بهية مارديني من دمشق: استرخت العاصمة السورية قليلا وبات بامكانها اليوم ان تستمتع وهي تشاهد الاخرين وهم يدافعون عن انفسهم وحتى ولو كان ذلك عبر مهاجمتها . وربما سيستمتع المسؤولون السوريون كثيرا هذه المرة وخلافا للعادة عندما يقرأون تصريحات رئيس لجنة التحقيق الدولية "ديتليف ميليس " التي نشرتها الصحافة اللبنانية وكان فيها خروج عن المألوف وضيق وضجر واضحين وهو ما يدفع الى القول ان صيد الثعلب الالماني انتهى في المونتفردي وبات يبحث عن صيد اخر ربما يكون بعيد المنال خصوصا وان العاصمة السورية تتوعده بالمزيد من المفاجآت غير المتوقعة .

وتوقف المراقبون كثيرا امس عند التصريحات الانفعالية وغير المحسوبة لميليس والتي شبه فيها الاعلام السوري باعلام المانيا الشرقية وهو ما يشير الى موقفه المسبق منها كما انه اتهم لجنة التحقيق السورية بعدم الاحترف رغم انه رفض حتى مجرد التعاطي معها متهما اياها بانها لم تستجوب الشاهد السوري رغم ان زمن فراره من بيروت لم يكن تعدى الثلاثة ايام فمتى اذا وكيف بنى تصريحاته ". وربما يكون ميليس غير حريص بعد اليوم على استقلاليته وصورته المحايدة خصوصا في ظل تأكيد مصادر دبلوماسية الانباء التي تحدثت عن انه قدم طلب اعفائه من رئاسة لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري الى مسؤولة المباشر في الامم المتحدة مساعد كوفي انان "ابراهيم غمباري " الذي اصر على القول ان مهمات اللجنة ستستمر بميليس ام بدونه وانه قد يكون لديه انشغالات اخرى في المانيا دفعته لعدم الاستمرار مع اللجنة .

وتتوقع مصادر ان يكون ميليس اضافة افى اخفاقاته المتتالية التي اثارت شكوكا كبيرة حول عمله ان بالنسبة للشاهد زهير الصديق او للشاهد الاخر هسام طاهر هسام الذي كان لتراجعه عن افادته وقع الصاعقة قد تلقى نصيحة من الحكومة الالمانية تطلب منه الاستقالة خشية على المصالح الالمانية في الشرق الاوسط اضافة الى تسرب معلومات تفيد بأن زيارة رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق الى سورية يوم امس كان لها هدف واحد هو الافراج عن الرهينة الالمانية في العراق .

وتلفت المصادر الى ان الشهر الماضي شهد الاعلان عن استثمارات المانية في سورية قيمتها حوالي المليار دولار وهي بضمانة الحكومة الالمانية التي قررت على ما يبدو اخذ موقع فرنسا بالنسبة للتقرب من دمشق وقد عزز هذا الاعتقاد ما اكدته مصادر سورية من ان المانيا امتنعت عن اعطاء معارضين سوريين تأشيرات دخول الى اراضيها لحضور احدى المؤتمرات ". وربما يتفق المراقبون على القول ان دمشق باتت بعد ان كسبت جولة هسام هسام بالنقاط تبحث عن الضربة القاضية التي تسددها لميليس وهي تبدو واثقة من ان بمقدورها ذلك خصوصا وان الوضع الدولي والاقليمي لم يعد كما كان ابان صدور القرار الدولي "1636".