نصر المجالي من لندن: يستعد الكونغرس الأميركي للتصويت على تعيين أول سيدة عربية في مرتبة كبيرة في وزارة الخارجية الأميركية، وكان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش اختار دينا حبيب باول، وهي من أصل مصري ومولودة في القاهرة، لمنصب مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون التربوية والثقافية. وفي أول ظهور لها أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ تكلمت الدبلوماسية الجديدة، التي توصف في أروقة البيت الأبيض برقتها وخارق ذكائها، عن شعار كبير سيكون له أولوية قصوى في تنفيذه لمسؤولياتها الجديدة وهو "حوار أميركا مع العالم".

وفي كلمتها أمام لجنة العلاقات الخارجية، حيث يتقرر هناك تأييد ترشيحها للمهمة الجديدة ثم يصار إلى التنسيب بذلك للكونغرس طالبت الدبلوماسية الجديدة من بلدها الولايات المتحدة بأن "تتفاعل مع بقية العالم". وتؤكد السيدة المصرية الأميركية اعتزازها بانتمائها إلى منطقة الشرق الأوسط وافتخارها بتراثه وعاداته وتقاليده، وقالت "أنا كمواطنة أميركية فخورة بتراثي الشرق أوسطي، وأعلم جيداً بأن رسالة أميركا المتمثلة بالحرية والأمل هي قوية، وأتطلع باهتمام إلى نشر تلك الرسالة في جميع أنحاء العالم".

وشغلت باول خلال الأعوام الأربعة الماضية منصب رئيسة مكتب موظفي البيت الأبيض، وستحل في منصبها الجديد محل باتريشا هاريسون، التي شغلت المنصب منذ العام 2001. وأضافت دينا حبيب باول "صحيح أن قليلا جداً من الناس يعرفون شيئاً عن كرم الولايات المتحدة، وعطفها على الآخرين واحترامها لهم، ولكن "لكي ننجح، علينا أن نصغي. إن تفاعلنا مع العالم يجب أن يكون نقاشاً، وليس حوارًا من طرف واحد فقط".

وستكون هذه السيدة التي تتقن اللغة العربية بطلاقة إلى جانب لغتها الإنجليزية وكان والدها هاجر إلى الولايات المتحدة وهي طفلة، مسؤولة عن برامج التبادل التابعة لوزارة الخارجية، إذا ثبّت الكونغرس تعيينها، وقالت في حديثها للجنة الشؤون الخارجية "إنني ملتزمة بتوسيع هذا الطريق الواسع للحوار في اتجاهين بين الشعوب".

وأضافت "وسأعمل على جعل الطلاب الدوليين يعلمون بأنهم موضع ترحيب في كليات وجامعات الولايات المتحدة، وتشجيع المزيد من النساء والفتيات على الاشتراك في برامج تبادل، كما سأعمل على إشراك القطاع الخاص بصورة أوسع في جهودنا من الدبلوماسية العامة".

وأشارت إلى أن الدبلوماسية العامة هي مسؤولية جميع المواطنين الأميركيين، ورداً على أسئلة من أعضاء اللجنة، أعربت دينا عن اهتمامها بإيجاد طرق خلاقة لتوسيع برامج إرسال محاضرين أميركيين إلى مختلف أرجاء العالم.

ومن جانبهم، أشار عدد من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية إلى أن حكاية الدبلوماسية الجديدة "تمثل بصورة مصغرة ما ترمز إليه الولايات المتحدة"، واستذكرت السناتور كاي بايلي هاتشنسون، التي قدّمت المرشحة دينا باول بأنه قبل عشر سنوات فقط "كانت باول موظفة تحت التدريب في مكتب أحد أعضاء مجلس الشيوخ".

ومثل أمام اللجنة أيضاً شان ماكورماك، مرشح الرئيس بوش لمنصب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة. وإذا ثبّت في ذلك المنصب، سيصبح الناطق باسم وزارة الخارجية وسيعقد المؤتمرات الصحافية اليومية للوزارة. وتحدث ماكورماك أيضاً عن حاجة أميركا إلى أن تصغي في نطاق الحوار العالمي، وأن تستعمل "جميع أدوات الاتصالات لكي تشرح على نحو أفضل تصرفاتنا وأسباب سياساتنا."

وأشار ماكورماك إلى أنه سيبحث عن طرق جديدة للوصول إلى جماهير جديدة وسيجعل موقع الويب التابع لوزارة الخارجية "مكان حوار تبادلي حول سياسة الولايات المتحدة الخارجية"، وسيخلف ماكورماك، الذي شغل في السابق منصب الناطق باسم مجلس الأمن القومي، المتحدث الرسمي الحالي رتشارد باوتشر.

يذكر أنه كانت من مهمات دينا خلال فترة عملها في البيت الأبيض بالقرب من الرئيس بوش، إبداء الرأي في اختيار أهم الموظفين السياسيين والمرشحين للوظائف الحساسة، وهذا يشمل الوزراء ومساعديهم والسفراء الجدد ومجلس الرئيس ومختلف أعضاء الهيئات التابعة للبيت الأبيض، وكذلك تقديم نبذة عن طبيعة عمل كل واحد منهم وخلفيات عن سيرته المهنية.

وكانت دينا حبيب باول، عملت قبل ذلك، في منصب مدير شؤون الكونغرس للجنة الحزب الجمهوري الحاكم، كما عملت مستشارة خاصة لرئيس اللجنة وكان من ضمن مهماتها القيام بعمل ضابط الاتصال مع بقية أعضاء الكونغرس، كما عملت كأحد الموظفين الكبار في مكتب زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأميركي ديك آرمي.

يشار، ختاما، إلى أن، دينا حبيب باول، خريجة جامعة تكساس في مدينة هيوستن، وهي تحمل شهادات جامعية عليا من بينها شهادة الليسانس في العلوم الإنسانية.