رام الله : قال مساعدون ودبلوماسيون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد ان تثمر زيارته الاولى للبيت الابيض هذا الاسبوع عن تأكيدات من الرئيس الاميركي جورج بوش ،بالضغط على اسرائيل لتبدأ في تنفيذ خريطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط.لكن عباس خفض توقعاته بالحصول على وعود ملموسة من بوش بشأن مفاوضات "الوضع النهائي" الخاصة باقامة دولة فلسطينية فور اخلاء اسرائيل لقطاع غزة المحتل في غضون ثلاثة أشهر.

وقال مسؤول فلسطيني بارز "عباس لا يعلق آمالا كبيرة على ان بوش سيلزم نفسه بالضغط على اسرائيل لدخول مفاوضات الوضع النهائي بعد انسحابها من غزة."

وأضاف "لكنه يريد تأكيدات من بوش بأنه سيحمل اسرائيل على تنفيذ خريطة الطريق بعد الانسحاب من غزة (لتهيئة الساحة) لاقامة دولة ذات سيادة وأراض متصلة."

ولاجتماع يوم الخميس أهمية رمزية كبيرة باعتباره الاول لرئيس فلسطيني منذ عام 2000 عندما انهارت محادثات السلام في الشرق الاوسط واندلعت أعمال عنف عادة ما يلقي المسؤولون الأميركيون المسؤولية فيها على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ورحبت واشنطن الحريصة على بدء خريطة الطريق المتعثرة منذ فترة طويلة بتعهد عباس بالسعي لاقامة الدولة من خلال السبل السلمية وكذلك بوقف اطلاق النار الذي أعلنه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في فبراير شباط وحث النشطاء على الالتزام به. كذلك دعمت واشنطن تعهد عباس بالسعي الى اقامة الدولة الفلسطينية بالوسائل السلمية.

لكن قوة الدفع الدبلوماسية تقلصت.

فكشفت سلسلة من انتهاكات وقف اطلاق النار من جانب نشطاء في غزة يقولون انهم يردون على هجمات اسرائيلية عن ضعف قبضة عباس. ومن ناحية أخرى علقت اسرائيل بوادر كسر الجليد مثل الانسحابات العسكرية من مدن بالضفة الغربية المحتلة.

وقال شارون لقادة اليهود في نيويورك يوم الاثنين ان ثلاثة تجمعات استيطانية يهودية في الضفة الغربية هي جوش اتسيون وارييل ومعالي ادوميم "ستظل في ايدي اسرائيل الى الابد."

وقال في كلمة ان الأجزاء الأخرى من الضفة الغربية يمكن تركها "لمفاوضات الاتفاق النهائي."

ويرحب الفلسطينيون باستعادة غزة ولكنهم يقولون انه اذا ما احتفظت اسرائيل بأجزاء كبيرة من الضفة الغربية في اطار مقايضة فانها ستمتص قلب المنطقة المفترض ان تقام عليها دولتهم.

ويقول العديد من المحللين انه اذا أغلق شارون باب المفاوضات بعد ازالة جميع مستوطنات غزة الاحدى والعشرين وأربع من 120 مستوطنة في الضفة الغربية فان النشطاء سيستأنفون شن هجمات كبيرة.

وقال مصدر سياسي اسرائيلي بارز ان دوف فايسجلاس المستشار الامني لشارون سيسبق عباس الى واشنطن يوم الثلاثاء لحث البيت الابيض على عدم تقديم أي وعود للرئيس الفلسطيني بشأن أي خطوات ملموسة باتجاه اقامة دولة.

وأبلغ المصدر رويترز "فايسجلاس سيشرح للأميركيين أن هناك مخاوف متنامية في اسرائيل من اقامة (ارض حماس) في قطاع غزة بعد أن نتركها وأن اعطاء عباس جائزة قبل أن يقضي على الارهاب سيضر بموقف شارون من المضي قدما في خطة فك الارتباط."

وسيطلع عباس بوش على أحدث الاصلاحات التي أشاد بها المسؤولون الأميركيون والتي أحال فيها للتقاعد قادة تجاهلوا أوامره بكبح جماح النشطاء ودمج أجهزة أمنية وسعى لتجنيد نشطاء في الشرطة.

وقال رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية ان الرئيس سيحاول توصيل رسالة مفادها أن تغيير ثقافة العمل الارهابي أفضل من تفكيك البنية الاساسية لجماعات النشطاء بالقوة. وان اجتذاب الجماعات للتيار الرئيسي سيجعلهم أكثر اعتدالا.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية لجماعة الضغط الموالية لاسرائيل في واشنطن ان الرئيس سيؤكد على أهمية تعزيز عباس للديمقراطية في المناطق الفلسطينية.

وقالت رايس "سيكون الرئيس واضحا بان هناك التزامات يتعين الوفاء بها وان هناك أهدافا يتعين تحقيقها ولكن الديمقراطية هي هدف لا يمكن التعدي عليه أو الجدل بشأنه