رايس تدعو من بروكسل جيران العراق الى منع تسلل الارهابيين
الجعفري يدعو لـ"خطة مارشال" لمساعدة العراق

أسامة مهدي من لندن: دعا العراق المجتمع الدولي إلى خطة شاملة شبيهة بخطة مارشال في ألمانيا لمساعدته على تجاوز الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة التي يمر بها، فيما طالبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس دول الجوار العراقي وخاصة سورية الى العمل لمنع تسلل الارهابيين عبر حدودها الى العراق في وقت أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن المجتمع الدولي لن يتخلى عن مساعدة الشعب العراقي وحكومته المنتخبة من أجل تحقيق التقدم وضمان المستقبل.

رايس
وشددت رايس لدى بدء اعمال المؤتمر الدولي حول العراق في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم بشاركة 85 دولة بينها سورية وايران على الخصوص على ان الولايات المتحدة ستعمل مع المجتمع الدولي لبناء عراق جديد وكتابة دستور ديمقراطي ومواجهة الارهاب . واشارت في كلمة لها ان مشاركة ثمانية ملايين عراقي في الانتخابات الاخيرة دليل على تصميم الشعب العراقي على بناء علاقات جديدة مع المجتمع الدولي والعراق بهدف مساعدته سياسيا وامنيا واقتصاديا . ودعت الدول المحيطة بالعراق وخاصة سورية العمل على تامين حدودها ومنع عمليات تسلل الارهابيين الى هذا البلد وطالبت الحكومة العراقية بالعمل على تحسين الامن والاقتصاد وكتابة دستور يؤمن مستقبلا أفضل للعراقيين مشيرة ان للعراق الان حلفاء عديدين مستعدون للعمل معه من اجل بلد حر وديمقراطي.

أنان
من جهته اكد انان على اهمية دعم المجتمع الدولي للحكومة العراقية من اجل تحقيق التقدم والاستقرار وضمان المستقبل وقال ان الامم المتحدة عازمة على الاستمرار في دعم العملية السياسية في العراق واعماره وفرض سيادة القانون طالبا من جميع الدول تقديم مساعداتها لتحسين حياة العراقيين بجميع مرافق حياتهم مشيرا الى ان العراقيين حققوا خطوات سياسية عملية . وقال ان الحكومة العراقية من جهتها مسؤولة عن تحقيق السيادة واكمال العملية السياسية واصدار دستور جديد بمشاركة جميع ممثلي الشعب العراقي بشكل توافقي بعيدا عن العنف والارهاب والعمل جنبا الى جنب مع العراقيين لترسيخ الامن وحل المشاكل السياسية.

واكد انان ضرورة ان يحترم الدستور العراقي الجديد القانون وحقوق الانسان معربا عن امله في تعزيز علاقات العراق مع جميع الدول المجاورة له ومع اقليمه ومجتمعه الدولي من اجل مساعدته انسانيا . وقال ان حكومة العراق ماضية وبشكل سريع ومتطور لانجاز المهمات المكلفة بها من اجل صالح الشعب العراقي والامم المتحدة بدورها ستستخدم كل امكاناتها لدعم هذه الحكومة للوصول الى نتائج مثمرة في النهاية موضحا ان مجاميع كبيرة من المنظمة الدولية قدمت افضل ماعندها لدعم كتابة الدستور العراقي وتحسين حياة العراقيين بشكل عام في ظل احداث لم يسبق لها مثيل يشهدها العالم يحاول من خلالها البعض اعاقة مساعدة العراقيين وشدد في ختام كلمته بالقول "اننا لن نتخلى عن الشعب العراقي".

الجعفري
وفي كلمته امام المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا حدد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري اولويات المطالب العراقية من المجتمع الدولي بمساعدته سياسيا واقتصاديا وامنيا. وقال ان العراق بعمقه الحضاري يستحق رعاية المجتمع الدولي في جميع المجالات لان شعبه رفض الدكتاتورية والعدوان وهو تواق للتقدم والازدهار واحترام حقوق الانسان، مؤكدا ان حكومته تعمل من اجل رفع كفاءة قوات الامن حتى ترتقي لمستوى حاجة العراقيين وذلك من اجل الاستغناء عن وجود لقوات المتعددة الجنسيات على الاراضي العراقية مشيرا الى ان انجازات مهمة تحققت في هذا المجال وبدات العاصمة بغداد ومدنا عراقية اخرى تشهد تحسنتا امنيا ظاهرا لكنه قال ان الاعلام لايشير الى هذه الخطوات الايجابية وانما يركز على المسائل السلبية ويضخم من سوء الاوضاع.

وشدد على ان هناك اصرارا من الشعب العراقي على المضي في العملية الديمقراطية وقال ان العملية السياسية تشهد التحاقات مهمة من قوى الشعب بهدف اقامة العراق الدستوري الفيدرالي التعددي الديمقراطي الذي تشارك في بنائه كل المكونات العراقية من كردستان في الشمال الى الجنوب من العرب والاكراد والسنة والشيعة وبشكل اسقط رهانات من يريدون افشال العملية السياسية . واشار الى ان الارهاب لاهوية له ولا جغرافية او مكان واكد ان مايحدث في العراق هو صراع بين الانسان وعدوه مشددا على ضرورة ان تتكاتف جهود المجتمع الدولي مع العراقيين لضرب الارهاب وتجاوز عمليات الادانة الى فعل مؤثر على ارض الواقع ،موضحا ان العشائر العراقية بدات تتعاون مع الحكومة وتلقي القبض على المشكوك بهم وتسلمهم اليها كما ان الكثير من القوى بدات تعارض الارهاب وتقف بالضد منه.

