واشنطن: رفض وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد يوم الخميس تصريحات سناتور أميركي بأن حرب العراق أصبحت مستنقعا لكنه حذر الحكومة العراقية من تأخير تطورات سياسية مثل كتابة دستور للبلاد.

وخلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في جلسة مشوبة بالتوتر رفض الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية تأييد تقديرات نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني بأن العمليات المسلحة في العراق في "النزع الأخير."

وقال ابي زيد ان قوة المسلحين لم تتقلص وان مزيدا من المقاتلين الاجانب يدخلون العراق بمعدل يفوق ما كان عليه الحال منذ ستة اشهر. وقال "هناك عمل كثير يتعين القيام به لمكافحة التمرد."

وقال السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي من ماساتشوستس موجها كلامه الى رامسفيلد "أُسيئت ادارة هذه الحرب بشكل فادح ومتواصل. ونحن الان فيما يبدو انه مستنقع صعب."

وقال "جنودنا يموتون. ولا تلوح في الواقع نهاية في الافق. اعتقد ان الشعب الامريكي يستحق قيادة جديرة بالتضحيات التي قدمتها قواتنا المقاتلة وان من حقه ان يعرف الحقائق الثابتة. ويؤسفني ان اقول انني لا اعتقد انكم قدمتم ايا منها."

ورد رامسفيلد الذي كان يحيط به كبار القادة العسكريين الامريكيين قائلا "حسنا ..هذا كلام قوي. دعوني اولا .. اقول انه لا يوجد شخص حول هذه المائدة يشاركك الرأي في اننا نغوص في مستنقع وانه لا نهاية تلوح في الأفق."

واضاف "تلميحكم الى ان أشخاصا .. أنا أو آخرين.. يرسمون صورة وردية غير صحيح."

وقال "الحقيقة هي اننا أدركنا من البداية انها مهمة شاقة وصعبة وخطيرة وانه لا يمكن التنبؤ بها."

وسأل كنيدي رامسفيلد قائلا "ألم يحن الوقت لاستقالتك."

وأشار رامسفيلد الى انه عرض على الرئيس الامريكي جورج بوش استقالته مرتين العام الماضي خلال فضيحة إساءة معاملة السجناء في سجن ابو غريب وان بوش رفض قبولها. واضاف رامسفيلد "هذا قراره."

واتفق الجنرال جورج كيسي اكبر قائد امريكي في العراق والجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة معه في الرأي بان الحرب لم تصبح مستنقعا.

وتعرض رامسفيلد لانتقاد شديد من روبرت بيرد اكبر اعضاء مجلس الشيوخ البالغ من العمر 87 عاما الديمقراطي عن وست فرجينيا. ورفض بيرد ما سماه "الردود الساخرة" للوزير واستيائه من اسئلة المشرعين. وقال بيرد لرامسفيلد "انزل من عليائك حينما تأتي الى هنا." وفي وقت لاحق ادلى رامسفيلد بشهادته امام لجنة لمجلس النواب.

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان 1725 جنديا امريكيا قتلوا في الحرب التي بدأت في مارس اذار عام 2003 بالاضافة الى 13 الفا و74 جريحا. وخلال شهر مايو ايار قتل 80 جنديا امريكيا وهو اعلى معدل منذ يناير كانون الثاني وينتظر ان يكون عدد القتلى الامريكيين خلال الشهر الجاري مماثلا للشهر الماضي.

وفي هذه الاثناء صعد المسلحون حملة تفجيرات حصدت ارواح أعداد كبيرة من المدنيين مع مقتل المئات منذ تشكيل حكومة بزعامة الشيعة قبل شهرين.

وتتزايد حالة عدم الارتياح للحرب في العراق بين بعض المشرعين الامريكيين كما اظهرت استطلاعات الرأي التي اجريت في الاونة الاخيرة تراجع التأييد للحرب بين الامريكيين.

وقالت السناتور الجمهوري لينزي جراهام من ساوث كارولينا ان تراجع التأييد الشعبي للحرب اصبح مشكلة مزمنة.

وقال رامسفيلد انه يتعين احراز تقدم في العملية السياسية في العراق لكنه عارض تحديد موعد لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

وقال رامسفيلد في شهادته امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ان "تأجيل المضي قدما نحو كتابة دستور او اجراء استفتاء على الدستور او اجراء انتخابات لاي سبب كان سيؤخر بنفس القدر العملية برمتها."

واضاف رامسفيلد "وخلال هذه العملية يتعرض جنود التحالف للقتل والعراقيون للقتل. ان تأجيل الدستور او اجراء الانتخابات بموجب الدستور الجديد سيمثل من وجهة نظري ضررا جسيما."

ولم يكن رامسفيلد واضحا فيما يتعلق بالعواقب المحتملة للتأجيل.

وكانت مجموعة مشرعين صغيرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي اقترحت الاسبوع الماضي ان يصدر الكونجرس قرارا يدعو ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى وضع خطة بحلول نهاية هذا العام لسحب جميع القوات الامريكية من العراق وبدء الانسحاب بحلول الاول من اكتوبر تشرين الاول 2006.

وعن تحديد موعد للانسحاب قال رامسفيلد " سيلقي بحبل نجاة الى الارهابيين الذين عانوا في الاشهر القليلة الماضية من خسائر جسيمة وحرموا الملاذات الامنة وتراجعت نسبة التأييد الشعبي لهم."

لكن اكبر عضو ديمقراطي باللجنة السناتور كارل ليفين من ولاية ميشيجان قال انه يجب عدم استبعاد تحديد موعد نهائي للانسحاب.

وقال ليفين "اقر العراقيون جدولا زمنيا لكتابة دستور وهو الخامس عشر من اغسطس مع امكانية التمديد مرة واحدة فقط لمدة ستة اشهر."

واضاف "تحتاج الولايات المتحدة الى ان تبلغ العراقيين والعالم انه اذا لم يتم الوفاء بهذا الموعد فاننا سنراجع موقفنا مع ترك جميع الخيارات مفتوحة بما فيها وضع جدول زمني محدد للانسحاب."

واضاف ليفين "علينا ان نظهر للعراقيين ان استعدادنا لتحمل عبء توفير الامن له حدود. فتحنا الباب امام العراقيين بثمن باهظ لكنهم وحدهم الذين يستطيعون المرور عبره. لا نستطيع إبقاء الباب مفتوحا الى الأبد."