الضباط الاربعة في عزلة تقطعها بعض الزيارات
ميليس يرفع تقريره قريبًا بعد اعترافات خطيرة لضابطين

ريما زهار من بيروت: بدت الطريق طويلة مساء امس لدى عودة كل من صاحب جريدة "الديار" شارل أيوب والعقيد غسان الطفيلي الى منزليهما، وبعد استجواب دام لساعات انهك السائلين والمسؤولين تبين للجميع ان رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس ماض في استجواباته حتى النهاية وانه لن يتوانى عن تحقيقات واستجوابات في الأيام المقبلة وفق لائحة وضعها عن أشخاص جدد ستشملهم هذه التحقيقات ...منزل الطفيلي دوهم صباح امس في مساكن الضباط في محلة بئر حسن وتم الاستحصال على النص الأصلي لتقرير كان رفعه قبل مدة الى اللجنة بناء على طلبها.

الصورة تبدو جدية لدى ميليس حتى لو لم تتعاون سورية معه في مقر استجواب الضباط الستة اذ برز تطور مفاجئ في ملفات التحقيق لا يزال طي الكتمان الشديد، اثر الحديث في كواليس المونتيفيردي عن اعترافات خطيرة لاثنين من الضباط اللبنانيين الأربعة الموقوفين، قد تفتح المجال للمحقق الألماني ديتليف ميليس في بلوغ الحقيقة قبل موعد 15 كانون الأول (ديسمبر) المحدد له لتسليم تقريره النهائي.

...مصير الضباط الاربعة الموقوفين مرهون بشكل محوري بالاعلان عن التقرير الثاني ‏في وقت تشير فيه المعلومات الى ان ميليس سيبقي على توصيته بتوقيفهم، كما ان الحديث عن ‏عدم التوصل حتى الآن الى "ادلة حاسمة" تدين الامنيين الاربعة والرهان على مزيد من ‏التحقيقات للوصول اليها سيجمّد مفاعيل اي طلبات اخلاء سبيل من جانب محامي الموقوفين وهذا ‏بالتحديد ما دفع المحقق العدلي الياس عيد الى تجاهل الطلب المقدم من المحامي ناجي البستاني ‏لاخلاء سبيل موكليه قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان ومدير المخابرات في الجيش ‏العميد ريمون عازار. كما ان عدم الالتزام لجنة التحقيق، لاسباب خاصة بها، بتزويد القضاء ‏اللبنانية كافة الادلة التي بحوزتها بالاضافة الى افادات الشهود والخلاصات تحديدًا تلك ‏المتعلقة بملفات الضباط الاربعة سيؤدي، الى الابقاء على توقيفهم حتى انشاء المحكمة الدولية.‏

... الضباط الموقوفون في سجن رومية يعيشون في عزلة تامة لا يخرقها سوى الاخبار ‏السياسية المسرّبة من المحامين الذين يزورونهم ثلاثة مرات في الاسبوع مع العلم بأن السلطة ‏القضائية رفضت تزويدهم بجهاز راديو او تلفزيون.‏

اللواء جميل السيد الذي ورد اسمه ضمن تقرير محطة "نيو.تي.في" والذي استدعى ردًا من ‏اللواء غازي كنعان عبر صوت لبنان سبق انتحاره بقليل، يقابل ابنه المحامي مالك السيد كل ‏اثنين واربعاء وجمعة، مع العلم بأن كل زيارة عائلية للموقوفين لا تتعدى الشخص الواحد، ‏ومحاميه الاستاذ اكرم عازوري الذي يؤكد بأنه لم ينقل له خبر الانتحار "على اعتبار ان لا ‏صلة له بالملف القضائي الذي بين يديه" معتبرا "ان واقعة وفاة كنعان بحذ ذاتها معطوفة على ‏تصريحه الى "صوت لبنان، لا تبين ان لها تأثير على تقرير ميليس اليوم، كما نفى عازوري "جملة وتفصيلًا ‏كل ما ورد في تقرير "نيو تي في"، والذي يخص موكله جميل السيد".‏

ويشير عازوري الى "ان اهمية تقرير ميليس تكمن في اجراء التحقيق الدولي بصرف النظر عن ‏النتائج التي توصل ام لم يتوصل اليها، واهتمام اللبنانيين امر طبيعي لأن التطلع الى ‏معرفة الحقيقة او اكبر قدر ممكن من المعطيات التي توصل الى الحقيقة هو تطلع مشروع ومفهوم، ‏انما مهما كانت نتيجة التقرير فإن تخوّف اللبنانيين من نتائجه ليس في محله، لأن التخوف ‏الحقيقي يجب ان يكون من عدم ظهور الحقيقة وليس العكس" معتبرًا "ان 98% مما نشرته وسائل ‏الاعلام بخصوص التحقيق ليس صحيحًا وقد ساهم في توتير اللبنانيين وتشنج اعصابهم وتخوفهم من ‏المستقبل".‏

ورأى عازوري انه "مهما ورد في التقرير الثاني فإنه لن يؤثر على الداخل اللبناني، فقد حصل ‏تغيير سياسي ضخم بعد الانتخابات ولم يتأثر الوضع وأثبت النظام الديمقراطي قدرته على ‏التكيف مع المتغيرات". مؤكدًا "ان الحقيقة هي سبب لاستقرار النظام الديمقراطي".‏

ولفت عازوري الى "ان كل التصريحات السياسية من هذا الفريق او ذاك والتي تناولت مضمون ‏التقرير مبنية على تخمينات او امنيات، لأن لا أحد من السياسيين يستطيع ان يعلم أي شيء ‏عن مضمون التقرير الثاني قبل نشره.