وحدد الجعفري الاولويات التي يطالب بها العراق من المجتمع الدولي بالشكل التالي:

*دعم الاقتصاد العراقي وعمليات تقديم الخدمات الى الشعب العراقي من خلال خطة شاملة شبيهة بخطة مارشال التي قدمها المجتمع الدولي لاعمار المانيا بعد الحرب العالمية الثانية وحققت الامن والاستقرار فيها.

*ان تكون مهمة القوات المتعددة الجنسيات في العراق مؤقتة وان تقوم دول الجوار بضبط حدودها مع العراق ومنع المتسللين عبرها اليه .

* المساعدة على انجاز الدستور في موعده المحدد منتصف آب (اغسطس) المقبل واجراء الانتخابات العامة بشكل شفاف منتصف كانون الاول (ديسمبر) المقبل .

* احترام الدول المجاورة للعراق، سيادته وعدم السماح لها بالتدخل في شؤونه الداخلية مؤكدا ان العراق سيبقى عامل سلام واستقرار في المنطقة .

* مساعدة العراق على استثمار ثرواته للبناء وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي ورفع الكفاءة الامنية للعراقيين كما ونوعا وتجهيزا .

* حث الدول المانحة على تقديم مساعدات عاجلة لتحسين الخدمات في انحاء العراق وتحديد اولويات الاعمار من منظور عراقي وليس من منظور تلك الدول والعمل مع الوزارات العراقية والتعاون معها في هذا المجال بعيدا عن البيروقراطية والوسطاء .

* تطوير عمليات تدريب الايدي العراقية في مختلف المجالات وتنظيم دورات التدريب هذه على الاراضي العراقية اختزالا للوقت والنفقات .

* ان تقوم الدول بفتح سفاراتها في العراق وارسال الوفود الرسمية اليه للاطلاع عن كثب على حقيقة الاوضاع فيه وتبني القضايا العراقية في المؤتمرات الدولية .

واكد الجعفري في الختام ان الشعب العراقي الذي يريد ان يعيش كما تعيش الشعوب الاخرى امنة مستقرة مزدهرة من دون ارهاب او عنف لن ينسى ابدا الذين يقفون الى جانبه في زمن المحنة هذه . ويتراس الجعفري وفدا عراقيا كبيرا الى المؤتمر ضم 40 عضوا بينهم 12 وزيرا ورئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) ورئيس مجلس القضاء اضافة الى شخصيات سياسية من خارج الحكومة يتقدمهم محسن عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي العراقي وعدنان الباجة جي رئيس تجمع الديمقراطيين المستقلين .

مسؤولون عراقيون
وقبل بدء اعمال المؤتمر قال مسؤولون عراقيون ان بلادهم تريد ان يفي العالم بشكل اسرع بمعونات تعهد بها للمساعدة في مكافحة عدم الاستقرار في وقت ظهرت دعوات رسمية دولية لتطهير ساحة العراق من فساد اداري بلغ حد الكارثة.

وعشية المؤتمر قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ان "عواقب الفشل في العراق ستتجاوز العراق ذاته .. لذلك فان المخاطر كبيرة." وقال ان بغداد ترى ان المؤتمر سبيل لتأمين انخراط العالم في بسط الاستقرار واعادة بناء العراق.

وجاءت فكرة عقد المؤتمر بعد ان زار الرئيس الاميركي جورج بوش بروكسل في شباط (فبراير) الماضي عندما تعهدت فرنسا والمانيا اللتان عارضتا الحرب الاخيرة بقيادة الولايات المتحدة بالمساعدة في تدريب قوات الامن العراقية.

وقال زيباري ان بغداد ملتزمة بالموعد النهائي المحدد في منتصف اب (اغسطس) لكتابة دستور جديد يتعين بعدئذ الموافقة عليه في استفتاء في اكتوبر /تشرين الاول قبل اجراء انتخابات جديدة في كانون الاول (ديسمبر) المقبل . واضاف "نعتقد ان هذا سيكون له تاثير على الوضع الامني" مضيفا ان ضم 15 عضوا من العرب السنة لعضوية لجنة صياغة الدستور يعني انها تمثل جميع العراقيين.

ويقول المسؤولون الاميركيون انهم يشجعون زعماء الشيعة والاكراد الذين يسيطرون على الحكومة الانتقالية على اقتسام مزيد من السلطة مع الاقلية من العرب السنة الذين قاطع معظمهم الانتخابات الاخيرة والذين ينتمي المسلحون اليهم بشكل اساسي.ولم تتراجع اعمال العنف في العراق رغم ان السلطات العراقية اوفت بعدة مواعيد انتقالية نهائية منها الانتخابات التي تحدى فيها ملايين العراقيين اعمال العنف للادلاء باصواتهم.

وقال زيباري ان القوات العراقية يمكنها ان تسد الفجوة اذا قررت واشنطن تقليص عدد قواتها في العراق العام القادم كما اشار قائد القوات التي تقودها الولايات المتحدة هناك والبالغة 135 الف جندي في العراق.