علي اوحيدة من بروكسل: يخيم شعور عام من الصدمة الفعلية عموم أرجاء بلجيكا بعد ان تم الإفصاح عن هوية أول انتحارية أوروبية تفجر نفسها في بغداد.

وأفردت وسائل الإعلام المحلية مكانة بارزة للتعقيب على هذا التطور الخطير؛ فيما استمرت الأجهزة الأمنية والقضائية في شن حملات اعتقال واسعة ؛ واجرت تحريات على مختلف المستويات في رسالة طمأنة للرأي العام البلجيكي.

كما ان السلطات البلجيكية باتت تتعرض لضغوط متصاعدة من قبل شريكاتها في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ؛لاتخاذ مزيد من الإجراءات وتضييق الخناق على المتشددين وحتى وان كان عدد من الأوربيين والغربيين من الذين اعتنقوا الإسلام شاركوا في هجمات انتحارية ضد قوت التحالف الغربي في العراق ونفذ عدد آخر منهم مهام داخل وخارج اوروبا فان إقدام سيدة بلجيكية تبلغ من العمر السابعة والثلاثين وانتهجت مسلكا حياتيا عاديا حتى الآن أثار صدمة عارمة لدى الرأي العام البلجيكي.

وتنتمي ميرال ديغوك الى عائلة متواضعة في منطقة شالروا جنوب البلاد؛وعملت في أحد مخابز المدينة حتى زواجها من مواطن بلجيكي من اصل مغربي رافقته تدريجيا إلى ساحة العراق حيث لقي هو الآخر مصرعه الشهر الجاري.

وتلقت الانتحارية البلجيكية دراستها بشكل طبيعي في أحد المعاهد التابعة للدولة.ونقل الإعلام البلجيكي عن والدتها ليليان ديغوك قولها إنها كانت غاية في البساطة وغاية في حسن السلوك ؛لكنها كانت دوما أيضا متصلبة في الدفاع عن أفكارها؛ وتريد ان تكون لها الكلمة لفصل في نهاية المطاف وتمكنت حتى من زعامة مجموعة من الشبان الذكور في سن المراهقة.

وتزوجت ميرال ديغوك مواطنا تركيا اعتنقت الإسلام معه قبل طلاقها لتعيش مع احد الجزائريين ثم لتتزوج مواطنا مغربيا اكثر تشددا وتطرفا.

وقال غلين اودنيرات رئيس فرقة مكافحة الإرهاب البلجيكية؛ انها المرة الأولى التي نرى فيها سيدة أوروبية تعتنق الإسلام وتركن الى التشدد الى درجة الانتحار(...) وقال المسؤول الأمني إنها تمثل جيلا جديدا من النساء الأوروبيات اللاتي تحررن الى درجة التفكير في الشهادة(!)

وخيمت تطورات الأمنية في بلجيكا على جزء كبير من اجتماعات وزراء الداخلية والعدل في بروكسل حيث تبادل الوزراء تقارير للأجهزة الأمنية الأوروبية بشان الحركات الراديكالية العاملة في دول الاتحاد وظاهرة توجه الشباب الأوروبي لمحاكاة الانتحاريين حاليا وخاصة في العراق.

ويقول الخبراء الامنيون ان ظاهرة التشدد لدى الشباب الأوروبي نفسه في تصاعد خطير وان المرشحين للعلميات الانتحارية لا يتحركون في الغالب لاسباب دينية وانما يحملون أوهاما بأنهم سيحققون العدالة المفقودة.

ويبغ عدد المسلمين من البلجيكيين الأصليين حاليا زهاء ثلاثين ألف شخص ولكن عدد المتشددين داخلهم يضل محدودا جدا .

وتقدر الأجهزة الأمنية الأوروبية العناصر الأوروبية المتطرفة حاليا بزهاء ثلاث آلاف شخص معظمهم في فرنسا وألمانيا.

وبقول المحللون ان المعتنقين الجدد للإسلام يسهل تحريكهم لأغراض العنف بسب الأوضاع السياسية غير العادلة القائمة في الشرق الأوسط . وتقول المصادر الأوروبية ان وزراء الداخلية الأوربيون اتقوا خلال لقائهم نهار الخميس في بروكسل على تكليف عدد من الخبراء لمعاينة حالات المعتنقين الجدد كما طالبوا بتكثيف الرقابة عليهم بشكل كبير في المستقبل.

واعتمد الوزراء في غضون ذلك حزمة من الخطوات الأخرى أهمها إرساء رقابة شبه دائمة على أئمة المساجد المشتبه في اتجاهاتهم وتشديد الرقابة على مواقع الانترنيت.

ويريد المسؤولون الأوروبيون التعرف بدقة على طبيعة آليات تجنيد الانتحاريين من ين الشباب المهاجر والشباب الأوروبي على حد سواء على خلفية قضية الانتحارية البلجيكية والهجمات الي جرت في لندن في شهر تموز( يوليو) الماضي.