ادعى أن اللجنة الدولية تعطيه مالاً ليشهد ضد سورية
مقنّع على تلفزيون يشكك بتحقيقات ميليس

إيلي الحاج من بيروت: بثت محطة "نيو.تي.في" اللبنانية، والتي تعتبر قريبة من النظام السوري، تحقيقاً ليل أمس قالت أنها أجرته مع شاهد جديد للجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، ظهر فيه رجل يضع قناعاً، قالت عنه المحطة إنه سوري يدعى هسام هسام، وتضمن حديثاً له مصوّراً كان يتوجه فيه إلى إحدى العاملات في المحطة، واسمها "زهرة"، مطالباً بإعطائه مالاً لقاء تقديمه سبقاً صحافياً بإعلان ما كشفه للجنة التحقيق. وقال الرجل في تقرير المحطة، التي غالبا ما تتطرق إلىالتحقيق الدولي في هذه القضية بإسلوب فضيحي: "يجب أن تحسبوا حسابكم أن 23 أو 25 ألف دولار مبلغ قليل. لو أردت المتاجرة تعرفون "الجزيرة" أو "العربية" تدفع 200 أو 300 ألف دولار، و في أسوأ الاحتمالات ألجأ إلى تلفزيون "المستقبل" لأني في النهاية محسوب عليهم. ولكن لا أريد "المستقبل" حتى لا يقولوا إنه منحاز إلى الحريري. في إمكاني أن أظهر في لقاء مع (الصحافي) فارس خشان على "المستقبل"، وهم لا يرفضون لي طلباً".

وسألته ما إذا ما كان تلفزيون "المستقبل" سيدفع له مالاً، وكان جوابه: " ما رأيك أنت؟ أنا آخذ ما أريده منهم دون أن أظهر على التلفزيون، في النهاية كأن الـ 25 ألف دولار التي أطلبها ستدفعينها أنت من جيبك".

وذكرت المحطة أن هسام ينفي تلقيه مالا من لجنة التحقيق مقابل اعترافاته لكنه لا ينكر أنها عرضت عليه المال وإخراجه من لبنان إلى أي جهة يختارها، ويضيف أنها قدمت له سيارة "نيسان ميكرا" طراز 2005 أبدلها لاحقا بسيارة أحدث من نوع "تويوتا".

وتابعت المحطة التي تشن منذ مدة، مع جريدة "الديار"، حملة تشكيك في لجنة التحقيق الدولية ورئيسها القاضي الألماني ديتليف ميليس، أن عاملين فيها شاهدوا السيارتين، وأفادوا بأن الشاهد المزعوم علق على زجاجيهما الأماميين صورتي الرئيس الراحل الحريري والمدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. ثم عادت إلى بث مقطع من أقواله جاء فيه: "جماعتي آخذ منهم بدون أن أحكي يا زهرة. هم ينتظرون أن أطلب وأنا لا أطلب من أحد، خسرت منزلي وسيعطونني منزلاً بدلا منه. وبعدين ليش كل الشرح تحسين خياط ( صاحب محطة نيو. تي. في ) ملياردير هل يؤثر فيه المبلغ الذي أطلبه؟ وبعد ذلك ستأخذون سبقا صحافيا ينتظره الناس".

وسألته محاورته عن الجهة التي أعطته السيارة التي معه فقال: "لجنة التحقيق". و سألته عن السيارة السابقة فكرر إنها "لجنة التحقيق. أما الدولة اللبنانية فلم آخذ منها غير 1300 دولار هي فواتير لهاتفي. ولو طلبت لأخذت لأن كل الذين شهدوا أمام اللجنة أخذوا ملايين الدولارات".

ويخشى الشاهد حسب ما ذكرت المحطة أن يتعرض للتصفية يتعرض لها عاجلا أو آجلا من جهات عدة لأنه دخل متاهة دولية أكبر منه، وقال: "أظن ان الموضوع سيطلع برأسي. إذا لم يصفيني السوريين فسيصفيني الأميركان وإذا لم يفعلها الأميركان ستصفيني الجماعات الإرهابية الإسلامية، ويمكن أن يقتلوني هم أنفسهم ويلصقوها بضهر السوريين ... الموت أمامي أمامي".

وزعم ضيف المحطة الذي صوّرته سراً أنه التقى في بيروت أفرادا من مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي ( إف بي آي) عرضوا عليه أمولا وجنسية أميركية لقاء الإدلاء بمعلومات عن برنامج أسلحة سرية سورية.

كما قال إن الشاهد السوري محمد زهير الصديق الذي أشار إليه ميليس في تقريره أدلى بمعلوماته للجنة التحقيق الدولية مقابل المال، مضيفاً إن الصديق كان في مسرح الجريمة لحظة الانفجار وصوّر شريط فيديو للمكان مدته 4 دقائق و50 ثانية، علماً أن ميليس لم يشر ولا مرة إلى وجود مثل هذا الشريط، مما يزيد الشكوك في صحة ما أورده ضيف "نيوتي في" المقنّع في البرنامج غير المقنع، والذي كان ختامه قول هسام المزعوم إن "المستر إكس المذكور في تقرير ميليس هو رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري".