الياس توما من براغ : حذرت أوساط أمنية صربية من أن البلقان تحول إلى طريق عبور هام بالنسبة للإرهابيين الذين يريدون القيام بنشاطات إرهابية في الغرب وأيضا بالنسبة لمجموعات الجريمة المنظمة . ودعت هذه الأوساط السلطات المحلية ولاسيما في بلغراد لطلب مساعدة الغرب في هذه المسالة الحيوية . وقال القائد السابق للوحدات الخاصة في الشرطة الصربية غوران رادوسافلييفيتش في مؤتمر ينظمه في بلغراد مركز أبحاث الإرهاب أن صربيا ومعها العديد من دول المنطقة أصبحت بالنسبة للإرهابيين بوابة العبور نحو الغرب وانه كي يتم إقفال هذه البوابة لابد من التعاون مع الغرب .
وأكد المشاركون في المؤتمر الذين يتخصصون بمسألة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أن البلقان ولاسيما البوسنة والهرسك وكوسوفو حيث يتواجد الآلاف من جنود القوات الدولية من دول مختلفة هو هام جدا بالنسبة للإرهاب في أوروبا وان البلقان تحول إلى مركز تجميع للإرهابيين وان اغلب طرقهم تمر بصربيا .

وفي دليل على ذلك أورد مثال اعتقال الشرطة الصربية في بلغراد في الصيف الماضي عبد المجيد بوشار المشتبه به بالمشاركة في الهجمات الإرهابية التي وقعت في مدريد في آذار مارس من عام 2004 والتي أدت إلى مقتل 200 شخص . وأكد أن اعتقاله يعتبر الحالة الأولى التي تنضم بها بلغراد إلى الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب . وكان المسؤولون الصربيون في الماضي يقللون من حجم التهديدات الإرهابية من خلال القول بان تنظيم القاعدة وغيره ليس لديها أي اهتمامات بصربيا كما نفى المسؤولون الدوليون في البوسنة وكوسوفو عدة مرات بان يكون للقاعدة شبكات في البوسنة وكوسوفو . وعلى خلاف هذه الرؤية يؤكد رادوسافلييفيتش وغيره من الخبراء الأمنيين في المؤتمر بان المجموعات الإرهابية تمتلك شبكات لها في المنطقة البلقانية مشيرين إلى أن اغلب الهجمات الإرهابية التي وقعت في السابق في الولايات المتحدة وأوروبا كانت لها علاقة بشكل ما بالمنطقة البلقانية .

ويأتي تحذير الأوساط الأمنية من خطر المجموعات الإرهابية ومجموعات الجريمة المنظمة بعد أيام قليلة من توقيف عدة أشخاص في العاصمة البوسنية ساراييفو يشتبه بتخطيطهم للقيام بهجمات انتحارية وفي إطار هذه العملية تم توقيف مواطن سويدي من اصل بوسني ومواطن تركي إضافة إلى مشتبهين آخرين .