برلمانيون اميركيون: قد نتخلى عن التزاماتنا في العراق
حوزة النجف : لن نواجه بالسلاح استهدافنا أتقاء للفتنة

أسامة مهدي من لندن: اكدت الحوزة العلمية في مدينة النجف العراقية المقدسة ان الشيعة لن يردوا على ضرب مساجدهم بالمثل وانما بالقانون والشرع اتقاء للفتنة الطائفية، ودعت وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني الى تحمل مسؤولياتهم في حماية ارواح العراقين من التكفيريين والغرباء الذين يستهدفون الشيعة على الهوية فيما يبحث رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن اليوم الوضع الامني في بلاده وكتابة الدستور العراقي في وقت دعا برلمانيون اميركيون بوش الى ابلاغ المسؤولين العراقيين بانه اذا لم يحصل تقدم سياسي في بلدهم فان الولايات المتحدة ستتخلى عن التزاماتها هناك .

وقالت حوزة النجف في بيان صحافي ارسل الى " ايلاف" اليوم ان مسلسل التكفيريين المستهدف للمساجد والحسينيات الشيعية والمواطنين الأبرياء من أتباع مذهب أهل البيت يستمر اجراما من قبل التكفيريين وحاضنيهم والمتسترين عليهم محاولين بذلك إذكاء نار الطائفية المقيتة التي رفضها العراقيون والانجرار اليها بكل وعي واصرار، مؤكدة ان الشيعة سيظلون ممتنعين عن الرد بالمثل إتقاء للفتنة الأشد من القتل متمسكين بحقهم الشرعي والقانوني في محاسبة القتلة الجناة والهيئات المحرضة على الفتنة والنافخة في رمادها .

ودعت الحوزة الحكومة العراقية وبخاصة وزراء الداخلية والدفاع والأمن الداخلي الى تحمل واجباتهم في حماية أرواح العراقيين ودمائهم من التكفيرين والغرباء وقالت أن يثبتوا ذلك اليوم قبل غد وإنا لمنتظرون .. وفيما يلي نص البيان :

تصريح صحافي
تحميل المسؤولين حماية الشيعة المستهدفين على الهوية
لا يزال مسلسل التكفيريين المستهدف للمساجد والحسينيات الشيعية والمواطنين الأبرياء من أتباع مذهب أهل البيت (ع) مستمرا. فقد أسفرت ثلاثة انفجارات استهدفت مساجد وحسينيات بحي الكرادة الشيعي في الساعات الأولى من صباح الخميس 23/6/2005م حيث تعرضت حسينية (البو جمعة) وحسينية الحاج (عبد الرسول علي) الى اعتداء تكفيري آثم أدى إلى مصرع 15 شخصا على الأقل وإصابة خمسين آخرين، ووقع الانفجاران الأول والثاني بتتابع سريع حوالي الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي كما تعرضت المنطقة نفسها إلى قصف بقذائف الهاون.
وجاءت الانفجارات الثلاثة المذكورة بعد ساعات قليلة من مقتل 18 شخصا على الأقل في خمسة انفجارات سبقتها وقعت الأربعاء 22/6/2005م في حي الشعلة أحد الأحياء الشيعية المكتظة في العاصمة بغداد وقد استهدفت انفجارات أمس واليوم جميعها مساجد وحسينيات وتجمعات شيعية ازدحمت بمناسبة وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) مما يشكل استمرارا للاعتداءات الآثمة من التكفيريين وحاضنيهم والمتسترين عليهم ضد مقدسات شعبنا المسلم محاولين بذلك إذكاء نار الطائفية المقيتة التي رفضها شعبنا ورفض الانجرار اليها بكل وعي واصرار .
إن تزايد وتيرة العمليات بدعوى تكفير الأبرياء الشيعة وهدم مساجدهم وتفجير حسينياتهم وقتل رجالاتهم واستباحة أرواحهم وأعراضهم ودمائهم وممتلكاتهم لا لشيء إلاّ لكونهم يختلفون معهم في المذهب لا يمكن السكوت عليها وإن الحكومة العراقية والمسؤولين وبخاصة وزراء الداخلية والدفاع والأمن الداخلي وغيرهم من أولى واجباتهم حماية أرواح العراقيين ودماءهم وأرواحهم من التكفيرين والغرباء وعليهم أن يثبتوا ذلك اليوم قبل غد وإنا لمنتظرون.
وسيبقى أتباع مذهب أهل البيت (ع) ممتنعين عن الرد بالمثل إتقاء للفتنة الأشد من القتل متمسكين بحقهم الشرعي والقانوني في محاسبة القتلة الجناة ومعهم الهيئات المحرضة على الفتنة والنافخة في رمادها ، فما ضاع حق وراءه مطالب . وسييعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
الحوزة العلمية في النجف الأشرف

مباحثات الجعفري في واشنطن
وياتي انهيار الامن في العراق بهذا الشكل الخطير في وقت بدا رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري مباحثات في الكونغرس الاميركي مع زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ بيل فيرست ومع برلمانيين اخرين .
وقال مسؤولون اميركيون ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني والمستشار الرئاسي للأمن القومي ستيفن هادلي استقبلا ايضا الجعفري الذي وصل الى واشنطن قادما من بروكسل امس حيث شارك في مؤتمر دولي حول مساعدة بلاده سياسيا وامنيا وعسكريا .
وقال متحدث باسم فيرست ان المحادثات التي جاءت عشية لقاء الجعفري اليوم مع الرئيس بوش في البيت الابيض، تناولت "اولويات الشعب العراقي".
وهي المرة الاولى التي سيلتقي فيها الجعفري الرئيس الاميركي منذ تعيينه في نيسان (ابريل) رئيسا للحكومة العراقية حيث تؤكد زيارة الجعفري الاهمية التي توليها الادارة الاميركية للاسراع في تشكيل مؤسسات عراقية مستقلة. ويستقبل بوش الجعفري في مكتبه البيضاوي في وقت يزداد عدد الاميركيين الذين يحتجون على التدخل الاميركي في العراق.
ويريد بوش اقناع الاميركيين بضرورة الاحتفاظ بأكثر من 130 الف جندي في العراق قضى منهم اكثر من 1700 منذ بدء الحرب في اذار (مارس) عام 2003 ويرفض التقيد بجدول زمني للانسحاب. وسيطلع الجعفري على نسخة من الدستور الاميركي في دار المحفوظات الوطنية وبعد لقائه مع بوش سيعقد الرجلان مؤتمرا صحافيا.
وتثبت اخر الاستطلاعات ان غالبية الرأي العام الاميركي تعارض سياسة بوش في العراق وتعتبر انه ما كان يجب شن حرب كما ان شعبية بوش الذي اعيد انتخابه لولاية ثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وصلت الى ادنى مستوياتها.

وقالت مصادر اميركية ان بوش سيذكر الجعفري باهمية احترام موعد نجاز الدستور العراقي الجديد منتصف اب (اغسطس) المقبل لان الدستور يجب ان يصادق عليه لاحقا منتص تشرين الاول(اكتوبر) عبر استفتاء تمهيدا لتنظيم انتخابات جديدة بحلول نهاية السنة.
وكان نجاح الانتخابات في كانون الثاني (يناير) الماضي لتشكيل الجمعية الوطنية العراقية التي انبثقت عنها حكومة الجعفري اعطى الاميركيين والقادة العراقيين مصداقية لكن اعمال العنف استؤنفت في الاسابيع الماضية مع وقوع عدة اعتداءات وشن القوات الاميركية والعراقية هجمات ضد معاقل المسلحين.
وياتي لقاء الجعفري مع بوش في وقت اعتبر عدد من البرلمانيين الاميركيين انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تفهم المسؤولين العراقيين انه اذا لم يحصل على الاقل تقدم سياسي في العراق فيخشى ان تتخلى واشنطن عن التزاماتها في هذا البلد.
وقال السناتور الديموقراطي كارل ليفن الرجل الثاني في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ان "الاجراء الاهم الذي يجب اتخاذه لتغيير الدينامية الحالية في العراق هو ان يبلغ الرئيس العراقيين انهم اذا لم يحترموا جدولهم الزمني لتبني دستور فسوف نعيد التفكير بوجودنا هناك".
وجاء كلام ليفن خلال جلسة استماع حول العراق بحضور خصوصا وزير الدفاع دونالد رامسفلد عشية لقاء في البيت الابيض بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري. واضاف "يجب ان نظهر للعراقيين ان جهوزيتنا لتحمل عبء الامن لها حدودها". واوضح ان "التعهد امام العراقيين بالبقاء الى ما لا نهاية هناك حتى وان لم يتفقوا على الدستور من شأنه ان يقلص الفرص لاقدام العراقيين على تقديم التنازلات السياسية الضرورية من اجل دحر الجهاديين والتمرد".
ومن ناحيتها، اعربت الجمهورية سوزان كولينس، رئيسة لجنة الامن الداخلي، عن "اقتناعها بان حلا سياسيا ما هو المفتاح لوضع حد لدعم التمرد". وقالت "أليس من المفيد توجيه الرسالة انه ستكون هناك عواقب في حال لم يتحقق اي تقدم؟"