أمر باعتقال منذر الشاوي وزير العدل الاسبق
سبعاوي أخ صدام أمام لجنة تحقيق غدا

وثيقة تحمل توقيع الشاوي يأمر فيها
بإعدام مواطن عراقي لأسباب سياسية
أسامة مهدي من لندن: من المقرر ان يمثل سبعاوي ابراهيم الحسن الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ورئيس جهاز استخباراته امام لجنة تحقيق في المحكمة العراقية الجنائية المختصة بالجرائم ضد الانسانية، في وقت اصدرت المحكمة امرا باعتقال وزير العدل الاسبق في زمن النظام السابق منذر الشاوي اثر نشر وثائق تؤكد اصداره اوامر باعدام 102 مواطن عراقي .

وقال نواب في الجمعية الوطنية العراقية اليوم إن سبعاوي إبراهيم الحسن الذي اعتقل مؤخرا بعد ان سلمته السلطات السورية الى السلطات العراقية سيستدعى يوم غد الإثنين للتحقيق معه فيما سيتم عرض مشاهد من الاستجواب معه على شاشات بعض القنوات الفضائية .

وكشفت لجنة التحقيق التي تستجوب الحسن في وقت سابق عن ادلائه بمعلومات خطيرة تؤكد تمويله لعمليات الارهاب في العراق من داخل الاراضي السورية وقتله 607 كويتيين اضافة الى قتل الكاتب العراقي المعروف عزيز السيد جاسم . واكدت انه كشف عن الاموال التي كان قد استولى عليها ونقلها الى خارج العراق قبل وبعد سقوط النظام العراقي في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 ومنها الى بعض الدول العربية ودول شرق اسيا وباسماء مستعارة وهي بمليارات الدولارات .


وقالت ان سبعاوي اعترف بمشاركته الفعالة في عمليات تخريب وقتل وتعذيب المشاركين في انتفاضة اذار (مارس) عام 1991 وقمعها اضافة الى مساهمته في قتل اكثر من 84 عائلة في بلدة الدجيل (60 كيلومترا شمال غرب بغداد) عند اعتقالهم في سجن ابو غريب في ضواحي بغداد عام 1982 وهي القضية المتهم فيها ايضا طه ياسين رمضان نائب صدام وبرزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام عندما كان رئيسا لجهاز الاستخبارات اضافة الى رئيس محكمة الثورة ومسؤول حزب البعث في المنطقة وابنه الحزبي كذلك.

وكانت الدجيل شهدت عمليات اعدام بالجملة إثر تعرض موكب صدام حسين في شهر تموز (يوليو) عام 1982 الى محاولة اغتيال اثناء مروره في احد شوارعها وعلى اثر ذلك انتقلت اجهزة امنية متعددة تابعة للنظام السابق متمثلة بوحدات من قوات الجيش والامن العامة والاستخبارات العامة وحزب البعث الى موقع الحادث للتحقيق ومن ثم اعتقال مئات الافراد ومنهم من تعرض للاعدام والحجز القسري في صحراء السماوة في مجمع ليا ومكثوا فيه اربع سنوات ومنهم رجال ونساء واطفال وشيوخ كما تم تجريف الاراضي الزراعية والبساتين العائدة للسكان الذين تم اعدامهم واعتقالهم على خلفية محاولة الاغتيال.

واشارت الى ان سبعاوي ابلغ اللجنة انه وبمساعدة اخرين قتل في يوم واحد في سجن الاستخبارات في منطقة كرادة مريم في العاصمة العراقية 150 رجلا خلال عمليات التحقيق في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس المخلوع عام 1979 والتي نفذ فيها صدام حكم الاعدام بثلثي اعضاء مجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة . ونقلت صحيفة النهضة البغدادية عن اللجنة قولها ان سبعاوي اقر بدسه السم لوزير الخارجية الاسبق شاذل طاقة ووفاته في المغرب عام 1974 وقتله عبد الكريم الشيخلي وناصر الحاني ومرتضى الحديثي الذين تعاقبوا على تولي منصب وزارة الخارجية في فترة السبعينات من القرن الماضي .

واكدت مصادر التحقيق مع سبعاوي انه اقر بمسؤوليته عن قتل اكثر من 607 كويتيين بعد اعتقالهم اثر غزو صدام للكويت صيف عام 1990 وكذلك قتله للكاتب السياسي العراقي المعروف عزيز السيد جاسم عام 1991 . وقالت ان سبعاوي استولى خلال هذا الاحتلال على 500 سيارة من شركتي السدير والبهباني الكويتيين وباعها لحسابه في الاسواق العراقية المحلية اضافة الى استيلائه على 60 مليار دينار عراقي مخصصة لجهاز الامن العام خلال ترؤسه له بعد عام 1991 .

وكان سبعاوي يحمل الرقم 36 في قائمة المطلوبين من المسؤولين العراقيين السابقين وشغل منصب رئيس الاستخبارات ووضعت مكافأة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي الى اعتقاله او قتله .

وقبل بضعة أشهر قالت الحكومة العراقية إن سبعاوي إبراهيم أحد مسؤولين اثنين على الاقل من حزب البعث السابق يوجهان الانشطة المناهضة للولايات المتحدة في العراق من سورية. واعتقل بالفعل وطبان وبرزان التكريتي شقيقا سبعاوي ابراهيم وهما محتجزان في منشأة يديرها الجيش الاميركي في ضواحي بغداد ومن المقرر محاكمتهما في الاشهر المقبلة . . وباعتقال سبعاوي يكون الاخوة الثلاثة غير الاشقاء قد القي القبض عليهم .

وعلى صعيد اخر قال موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني على الانترنت إن المحكمة الجنائية المختصة بالجرائم ضد الانسانية قد اصدرت أمراً بالقاء القبض على الدكتور منذر الشاوي وزير العدل في حكومة صدام حسين والذي رُشح من قبل بعض العراقيين السنة ليكون عضوا في لجنة كتابة الدستور واضاف ان قاضي التحقيق منير حداد قد اصدر أمراً إلى الشرطة العراقية لالقاء القبض على الوزير الاسبق .

وكان مقرر حقوق الانسان في العراق الدكتور عبد الصاحب الحكيم اشار امس الاول الى انه يمتلك 102 وثيقة اصلية باللون الأحمر تثبت ان الشاوي قد اصدر شخصيا أمرا بتنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت ب 102 من العراقيين في سجن ابو غريب وقال " لقد جلبت تلك الوثائق معي الى لندن عندما اقتحمت سجن ابو غريب بعد سقوط النظام الصدامي البعثي المجرم لإطلاع المنظمات الدولية على جرائم ذلك النظام الفاسد .

وحذر الحكيم المسؤولين العراقيين في بغداد "من مغبة الموافقة على تعيين هذا المجرم الفاسد و اطالب باعتقاله فورا ان كان في العراق أو إصدار امر اعتقاله الى الشرطة الدولية ، و تقديمه للمحاكمة العادلة جراء ما اقترفته يداه و يدا المجرم صدام و عصابة البعث الفاسد ضد العراقيين الشرفاء الذين ملأوا المقابر الجماعية في العراق .. و الا فان أعين الشهداء و ذويهم سوف لا تقر ما دام من امثال صدام البعثي المجرم في مأمن من العقاب ".