أسامة مهدي من لندن :

أعلنت القوات الاميركية انها ستبدأ قريبا عمليات تفتيش للسجون والمعتقلات العراقية للتأكد من عدم ممارسة عمليات تعذيب داخلها فيما وزعت اوساط مقربة من مرجعية النجف الشيعية تعليمات للناخبين حول اختيار القوائم المترشحة لانتخابات منتصف الشهر الحالي فيما اعتبر زعيم قائمة الائتلاف العراقي الشيعي عبد العزيز الحكيم فوز قائمته امرا بديهيا وقال انها ستشكل الحكومة الجديدة .فبعد اسابيع قليلة من اكتشاف معتقل سري في مبنى لوزارة الداخلية العراقية بمنطقة الجادرية في بغداد كانت تجري فيه عمليات تعذيب وحرمان من الطعام والمياه والرعاية الصحية ل173 معتقلا اعلن مسؤول عسكري اميركي اليوم ان الجيش الاميركي سيبدأ خلال ايام عمليات تفتيش مباغتة للسجون في العراق للتأكد من ان المعتقلين ليسوا ضحية اعمال تعذيب واذلال من جانب رجال الشرطة العراقية حيث يوجد هناك حوالي 15 الف معتقلا يقبعون في زنانينها .

وتقوم الاستخبارات الاميركية حاليا بوضع لائحة لمواقع ستقوم فرق اميركية وعراقية بتفتيشها كما اعلن الجنرال مارتن دمبسي في مؤتمر صحافي في بغداد . ومعروف ان اكبر معتقلين في العراق حاليا هما سجن ابو غريب بضواحي بغداد وسجن بوكا قرب مدينة البصرة في اقصى الجنوب العراقي . واوضح دمبسي ان عمليات التفتيش "ستشمل بغداد اولا ومحيطها بالتاكيد لكني اعتقد ايضا انه سيكون اكثر اتساعا من ذلك". واضاف ان تقارير للاستخبارات تخضع للدراسة حاليا لمعرفة ما اذا كانت هناك مراكز احتجاز اخرى مثل الذي اكتشف في الثالث والعشرين من الشهر الماضي .وقد دعا آلاف المتظاهرين من العراقيين من ذوي معتقلين في السجون العراقية والامريكية الحكومة العراقية الي الاسراع بفتح تحقيق بشأن قضية تعذيب معتقلين عراقيين في السجن السري لوزارة الداخلية في منطقة الجادرية .

وطالب المتظاهرون الذين خرجوا من جامع ابي حنيفة في منطقة الاعظمية في بغداد امس الي اطلاق سراح معتقليهم ووقف عمليات الدهم التي تنفذها قوات الامن العراقية والامريكية وتقديم المتورطين بتعذيب السجناء في ملجأ الجادرية الي العدالة وحاملين لافتات تقول "يا صولاغ ياعميل الأمريكان" في اشارة الى وزير الداخلية وتطالب بإنزال العقوبة علي المتهم الأول أبوكريم الوندي الذي حمل مؤخراً رتبة لواء فيالوزارة وكان مسؤول الاستخبارات في فيلق بدر مشيرين الي أهمية "سيادة مبدأ القانون فوق الجميع وعدم تكرار مثل تلك الممارسات والتعامل بشفافية مع ملفات المعتقلين بما يسمح للقضاء البت فيها". وشارك في جانب من التظاهرة أحمد عبد الغفور السامرائي مسؤول الوقف السني الذي ألقى خطبة دعا فيها اليها إطلاق سراح السجناء .

وكانت تظاهرة أخرى قد خرجت في مدينة الكوت الجنوبية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين في سجن الكوت وسبقتها تظاهرتان في السماوة والديوانية الجنوبيتين ايضا .. فيما كشف النقاب عن سجنين سريين في بلدة تلعفر القريبة من مدينة الموصل الشمالية أحدهما تحت مقر للبعث السابق وأخر في مركز الشرطة يحتجز عراقيين تعرضوا للتعذيب.

