تخاصم مع شقيقه الراحل وطالب بوراثته
رفعت الأسد ينهي حياة المنفى عائدا لدمشق
نصر المجالي من لندن: أعلن اللواء السابق في الجيش السوري ونائب الرئيس السوري سابقا الدكتور رفعت الأسد اليوم أنه قرر العودة الى دمشق لممارسة دوره السياسي والعمل على إقامة مجتمع سياسي ديمقراطي، وظل الأسد الذي حاول في الثمانينات الانقلاب على شقيقه الراحل حافظ الأسد حين كان قائدا لقوات سرايا الدفاع الشرسة التي كان اسسها بقيادته لتقوم بمهمات الإشراف على الأمن الداخلي الخاص بالحكم الذي تسطير عليه أسرته منذ تولي شقيقه الراحل الرئاسة في العام 1970 لعد الحركة التصحيحية التي أطاحت حزبيين وعسكريين سابقين من حزب البعث كانوا يتولون السلطة بقيادة الرجل القوي الراحل صلاح جديد منذ العام 1966 .
وغادر رفعت الأسد سورية منفيا من جانب شقيقه الأكبر الراحل حافظ الأسد بعد فشل انقلابه في العام 1985 واصدر قرارا بحل سرايا الدفاع التي كان يتزعمها والتي لعبت دورا مركزيا في قمع تحرك الإخوان المسلمين في سورية عام 1982. وعاش رفعت الأسد متنقلا في عواصم أوروبية كثيرا حيث مارس التجارة وتقدر ثرواته بالمليارات، ثم أنه اصدر صحفا ومجلات في باريس، وفي نهاية التسعينات أنشأ في لندن فضائية شبكة الأخبار العربية (أيه إن إن ) وعهد إدارتها إلى أبنائه. وهذه الفضائية هي التي أعلنت اليوم نبأ عودته. وكانت معلومات قالت ان رفعت الأسد يعاني مرض عضال وانه طلب من ابن شقيقه الرئيس بشار السماح له بالعودة إلى أرض الوطن ليقضي بقية عمره.
وحين توفي الشقيق الأكبر في العام 1999 ، طالب رفعت الأسد بوراثة الشقيق، لكن ابن الشقيق الرئيس الجديد بشار الأسد، لم يسمح له بالعودة حتى لتلقي العزاء بالشقيق الراحل دلالة على استمرار الخصومات العائلية، وحين ازدادت الضغوط الأميركية في الأوان الأخير على دمشق وخصوصا بعد قرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي ابعد القوات السورية عن الأراضي اللبنانية بعد احتلال دام حوالي 29 عاما، وجد رفعت الأسد الفرصة سانحة إلى إصدار بيانات تدعو الى تعديل الدستور الدستوري والشروع بإجراء إصلاحات شاملة لمواجهة التحديات التي تنذر بتحويل سورية إلى ساحة جديدة للغزو. وكان الاسد دعا في 28 شباط (فبراير) الى سحب القوات السورية من لبنان.
وقال رفعت الاسد في بيان كان أصدره قبل حوالي شهرين من مقر إقامته الدائم في ماربيا الإسبانية، مخاطبا "جماهير شعبنا في سورية العربية" "نتوجه اليكم جميعا من واقع التحديات والمخاطر التي تلف قطرنا العربي السوري لتحوله ساحة جديدة للغزو والعدوان".
واضاف البيان الذي حمل توقيع "التجمع القومي الموحد" "لقد تغير العالم من حولنا على كل الاصعدة ونحن ما زلنا في مكاننا نراوح ونكرر الخطاب نفسه حتى امسينا خارج سياق العصر ان سورية صارت اليوم هدفا مباشرا للاطماع الاجنبية الامر الذي يستوجب منا جميعا ان نعي حجم المسؤوليات".
ودعا البيان الى "تعديل الدستور بما يلائم التطورات ووقف العمل بقانون الأحكام العرفية والسماح بحرية تشكيل الاحزاب وتنظيم انتخابات عامة حرة ونزيهة وضمان حرية التعبير وإصدار الصحف والقضاء على الفساد".
واخيرا، طالب الاسد الذي يعيش في منفاه الاوروبي العائد منه بـ"الغاء المحاكم الاستثنائية وضمان استقلال القضاء وحماية حقوق الانسان السياسية والاقتصادية ورفض اي محاولة للاستقواء بالاجنبي وتأكيد اهمية الحفاظ على الاستقلال الوطني".
















التعليقات