صدر بحقه حكما بالسجن 3 سنوات و750 جلدة
معلم كيمياء سعودي يتصدر الأخبار

عبدالله المغلوث من الدمام: تصدر اسم معلم سعودي قنوات إعلامية متفرقة أخيرا بعد صدور قرار قضائي ينص على سجنه 3 سنوات و4 أشهر وجلده 750 جلدة بتهمة الإستهزاء بالدين وتشجيع الطلاب على شرب الخمور. وفي التفاصيل أصدر الشيخ عبدالله العلي الدخيل قاضي محكمة البكيرية ، منطقة القصيم (وسط) حكما بالسجن والجلد على معلم مدرسة الفويلق بالقصيم محمد بن سلامة الحربي (29 عاماً) لاستهزائه بالدين ووجود شبهة عقائدية لديه وفق تصريحات الدخيل. وأثار الحكم حفيظة كتاب رأي في السعودية. في هذا الإطار، قال عبدالله باجبير في مقال نشرته جريدة "الإقتصادية" يوم أمس الأثنين: "محمد بن سلامة الحربي، مدرس كيمياء يقف أمام محكمة البكيرية بأغرب تهمة في مواجهة الفكر المتطرف والوقوف ضده في المدرسة التي يعمل فيها، بعد سلسلة من التهديدات بالقتل واطلاق الرصاص عليه وسجنه وإيقافه عن العمل".

وتابع باجبير في سياق مقالته المنشورة في الصفحة الأخيرة: "نصحه الناصحون أن يتخلى عن وظيفته في التدريس ويبحث عن عمل آخر حتى يتم إغلاق ملفه والسكوت عما فعل، وهذه النصيحة فيما اعتقد سر البلاء الذي نعانيه وهي دفن القضايا الساخنة والحاسمة...".

وتحت عنوان "عندما تطلق النار على الوطنيين الأحرار" كتب السعودي خالد الغنامي مقالة من 720 كلمة في صفحة الرأي بجريدة "الوطن" لعدد الأثنين قال فيها: "مشكلة معلم الكيمياء محمد الحربي أنه يحب مادة الوطنية ولا يتضايق أبداً عندما يطلب منه تدريس تلك المادة كواجب إضافي.مادة الوطنية التي يسميها الأمميون مادة (الوثنية) طبعاً هي وثنية من وجهة نظرهم لأن حبنا لبلدنا هدم لمشروعهم الكبير التوسعي". وأضاف الغنامي:"يكره محمد الإرهاب والإرهابيين ويعلق في المدرسة قصاصات المقالات السعودية التي تنتقد ظاهرة الإرهاب. هذه هي خطيئة محمد الحربي".

بدوره استنجد قينان الغامدي الكاتب اليومي في جريدة "الوطن" في زاويته يوم الأثنين بالملك عبدالله لمتابعة قضية المعلم الحربي و المعلم "محمد بن رويشد السحيمي" المدرس في متوسطة وثانوية الأبناء بإسكان القوات المسلحة بطريق الخرج بالرياض، وقد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات والجلد ثلاثمئة جلدة مع إبعاده عن التعليم بتاريخ 23/3/2004، قائلا:" إنني يا خادم الحرمين الشريفين لا أدعو إلى الوقوف في صف المعلمين السحيمي والحربي ولكنني أدعو إلى إنصافهما بفتح ملف القضيتين أمام جهة محايدة توجهون بها، ليس من أجلهما فقط، وإنما من أجل رأي عام يتداول القضيتين بدهشة واستغراب في كتاباته ومجالسه، وأتصور أن هذا الرأي العام داخلياً وخارجياً مهم للغاية، ومن أجل أن يطمئن مقامكم الكريم حفظكم الله إلى أمور مهمة جداً أيضاً".

الحربي يدافع
وطالب المعلم الحربي من جهته بأن تكون القضايا المرفوعة ضد المعلمين من اختصاص وزارة التربية والتعليم للنظر فيها. واعتبر الحربي وفق"الشرق الأوسط" اللندنية أن مثل هذه القضايا ذات بعد يتصل بالعمل في سلك التعليم والمناهج تفوت على غير المختصين، إضافة إلى أن الاختصاص سيؤدي إلى حفظ حقوق المعلمين الآخرين من التعرض لقضايا كيدية.

وأشار إلى أن هذا الفريق حمل على عاتقه مسؤولية إثارة القضية والعمل على إيصالها إلى ساحة القضاء، لافتا إلى أنهم يحاولون السيطرة على المؤسسة التعليمية لنشر أفكارهم، وذلك بعد فشلهم في إسكات الأصوات المخالفة لهم في المؤسسة الإعلامية.

وعن الفريق الثاني، لفت الحربي إلى أنهم من الطلاب الذين رسبوا في مقرر الكيمياء ما أوغر نفوسهم تجاهه، مشددا على أن القضاء لم يرغب بالاستماع إلى الشهادات التي تعزز من موقفه. وأضاف انه يفكر في رفع شكوى تظلم إلى جهات عليا بينها مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك لنيل حقه وإعادة المحكمة وفقا للإجراءات الصحيحة، على أن يكون هناك لجنة تعليمية مختصة للنظر في ما نسب إليه وفقا للمقررات والمناهج التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.

وحول قرار وقفه عن التدريس، أشار الحربي إلى أن القرار لم يكن مبررا، وكان من سطر واحد ينص على وقفه عن ممارسة مهنته، لافتا إلى أنه يستغرب هذا القرار، معبرا في الوقت نفسه عن خيبة ظنه في إدارة التعليم على اعتبار أنها لم تسانده بالشكل المطلوب فيما يتعلق بمهنته. وأضاف المتهم إلى أن الأشخاص الذين تولوا رفع الدعوى ضده كانوا يهددونه سابقا بالمصير الذي تعرض له معلم سعودي حوكم في قضية اعتبر فيها مسيئا للدين.

رأي المحامي
من جانبه أكد محامي الدفاع عبد الرحمن اللاحم، أن الحكم الصادر بحق موكله لم يسلم بعد إلى الدفاع، مشيرا إلى أن إجراءات الاستئناف التي ينوي التقدم بها توضع بناء على تفصيلات الحكم الصادر. وأوضح أن إجراءات أخرى قد يتخذها في حال لم يتم اخذ الإجراءات الصحيحة الواردة في الأنظمة المنصوص عليها في الاعتبار، مبينا أن هذه الإجراءات يتم اللجوء إليها تباعا.

وأشار اللاحم إلى أنه لم يجد التعاون الكافي في الاطلاع على بعض تفاصيل القضية، التي أدت إلى صدور الحكم، إلى جانب أنه لم يستطع مناقشة الشهود في المحاكمة أو الاطلاع على الشهادات المكتوبة لتوضيح بعض الإشكالات حول التهم المنسوبة إلى المدعى عليه.

تصريحات قاضي البكيرية
وقال الشيخ عبدالله العلي الدخيل قاضي محكمة البكيرية الذى أصدر حكما بالسجن 40 شهرا و750 جلدة على معلم مدرسة الفويلق بالقصيم في حوار أجراه مراسل جريدة "المدينة" السعودية منصور الحربي أن المعلم محمد سلامة الحربى زكّى الشهود الاربعة بنفسه فى حين اعترض على 11 شاهدا آخرين تم استبعادهم لوجود خصومات وعداوة بينهم.

وأوضح انه لم يحكم على المعلم بالقتل لانكاره تعلم السحر واصفا تعامل الاعلام مع القضية بالظالم والمجحف لاعتماده على رأي طرف واحد فقط . واضاف ان المعلم تطاول على الشيخ ابن باز رحمه الله وزعم ان لحى بعض المعلمين مزيفة وان شارون واليهود على حق وان المسلم لا يتوضأ.

وقال الشيخ الدخيل في معرض حديثه لـ الجريدة السعودية حول حيثيات الحكم وكيفية تعامل بعض وسائل الاعلام معه: إن القضية منظورة أكثر من سنة ولكن المعلم كان يطلب التأجيل كل مرة لأجل الجرح والطعن بالشهود ولكنه لم يتمكن من احضار ما يثبت ذلك بل زكّى الاربعة السابقين منهم وهم زملاؤه بنفس المدرسة وأعطيناه الفترة الكافية لكي يراجع نفسه وناصحناه قبل أن تعقد جلسات المحاكمة في البداية ان يكف عن ما هو فيه وان يبتعد عن الطلاب وان لا يدخل في شبه عقائدية معهم وسؤالهم وعليه ان يسأل ما يشكل عليه طلبة العلم والمشايخ فهو الأسلم له.

وعن تعليقه على الحكم يقول القاضي بالنسبة للحكم رأينا تعزيره ودرأنا عنه حد القتل وذلك لما أنكر انه يتعلم السحر. واضاف الحكم الذي أصدرناه عليه تعزيريا مناسبا له لأنه جرح بالدين واستهزاء به وتشبثه بالشبه العقائدية ومحاولة نشرها بين الطلاب.

واضاف اننى لم آل جهداً بمعالجة وضعه مراعاة لعواقب الأمور ولكن المعلم بنفسه اصر على تصعيد القضية والجلوس إلى المحاكمة وكنا نصحناه بابتعاده عن الطلاب والتعليم وان تحسم قضيته ويرفع شأنه لولي الأمر بذلك لكنه لم يرغب وظل متمسكا برأيه حتى آلت الأمور إلى ما آلت إليه.
وعن توجه المتهم للاعلام وتصعيد القضية اعلاميا قال القاضي الدخيل انه بهذا جعل الإرهاب والوطنية شماعة له يعلق عليها ما لا يروق له ويقذف بها كل من شهد عليه أو نظر بقضيته ومنها المحكمة ونحوها.


الحربي: رجل ملتزم بالصلاة
ونشرت جريدة "الرياض"عبر مراسلها ملفي الحربي في عددها 13638 الصادر يوم 26 تشرين الأول(أكتوبر) الماضي شهادات تثني على المعلم الحربي من بينها ما قال عنه إمام مسجد الحارة الشمالية بحي البطين بغاف الجواء عبدالعزيز العثمان العمير الذي قال أن محمد من جماعة المسجد منذ ثلاث سنوات وهو رجل ملتزم يشهد الصلوات مع الجماعة وأخلاقه مع الجيران وجماعة مسجده طيبة ولم ألاحظ عليه سلوكيات سيئة كما أن عدداً من طلابه وفيهم من رسب بمادته التي يدرسها شهدوا له بالأخلاق الحسنة والجد والإخلاص والحماس الزائد لحب الوطن والتحذير من الانحراف أو الأخذ بالفتاوى مجهولة المصدر ويؤكد أهمية الوقوف في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن والمواطنين والمقيمين كما جعل توقيعه في مراسلاته الالكترونية بيت الشعر: وطني الحبيب وهل أحب سواه ..روحي وما ملكت يداي فداه.
والمعلم محمد بن سلامة الحربي من مواليد عام 1396ه، 1976م تخرج عام 2000 من جامعة الملك سعود بالرياض تخصص (كيمياء) يسكن حالياً بمنزل شعبي متواضع هو وبقية أفراد أسرته بغاف الجواء (شمال شرق محافظة عيون الجواء) منذ ثلاث سنوات وقبلها كان بدوياً رحالاً مع والديه راعياً للابل حتى بعد مزاولة التدريس.