تعليمات المرجعية الشيعية للانتخابات المقبلة

وزعت عناصر مقربة من مرجعية النجف الشيعية بيانا تضمن تعليمات منها الى الناخبين حول اختيار قوائم انتخابية حددت مواصفاتها . وجاء في البيان الذي استلمت "ايلاف" نسخة منه ان المرجعية ترى ضرورة المشاركة في الانتخابات وعدم انتخاب القوائم الخطرة ( وهي القوائم التي لا تلتزم بالثوابت الدينية والوطنية) او القوائم الضعيفة ( وهي القوائم الغير معروفة وليس لها قواعد شعبية ) او القوائم المحلية ( وهي القوائم التي ليس لها امتداد في باقي المحافظات) او القوائم المفردة .. لكنها اوصت بانتخاب القائمة القوية والتي لها امتداد في المحافظات .
واشارت مصادر عراقية الى ان هذه التعليمات تدعو بشكل غير مباشر لاختيار قائمة الائتلاف الشيعي الموحد والقوائم الصغيرة المؤيدة لها .. وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
أخي المؤمن الناخب أختي المؤمنة الناخبة
لا يخفى على احد الدور الذي انجزته المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف في حفظ بيضة الإسلام والحوزة العلمية الشريفة وتراث أهل البيت (ع) زمان الطاغية ، وقد تبلور هذا الدور وظهر جلياً بعد زوال الطاغية وذلك عندما حفظت الدماء بان لاتراق والأموال بان لا تسرق ،ومن ثم دفعها للعملية السياسية الصحيحة من خلال إصرارها على الانتخابات وكتابة الدستور الدائم من قبل ممثلي الشعب.
فالمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف كانت ولازالت الأب الرحوم والعطوف على جميع المؤمنين والتي لم تدخر جهداً في تشخيص المصالح ودفع الناس إليها فهي دائما عند حسن ظن أبنائها البررة.
وأخر ما تلطفت بعطفها على أبنائها أنها لم تتخلى عنهم في تشخيص القائمة الأصلح التي تنفعهم في أمور دنياهم وذلك من خلال وصايا ستة حملتها وكلائها ومعتمديها (وفقهم الله تعالى لمراضيه) ان ينقلوها بأمانة للناس والمؤمنين وهي :-
- ضرورة المشاركة في الانتخابات
- عدم انتخاب القوائم الخطرة ( وهي القوائم التي لا تلتزم بالثوابت الدينية والوطنية)
- عدم انتخاب القوائم الضعيفة ( وهي القوائم الغير معروفة وليس لها قواعد شعبية )
- عدم انتخاب القوائم المحلية ( وهي القوائم التي ليس لها امتداد في باقي المحافظات)
- عدم انتخاب القوائم المفردة
- ينبغي انتخاب القائمة القوية والتي لها امتداد في المحافظات
أخي المؤمن الناخب أختي المؤمنة الناخبة
أنها لمسؤولية عظيمة هذه التي علقتها المرجعية الدينية العليا بأعناقكم ، وهي النظر بروية والتفحص في القوائم المطروحة ومعرفة شخوصها وتوجههم والتزامهم بعقائد مذهب ال البيت (ع) ومدى انصياعهم للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وكفاء تهم وحرصهم على البلد وامتداد هذه القائمة في المحافظات لمعرفة أنها محلية أم ممتدة في باقي المحافظات.
ومعرفة هذه الخصوصيات وان كان فيه تعب ولكنها ليست مستحيلة وخاصة على المؤمنين الحريصين على دينهم ووطنهم والذين يهمهم أن يكونوا عند حسن ظن مرجعيتهم في التشخيص الصحيح.
كما أن الأمر يستحق لأنه في غاية الخطورة ، فالقائمة الفائزة سيكون لها الحظ الكبير في تأسيس وتدعيم أركان الدولة والبلد ولمدة 4 سنوات بالإضافة إلى إنها معنية بسن 55 مشروع قانون لها علاقة وطيدة بحياة ومستقبل الشعب العراقي فضعوا ضحايا الحروب المدمرة وشهداء المقابر الجماعية ودموع الثكالى واليتامى أمام أعينكم وانتم تضعون استمارات الاقتراع في الصناديق .
ملاحظة:-
نقل لنا بعض الثقاة المأمونين ان المرجعية الدينية العليا تلطفت أكثر على أبنائها بعد بيان هذه الوصايا بايام قليلة فبينت بالقول :- ( أن هذه الضوابط لا تنطبق إلا على قائمتيين ) وهذا معناه حصر دائرة الاختيار في مكان ضيق يسهل التعرف عليه.
كل من يود التاكد من صحة هذه المعلومات الاتصال بمكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وعلى الارقام التالية :- ( 033372804) ( 033364487) ( 033369067 )

