الرباط: أعرب الوزير الأول ادريس جطو عن أسفه للتصريحات الرسمية الأخيرة للقيادة الجزائرية بخصوص قضية الصحراء المغربية، معبرا عن اندهاشه لتبني الجزائر موقفا "ممنهجا ومعاديا " للمصلحة العليا للمغرب ومتناقضا مع الشرعية الدولية والجهود الأممية.
وقال جطو في التصريح الحكومي الذي عرضه اليوم الإثنين أمام مجلس النواب "وإذ نعرب عن أسفنا الشديد للتصريحات الرسمية الأخيرة للقيادة الجزائرية بخصوص قضيتنا الوطنية ، نستغرب لتبني الجزائر موقفا ممنهجا ومعاديا للمصلحة العليا للمملكة ، ومتناقضا مع الشرعية الدولية والجهود الأممية".

وأكد أن هذا الموقف يأتي في الوقت الذي "شرع فيه البلدان في تطبيع علاقاتهما إثر الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للجزائر في شهر مارس الماضي وعشية انعقاد القمة المغاربية بليبيا الشقيقة".

وجدد جطو ،بهذه المناسبة، التأكيد على التزام المغرب بالتعاون الكامل مع الجهود الأممية للوصول إلى حل سياسي توافقي لقضية الصحراء في إطار السيادة المغربية ووفق الإختيارات الديمقراطية للمملكة.

وأكد أن المغرب ما يزال ملتزما بهذا التعهد وعازما على بذل كل الجهود الممكنة لخلق الظروف الكفيلة بضمان هذا الحل السياسي .

وقال إن "قضية صحرائنا تحتل صدارة اهتماماتنا وتبقى أولى أوليات بلادنا ملكا وحكومة وشعبا ، قضية مقدسة جعل منها صاحب الجلالة محور نشاطه الدولي المكثف ومركز انشغالات الآلة الديبلوماسية المغربية وأولوية العمل الحكومي".

وبخصوص ملف المغاربة المحتجزين بمخيمات تيندوف ، أوضح الوزير الأول أن المغرب يواصل جهوده سواء على مستوى الأمم المتحدة ، أو في علاقاته الثنائية مع الدول الصديقة والشقيقة لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يعاني منها المحتجزون بمعتقلات تندوف والتي تتواصل في خرق سافر للمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني ولقرارات مجلس الأمن.

وأكد جطو مواصلة المسيرة التنموية بثبات في الأقاليم الجنوبية "حتى ترقى إلى أعلى مستويات التنمية الإقتصادية وينعم رعايا صاحب الجلالة بهذه الأقاليم بكافة شروط العيش الكريم"، مشيرا في هذا الصدد إلى مجهودات الحكومة في مجال تعزيز البنيات التحتية والمرافق العمومية بالجهات الجنوبية.

وذكر في هذا السياق بالبرنامج التنموي الاستراتيجي الذي شرعت في تنفيذه وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة والذي رصد له غلاف مالي يتجاوز7 ملايير درهم ، ووجه بالأساس لتحسين وتطوير المؤشرات الاجتماعية وتحسين مناخ الاستثمار وخلق الثروات وفرص الشغل.

وأشاد جطو بالقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة "لروح التفاني والتضحية والإقدام التي أبانت عنها وما تزال في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية وخدمة المقدسات وضمان أمن وطمأنينة المواطنين".

كما حيى روح التعبئة والاستماتة في الدفاع عن قضية الصحراء التي تتحلى بها كافة مكونات المجتمع من هيئات سياسية ومنظمات نقابية ومجتمع مدني ومنابر إعلامية موجها تقديرا خاصا لكل فعاليات الأقاليم الجنوبية ، أفرادا وهيئات وجماعات ، التي تتصدى بكل قوة وإيمان لمناورات أعداء وحدة المغرب الترابية بكل أشكالها.

وبخصوص الاتحاد المغاربي قال الوزير الأول إن المغرب يبقى متشبثا بالاختيار المغاربي وبناء صرح اتحاد المغرب العربي على أسس متينة تجسد الروابط التاريخية لشعوب المنطقة ، وتوفر الظروف والمناخ الملائمين للارتقاء بهذا الفضاء إلى قطب جهوي قادر على الاندماج في المنظومة الاقتصادية العالمية الجديدة، في إطار من الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية.