لندن: نجحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في الحصول على دعم أغنى دول العالم ضد سورية يوم الخميس حيث صعدت واشنطن حملتها لعزل دمشق على الساحة الدولية.

واتهمت رايس سورية مرارا باثارة الاضطرابات في لبنان وعدم بذل الجهد الكافي لوقف عبور المسلحين حدودها إلى العراق اضافة إلى دعم جماعات مناهضة لإسرائيل.

وقال دبلوماسيون إن رايس في ختام جولة استغرقت أسبوعا بالشرق الاوسط وأوروبا دفعت بقضية سورية أمام تجمع مجموعة الثماني في لندن.

وقالت مجموعة الثماني في بيان بعد انتهاء الاجتماع "ندعو جيران لبنان وخاصة سورية إلى التعاون لضمان الالتزام الكامل (بقرار الامم المتحدة) والمساهمة بشكل فاعل في الامن والاستقرار الاقليميين."

وفي تصريحات علنية قبل وبعد الاجتماع شددت الوزيرة الأميركية على المخاوف الدولية بشأن ما تصفه واشنطن بدور سورية المثير للقلاقل بالشرق الاوسط.

وقالت رايس إن سورية تعهدت بكبح جماح المسلحين الذين يدخلون إلى العراق لكن الولايات المتحدة تريد نتائج.

وقالت في مؤتمر صحافي مع نظرائها في ختام اجتماع مجموعة الثماني "فلنر تحركا. إذا كانوا مستعدين للقيام بذلك فليقوموا به."

وقالت سورية إنها ستطلب من بغداد تزويدها بالادلة التي تدعم اتهامات الولايات المتحدة المتكررة لدمشق بالسماح لمسلحين عرب بعبور الحدود إلى العراق للمشاركة في القتال هناك وتعهدت بدحض تلك الادلة.

وقال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع للصحفيين في دمشق "سنواجه أي اتهام بالادلة والوقائع وسنأخذ ذلك لاعلى مستوى." وأضاف أن سورية ستقوم قريبا جدا باعادة فتح سفارتها في بغداد.

وقالت رايس للصحافيين قبل الاجتماع إنها ووزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي تناقشا بشأن سورية وأبديا قلقهما "بخصوص ضرورة أن تتأكد سورية من أن جميع قواتها قد سحبت بالفعل من لبنان".

وقال دوست بلازي بينما كان يقف إلى جوار رايس "يجب ألا نسمح لهذا البلد بزعزعة استقرار لبنان."

وأذعنت سورية للضغوط الدولية وسحبت قواتها من لبنان في أبريل/ نيسان بعد أن اجتاحت مظاهرات مناهضة لدمشق البلاد عقب اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط.

وأصدرت الامم المتحدة قرارا رعته الولايات المتحدة يطالب سورية بسحب قواتها ومخابراتها من لبنان. وتقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع أن تثبت بعد أن ضباط المخابرات غادروا البلاد كذلك. وتنفي سورية أن لها افرادا في لبنان.

وأعربت سورية عن "دهشتها الشديدة" لأن المسؤولين الاميركيين لا يزالون يقولون إن أفراد مخابرات تابعين لها لا يزالون في لبنان.

وقال عمار العرسان المتحدث باسم السفارة السورية في واشنطن "تؤكد سورية المرة بعد الاخرى أن تلك المزاعم لا أساس لها."

وأضاف "نحن في سورية أكملنا إعادة جميع قواتنا وأجهزة المخابرات المرتبطة بها في 26 أبريل ونعتبر ذلك ملفا مغلقا."

وأعربت مجموعة الثماني عن قلقها بخصوص سورية بعد فوز تحالف مناهض لدمشق في الانتخابات النيابية اللبنانية التي أجريت لأول مرة منذ عقود في غياب القوات السورية.

وقال مسؤولان كبيران بوزارة الخارجية الأميركية طلبا عدم ذكر اسميهما على هامش اجتماع مجموعة الثماني إن واشنطن متأكدة من أن سورية أبقت على أفراد من المخابرات في لبنان.

وتجاوزت تصريحات المسؤولين التصريحات العلنية للولايات المتحدة بشأن النفوذ السوري في لبنان.

وقال أحد المسؤولين "لا مجال للشك في أن سورية تركت أفراد مخابرات في لبنان."

وتتألف مجموعة الثماني من اليابان وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وكندا والولايات المتحدة.