جمع من المؤمنين

الحكيم يتوقع فوز ائتلافه

في تصريح له حول استخدام الائتلاف الشيعي الذي يقوده لصور المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني في حملته الانتخابية قال السيد عبد العزيز الحكيم "تفسير هذه المسالة واضح نحن كعراقيين و كاتباع لآل البيت (ع) لدينا مرجعية عليا متمثلة بسماحة السيد السيستاني وهي جزء من هويتنا ولم تقتصر على السيد السيستاني حيث هناك مراجع نستخدم صورهم وليس لديهم موقف وهذا الشيء يعد جزء من قناعة القائمة ولاندعي ان السيد السيستاني يدعمها بشيء مكتوب او وجود نص بذلك او انها تكونت بارادة سماحة السيد السيستاني" واضاف " المسالة الاخرى هي ان سماحة السيد السيستاني لم يخرج من العملية انما يوجب ويدفع كل العراقيين للاشتراك في العملية السياسية والانتخابات ويرى الوجوب الشرعي لذلك وطلب اختيار الاصلح للدين والدنيا وبيَن هذا الامر ولم يشخص قائمة والناس على مستوى من الوعي يؤهلهم لاختيار الاصلح وبالتالي نحن نقف مع من يختاره الناس" .

وعن اساباب عدم تحديد السيستاني لاي قائمة لاختيارها في الانتخابات المقبلة منتصف الشهر الحالي وبما يشير الى ضعف تاييد لقائمة الائتلاف هذه المرة قال الحكيم لمحطة سي ان ان " لم يضعف وله موقف وكل المهتمين برايه يستطيعون الحصول عليه من خلال الوكلاء والموجودين في مكتبه وقد يصدر شيئاً مكتوبا في المستقبل" واضاف "انه سوف لن يذكر نصا اسم أي قائمة وهي نقطة قوة بالنسبة لنا" . وحول ما اذا كان يعتقد بان قائمته ستكسب الانتخابات وتعين رئيس الوزراء المقبل اشار الحكيم قائلا " بالنسبة للفوز ان شاء الله نعتبره من البديهيات وسوف تكون القائمه أكبر الكتل وهي التي تعين رئيس الوزراء اما من هو فهذا القرار يتخذ داخل الائتلاف ولحد الان لم يحدد من هو وخشيتنا من شيء واحد وهو التزوير" .

وفي اجابته عن المسؤولين عن التزوير اوضح الحكيم قائلا " حصل تزوير في الانتخابات السابقة في عدة اماكن في المناطق وفي داخل المفوضية من قبل المسؤولين الدوليين كما حصل في الانتخابات الماضية حسب ما اخبرنا اناس من داخل المفوضية" وقال محددا المسؤولية عن التزوير" انهم فضلا عن المسؤولين العراقيين لكن الاخطر هم المسؤولين الاجانب فهم يمارسون عمليا ما يتعلق ببرنامج جمع الاصوات وتوزيع المقاعد و يوم امس طرحنا الموضوع بشكل تفصيلي مع السيد السفير خليل زاد (سفير واشنطن في بغداد) ثم في اجتماع مشترك مع السيد اشرف قاضي (ممثل الامم المتحدة في العراق) وبينَا اشكالاتنا والسيد اشرف قاضي وعد بملاحقة الموضوع" .