابنائه ونفر قليل من حراسه .. ومحملا بالكثير من الاموال وبمعاناة من امراض السكري وضغط الدم وتصلب شرايين القلب وسرطان المعدة .
فقد ترك الامريكان الدوري طليقا منذ ذلك الوقت بأعتباره طعما للقبض على اخرين يقودون العمليات المسلحة ضدهم لكن محاولاتهم فشلت ولم يتمكنوا من التخلص منه حتى قدم لهم الموت هدية ظلوا يتطلعون اليها للتخلص منه .
ولد الدوري عام 1942 في ناحية الدور ( 150 كيلو مترا شمال بغداد ) لبى الجانب الشرقي لنهر دجلة بين سامراء وتكريت لعائلة فقيرة واكمل دراسته المتوسطة في الدور ثم انتقل الى بغداد ودخل ثانوية الاعظمية بداية الستينات الا انه لم يكمل دراسته فيها بسبب اضراب الطلبة ضد حكم الزعيم عبد الكريم قاسم مطلع العام 1963 حيث كان ناشطا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة العراق التنظيم الطلابي لحزب البعث الذي انتمى الى صفوفه عام 1959 .
تولى مهمة معاون امر الحرس القومي المليشيا المسلحة التي انشأها الحزب بعد نجاح انقلابه ضد قاسم في شباط ( فبراير ) عام 1963 وكانت منطقة عمله بمنطقة الفضل وسط العاصمة حيث ارتكب وبقية المسلحين البعثيين ابشع المجازر ضد الشيوعيين وانصار الزعيم الراحل .
بعد انقلاب الثامن عشر من تشرين الاول ( اكتوبر ) 1963 الذي قاده الرئيس الراحل عبد السلام عارف ضد البعثيين اعتقل الدوري وكث في السجن حتى نهاية عام 1966 حين اطلق سراحه ومجموعة من البعثيين .
وبعد اعادة تشكيل حزب البعث كان الدوري احد القيادات التي عملت على تنشيطه مع صدام حسين واخرين ثم تفرغ للعمل الحزبي واقام في وكر حزبي بمنطقة ( الطوبجي ) بأطراف العاصمة ولتأمين حمايته من السلطة فتح له الحزب دكانا لبيع الثلج تابع للبيت الذي يقوم فيه وهو مستاجر من الحزب ايضا ااتمويه على النشاط الحزبي الذي كان يقوم به .وزيادة في الاجراءات الاحترازية تولى الحزب تزويجه ودفع نفقات الزواج وشراء سيارة له نوع ( فولكس فاغن ) لتسهيل تنقلاته واتصالاته مع بقية ( الرفاق ) .
بعد انقلاب 17 تمز ( يوليو ) عام 1968 الذي اعاد حزب البعث الى السلطة مرة اخرى كان الدوري يشغل درجة عضو فرع الا انه انتخب عضوا في القيادة القطرية للحزب في اول مؤتمر قطري يعقد في ايلول ( سبتمبر ) عام 1968 ثم تولى مسؤولية المكتب الفلاحي والمجلس الاعلى للاصلاح الزراعي وشغل منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي ثم وزيرا للداخلية .
وعقب تولي صدام حسين مسؤولية الحزب الاولى ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس قيادة الثورة صيف عام 1979 عين الدوري نائبا له في قيادة مجلس الثورة والحزب حيث كان صدام يثق به بشكل مطلق فكلفه برئاسة لجان التحقيق في العديد من القضايا ضد قياديون في الحزب وخاصة بعد ( مؤامرة ) عام 1979 التي راح ضحيتها عشرون من قيادات الحزب والوزراء الذين نفذ فيهم صدام حسين حكم الاعدام لرفضهم توليه الرئاسة من دون انتخاب حزبي او شعبي .
دأب صدام حسين على تكليف الدوري حضور مؤتمرات القمة العربية والاسلامية نيابة عنه لما يتمتع به من ( أمانة ) في حمل رسائل سيده ووقاحته فقد كان لايتورع عن المجابهة الحادة التي تصل الى حد توجيه الشتائم الى الاخرين في هذه المؤتمرات ولن ينسى العرب تلك المواجهة التي افتعلها مع الشيخ محمد الصباح وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي خلال القمة الاسلاميم بالدوحة العام الماضي حين تفوه بكلمات معيبة اثارت استهجان جميع الوفود الاسلامية المشاركة .
معروف عن الدوري صلافته في التعامل مع اعضاء قيلدات الحزب وكوادره وتوجيه العبارات الجارحة والمهينة لهم مستندا الى دعم صدام حسين له والذي كان يوجهه في كثير من الاحيان للقيام بهذه التصرفات المرفوضة .
وفي مجازر الانفال التي ارتكبت ضد الاكراد عام 1988 كان عزت الدوري مسؤولا عن لجنة شؤون المنطقة الشمالية فنفذ بحكم موقعه هذا حملة عسكرية بقيادة علي حسن المجيد المعروف بعلي الكيمياوي مجزرة بشعة لم يعرف لها تاريخ الاكراد مثيلا تم فيها مسح خمسة الاف بلدة وقرية من خريطة كردستان العراق وقتل 180 الف مواطن بدأت مقابرهم الجماعية التي اكتشفت مؤخرا تفضح جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها النظام السابق .
فبعد ان عينه صدام قبيل الحرب الاخيرة ومن جديد مسؤولا عن المنطقة الشمالية التي اصبحت لاتشمل المحافظات الثلاث التي يحكمها الحزبين الكرديين الرئيسيين منذ عام 1991 وهي اربيل ودهوك والسليمانية صار الدوري الحاكم الفعلي لمحافظات الموصل وكركوك وصلاح الين والمناطق المحيطة بها لكنه بعد دخول الامريكان الى بغداد وانسحاب الضباط والجنود الى بيوتهم سلم الدوري هذه المحافظات بدون اطلاق رصاصة واحدة ليبقى طريدا .. غير ان انعدام الرعاية الصحية التي كان يتمتع بها وافتقاده الكثير من وسائل العلاج التي كانت متوفرة له ادى الى انتكاسة صحية ونفسية ثم انهيارا شجع بعض اقاربه الذين وجدوا انه اصبح عالة عليهم للتدخل واقناعة بتسليم نفسه .. لكنه اصر على بقائه هاربا في امكنة مازال الجميع يجهل مواقعها برغم التقارير التي كانت تشير الى انتقاله بين الباديتين العراقية والسورية بين الموصل العراقية الغربية ودير الزور السورية الشرقية .. حتى انهى الموت صفحة سوداء من تاريخ العراق ارتبطت باسم عزة الدوري .