تقرير بريطاني يكشف عنه لصالح جمال
مبارك أحبط انقلاب قصر قادته سوزان

نصر المجالي من لندن: كشف تقرير صحافي بريطاني اليوم أن الرئيس المصري حسني مبارك كان أحبط ما يمكن تسميته بـ "انقلاب قصر" كانت تخطط له السيدة الأولى سوزان مبارك زوجة الرئيس لصالح توريث الحكم لابنها جمال. وقال التقرير إن صراعا حادا جرى بين الرئيس المصري (77 عاما) وزوجته سوزان المولودة لأم ممرضة من مقاطعة ويلز البريطانية حيث كانت تسعى إلى إقناع الرئيس بالتنازل بعد إعادة انتخابه المنتظرة لولاية خامسة في أيلول (سبتمبر) المقبل، وهذا "سيفتح المجال أمام الحزب الوطني الحاكم لاختيار الابن جمال (41 عاما) كخليفة شرعي وحيد"، وذلك حسب ما نقله التقرير، من وجهة نظر زوجة الرئيس.

هنا يشار إلى أن كاتب التقرير، هو ضابط الموساد الإسرائيلي السابق عوزي محنيمي الذي تفرغ للكتابة، وتخصص بتقاريره المعلوماتية لصحيفة (صنداي تايمز) البريطانية ذات الانتشار الواسع وتصدر كل يوم أحد من أيام الأسبوع.

وقال محنيمي إن الرئيس مبارك حسم الصراع منذ العام الماضي، حين أجاب بشكل واضح حين سئل عن إمكانية توريث الرئاسة لابنه جمال بقوله "مصر بلد جمهوري، ولا مجال فيها لتوريث الأبناء، وأمر من هذا القبيل لن يتم". وهنا يقول الكاتب "يبدو أن رفض مبارك لهذا المبدأ، هو خشيته على حياة ابنه، فهو ذاته تعرض للخطر كما أنه شاهد اغتيال سلفه الرئيس الراحل أنور السادات العام 1981 ، وهو على الدوام ظل يخشى من الأخطار المحتملة التي تهدد السياسيين العرب".

ويذكر الكاتب، الذي تخلى عن مهمته كواحد من أبرز الجواسيس الإسرائيليين في منتصف التسعينات الماضية وامتهن الصحافة والكتابة، وألف كتابا مشتركا مع المسؤول الفلسطيني السابق بسام أبو شريف بعنوان (صديقي العدو)، أن السيدة سوزان مبارك ظلت على الدوام تطمح الى تحقيق دور مهم لابنها جمال ونجلها البكر علاء (44 عاما) ، وهو نقل عنها في وقت سابق قولها "هناك حروب عديدة، وزوجي طوال الوقت غائب، ولذلك فإنني ضحيت بكل حياتي من أجل أبنائي".

ويقول محنيمي إن جمال مبارك "رجل متعلم ومثقف ورجل أعمال محترف"، وهنا يتحدث عن مكتبه الذي يملكه في منطقة نايتسبرج الراقية في قلب العاصمة البريطانية لندن، ويضيف "أن جمال يلعب دورا مهما في توجيه سياسات الحزب الوطني الحاكم منذ سنوات"، وينقل الكاتب عن مراقبين قولهم إن "جمال مبارك ممكن أن يفوز في أي انتخابات حرة لولا المشكلة المهمة وهي انه ابن الرئيس".

وفي الختام، يصل تقرير (صنداي تايمز) إلى القول إن منافس جمال مبارك المحتمل في منصب الرئيس هو الرجل القوي الجنرال عمر سليمان (69 عاما ) رئيس جهاز الاستخبارات العامة، وهو صديق مقرب للرئيس مبارك، وهو ساعد في نجاته حين تعرض لمحاولة اغتيال قبل عشر سنوات في إثيوبيا.