لم يدخل النبي أرض فلسطين الموعودة لكنها دخلتها
لورا بوش على خطى موسى من دافوس

لورا بوش تقف في ذات المكان الذي راى
فيه النبي موسى الارض الموعودة ولم يدخلها
نصر المجالي من لندن: بعد أول مشاركة لها في منتدى عالمي حاشد بحجم دافوس الذي ختم أعماله اليوم على الضفة الشرقية للبحر الميت من الجانب الأردني، فإن سيدة أميركا الأولى التي فجرت خلال مشاركتها قضايا حساسة مثيرة للجدل تتعلق بواقع حال المرأة العربية وتعليم الأطفال والأمية بدأت مرحلة ثانية أيضا مثيرة للجدل بزيارتها للقدس حيث محتمل أن تشمل زيارة للمسجد الأقصى وسط رفض إسلامي في المناطق الفلسطينية.

وكانت السيدة الأميركية الأولى زارت أمس واحدا من أهم المواقع التاريخية في التاريخ اليهودي والمسيحي وهو جبل نبو حيث مقام النبي موسى، وتقول الروايات اليهودية إن النبي رأى من هناك الأرض الموعودة ولم يدخلها حيث مات قبل إنجاز المهمة التي استغرقته عشرات السنين في قيادة العبرانيين من مصر الفرعونية إلى أرض اللبن والعسل الموعودة وذلك قبل ميلاد السيد المسيح بستمائة عام، ويقع جبل نبو التاريخي في منطقة مأدبا بوسط الأردن قبالة قلعة مكاور التي كذلك تذكر الروايات التاريخية أن الحاكم الروماني هيرودوس ذبح النبي يحي (يوحنا المعمدان) بن زكريا فيها انتقاما من بعد وشاية من الراقصة اليهودية سالومي التي قدم الحاكم راسه هدية لها.

وخلال زيارتها، فإن السيدة بوش التي تقول المعلومات الأميركية إنها مثل زوجها الرئيس جورج دبليو بوش ذات ارتباط عميق بالديانة المسيحية وفروضها، فإنها عقدت جلسة حوار مع سيدات اردنيات يمثلن مختلف القطاعات ، كما التقت الرهبان المشرفين على المكان التاريخي، واستمعت من العاملين في الحقل الأثري على أهمية الموقع الديني والأثري عبر العصور التاريخية والمقتنيات الأثرية الموجودة في متحف الموقع.

ونوهت السيدة الأميركية الأولى بأهمية الموقع الاثري والديني في المنطقة والذي يحكي قصة الحضارات التي تعاقبت على المكان وزادته عراقة وقداسة، كما التقت بوش مع عدد من الفعاليات النسائية في موقع "حارة جدودنا" الواقعة في عدد من البيوت التراثية القديمة التي تبين واقع مدينة مأدبا الأثري في مختلف العصور، وقالت بوش ان هذه الزيارة إلى دول المنطقة ومن ضمنها الاردن الذي تربطنا معه علاقات مميزة تصب في خدمة العملية السلمية مقدرين دور الاردن في تعزيز الامن والاستقرار بما يخدم السلام ويعود على شعوب المنطقة برمتها بالخير

وعرض عدد من السيدات ما وصلت إليه المرأة الأردنية من تقدم ومشاركة في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية بفضل التشريعات والقوانين التي وضعتها الحكومة بتوجيه مباشر من الملك عبد الله الثاني إيمانا منه في مشاركة الجميع في عملية التنمية، وحضر اللقاء أمين عام اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة الدكتورة امل الصباغ ومديرة مركز الاميرة بسمة للشباب دانا الدجاني والعين وجدان الساكت والقاضي ملك غزال والمحامية ريم ابو حسان والصحفية رنا الحسيني.

وكانت لورا بوش القت خطابا أمام منتدى دافوس الدولي أدهشت في مرئياته المشاركين كافة، وقالت إن منطقة الشرق الاوسط تتجه نحو الاصلاح والتغيير، مشيرة الى رغبة شعوب المنطقة في ترسيخ الحريات والديمقراطية واحترام حقوق الانسان. ولفتت في خطابها الى الانتخابات الديمقراطية التي اجريت في افغانستان والعراق والاراضي الفلسطينية. واشادت بالمظاهرات التي شهدتها ساحة الشهداء في بيروت المطالبة بانهاء الاحتلال واقامة انتخابات حرة. كما تطرقت الى قرار البرلمان الكويتي باعطاء كامل الحقوق السياسية للنساء بعد عشرين عاما من السعي المتواصل للحصول على حقوقهن.

وقالت ان جميع النساء اللواتي لا تزال حقوقهن منتقصة يتطلعن الى هذه التجربة مشيرة الى أن المرأة الاميركية لم تحصل على حق الانتخاب الا بعد 100 عام من تأسيس الدولة. وأكدت على أهمية التعليم وتحسين وضع المرأة للنهوض بالمجتمعات وتعزيز مشاركة المواطنين في اتخاذ القررات. وقالت ان المتعلمين أكثر قدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم ومعرفة واجباتهم كمواطنين.

واضافت السيدة بوش ان التعليم بات العنصر الاكثر اهمية في بناء مجتمعات حرة ومزدهرة خصوصا في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية التي نشهدها. وزادت ان التعليم يساعد على خلق اجيال تتجاوز حدود الكراهية واليأس ويفتح الباب امام فرص غير محددة والابداع. وقالت ان التعليم في الولايات المتحدة متاح أمام جميع المواطنين من شتى الديانات والاعراق والاصول الاجتماعية الا انه يعتبر نوعا من الرفاهية في عدد من دول العالم وغير متوفر لكافة الاطفال خصوصا الفتيات اللواتي منعن عن التعليم بسبب الثقافة المجتمعية.

واشارت الى وجود 800 مليون أمي في العالم تشكل النساء ثلثيهم منوهة الى وجود 120 مليون أمي منهم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، 75 مليونا منهم من النساء. وطالبت عقيلة الرئيس بوش ببذل المزيد من الجهود لمكافحة الأمية ومساعدة الامهات في تجاوز هذه المشكلة خصوصا وان الأم تعد المدرسة الاولى لأطفالها.

واشارت الى عمل الولايات المتحدة مع مجموعة الثماني ومع الوزراء المعنيين في دول المنطقة لتوسيع دائرة التعليم ومكافحة الأمية خصوصا لدى النساء وتوفير التدريب والتأهيل لادخالهن الى سوق العمل. ويسعى المشروع بحسب بوش الى محو الأمية لدى 20 مليون مواطن بحلول العام 2015 حيث يلتقي المسؤولون عن المشروع خلال الايام القليلة المقبلة في الأردن.

واخيرا، قالت ان الولايات المتحدة ومن خلال مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط ستقوم بتوزيع كتب مترجمة للمدارس الابتدائية حيث سيتم توزيع مليوني نسخة على الاطفال في المنطقة ضمن برنامج مكتبتي العربية'. واضافت ان البرنامج يسعى لتعزيز قدرة الاطفال على القراءة وتطويرها اضافة الى مساعدة الأمهات في معرفة سبل ومناهج التدريس. وتطرقت بوش الى أهمية تطوير اللغة الانجليزية لدى الشباب الى جانب اللغة العربية خصوصا انها توفر مزيدا من الفرص في سوق العمل مشيرة الى توسع برنامج منح تعلم اللغة الانجليزية ليصل الى 13 الف شاب.