بهية مارديني من دمشق: اكدت الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين السوريين، الناطقة باسم المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم في سورية على مزيد من الانفتاح على القوى الوطنية بما يعزز مكانة سورية ويفسح المجال للجميع للاسهام في بناء مستقبل بلادهم وتقدمها ، وهو الأمر الذي تطرق اليه الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه التوجيهي أمام أعضاء المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث اليوم ، منوهة إلى أن مضمون كلمة الرئيس السوري كما قرأتها هو التركيز على الفكرة ونبلها وأهمية النقد البناء ومحاسبة الذات والتماس القدوة في الممارسات والافعال ، وتابعت لن المؤتمر سيشكل مفصلا ومرتكزا هاما ليزيد سورية قوة ومنعة .

وأشارت شعبان في مؤتمر صحافي عقدته بعد ظهر اليوم في المركز الاعلامي المصاحب لفعاليات مؤتمر البعث الى انتخاب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع رئيسا للجنة السياسية والمهندس محمد ناجي العطري رئيسا للجنة الاقتصادية والدكتور غياث بركات رئيسا للجنة التنظيمية وذلك في الجلسة الاولى لمؤتمر البعث التي ُعقدت اليوم حيث أشارت الى انه لم يتقدم احد بترشيح نفسه امام رؤساء اللجان الثلاث قبل التصويت.

وأضافت لقد شكّل المؤتمر بعد القاء الرئيس السوري لخطابه والقاء كلمات الأمناء العامين لاحزاب الجبهة الوطنية التقدمية التسعة المنضوية تحت لواء البعث ،ثلاث لجان سياسية واقتصادية وتنظيمية، وُترك لأعضاء المؤتمر الخيار بالانضمام الى احداها لتناقش التقارير التي اعدتها الهيئات الحزبية لتصدر توصيات يتم اقرارها في ختام المؤتمر .

وأوضحت شعبان ردا على سؤال حول الاستقالات التي تسرب انها ستكون في اول يوم من ايام المؤتمر ان عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري لم يقدم استقالته وان هذا من ضمن الشائعات التي احيطت بالمؤتمر قبل انعقاده ، واشارت الى ان الانباء والتصريحات المتعلقة بالمؤتمر كانت لكل من يعلم ولايعلم لذلك اشارت على المكتب الاعلامي الا يتابعها رغم رصدها لها منذ فترة.

ورات الوزيرة السورية ان طرح الرئيس الاسد موضوع الفساد هي اشارة قوية للمؤتمر لتحديد اليات مكافحته ليخرج المؤتمر بتوصيات حولها ولتعمل السلطة التنفيذية على وضعها موضع التنفيذ .

وشددت شعبان انها تريد ان يقوم كل مواطن بدور فاعل ضمن هذه المكافحة ، منوهة الى انها لاتؤمن بتقسيم اعضاء المؤتمر الى جيلين ، وشددت على انها لاتريد ان تستبق ماسوف يسفر عنه المؤتمر.

واضافت شعبان يجب ان نعرف ماهي التحديات المطروحة علينا وان نواجه هذه التحديات بشجاعة وان يكون لدينا المنهجية والارادة لذلك.

وردا على سؤال حول ان الرئيس الاسد ذكر التطوير ولم يذكر الاصلاح اجابت ان التطوير كلمة مهمة لانه مهما كانت الحداثة لايمكن الوصول اليهال دون تطوير ، وشددت على ماقاله الرئيس حول توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار الوطني والمزيد من الانفتاح على القوى الوطنية بما يعزز مكانة الوطن ويفسح المجال للجميع للاسهام في بناء مستقبل سورية وتقدمها.

ويشارك في اعمال المؤتمر1231عضوا اصيلا "يحق لهم الترشيح والانتخاب" ومراقبا ، يمثلون فروع الحزب في المحافظات السورية ووحدات الجيش والقوات المسلحة بالاضافة الى اعضاء اللجنة المركزية للحزب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية .

من جانبه هاجم الدكتور خلف الجراد عضو المؤتمر المنتخب عضو اللجنة الإعلامية رئيس تحرير جريدة تشرين الرسمية "القوى والجهات " التي عمدت إلى الإيحاء الإعلامي عالمياً بأن المؤتمر سيكون مصيرياً وربطت به عن قصد وسابق تخطيط مسيرة الحزب ومستقبله السياسي والتنظيمي وحتى وجوده برمته.. وطبعاً بالنتيجة مستقبل سورية ونظامها السياسي واستقرارها ومجمل دورها القومي.. مع أنه مؤتمر حزبي دوري عادي يتناول في النقاشات الحزبية الداخلية القضايا والمسائل التنظيمية والأوضاع الاقتصادية للبلاد، وأبرز الاتجاهات المستقبلية في هذا الشأن والقضايا السياسية التي حدثت في السنوات الخمس الماضية وتحركات القيادة السياسية والدبلوماسية السورية دفاعاً عن حقوقنا المشروعة، وتوجّهاتنا العربية والإقليمية والدولية.. إضافة إلى مناقشة بعض المحاور التي تشكّل قاعدة ناظمة للحوارات والاجتهادات الفكرية الارتكازية في إطار تطوير الحزب لنظريته، ومقاربة أهدافه وتوجّهاته العقائدية الكبرى، على ضوء تجربته الطويلة، والمستجدات الحاصلة في العقدين الأخيرين، ومرتسماتها الفكرية والسياسية، والأيديولوجية. ‏

واعتبر الجراد في كلمته الافتتاحية اليوم "...أما الذين ينتقدون السير المتوازن والمحسوب في عملية الإصلاح، واصفين ذلك "بالسير السلحفاتي"، فإننا نشير من خلال تجارب الدول والشعوب إلى أن مشية السلحفاة المتوازنة على الطريق الصحيح أفضل مئات المرات من قفزات الأرنب على الطريق الخطأ.. "

واكد الجراد "أن للوقت في المؤتمر قيمته الكبيرة والاستثنائية، وأي هدر له من خلال الاستغراق في المسائل الجانبية والهامشية والشخصية، أو في محاولات الاستعراض التنظيري وإعطاء الدروس، والإيحاء بأن الحلول العبقرية لوضعنا الاقتصادي موجودة في جيب أو دماغ هذا الرفيق "الأستاذ"أو ذاك ليست سوى طوباوية عقيمة ولعبة انتهازية مكشوفة. فالبحث الجماعي والتفكير الواقعي والأطروحات القائمة على الممارسات الميدانية هي وحدها التي تغني أعمال المؤتمر وتشكّل دفعة إيجابية لمقرراته واتجاهاته الأساسية". ‏

واوضح الجراد "علينا جميعاً أن نفرّق بين مؤتمر حزبي له أجندته وبرنامجه وتقاريره وأساليب النقاش وفق أسس تنظيمية محددة، وبين ندوة أكاديمية أو ورشة للعصف الفكري والرياضة الذهنية الاستعراضية".